المحور الثاني:بعض الشروط التي تمثل الجانب النظري لمسألة الارتقاء بالذات
1-التخلص من الأوهام:
لدى كثير من الناس وهم صعوبة العمل والاشتياق إلى الراحة والفراغ ،فتراهم يفرون من أي عمل يمكن أن يكلفوا به وينتظرون المرحلة العمرية التي ينفضون فيها أيديهم من كل عمل، ولهذا ففكرة التحسين والتطوير غير واردة لديهم مع أن الصحيح أن، العمل مفرج للنفس ولو أتعب البدن،والفراغ مزعج ومهين ولو نلنا معه راحة الأبدان، كما أن بعض الناس لديهم وهم استمرار أحوالهم على ماهي عليه ولذا فإنهم يؤخرون كثيراً من الأعمال.
2-وضوح الهدف:
إن الإسلام تولى رسم الهدف النهائي لهذه الحياة وهو الفوز برضوان الله تعالى ودخول الجنة،ويترتب على تباين الهدف الأكبر من الحياة بين المسلم وغيره ،تباين موقفهما من أشياء كثيرة،كما يتفاوت سلوكهما الشخصي أيضاً، وعلى المسلم أن يجعل كل أهدافه الصغرى والخاصة منسجمة مع هذا الهدف ومعززة له ، ومن هنا فإني أقول لكل أولئك الذين يطمحون إلى رفع سوية ذواتهم أن يبدؤوا برسم أهداف مرحلية واضحة على طريق الصلاح والفلاح ثم يقومون ببحث كيفية تحقيق تلك الأهداف ونقلها من دوائر الأحلام والأمنيات إلى دائرة الفعل والتنفيذ
3-الرؤية الكلية:
الارتقاء بالذات يعني العمل على تحسين مختلف جوانب الشخصية والرؤية الكلية شرط لمعرفة حاجاتنا الروحية والمادية
4-الإيمان بضرورة التغيير:
البوابة الرئيسية لولوج مملكة الارتقاء الذاتي، تتمثل في قناعة الواحد منا بضرورة تغيير أوضاعه وأحواله يقول تعالى: (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) الرعد:11
5-الوضعية الإيجابية:
والتي تعني أن يقف المرء الموقف الذي يلائم الظروف الجديدة في إطار مبادئه وهدي معتقداته
إننا نملك قدرة كبيرة على تفسير الأشياء بتفسيرات عديدة فاجنح دائماً إلى التفسير الإيجابي
اعلم أن في كل جدار باباً يمكن أن ينفتح وأن الفرص متجددة لكن لا يجدها إلا من يبحث عنها
لا تخف من الخطأ ولكن خف من الاستمرار فيه
إن كل أزمة تأتي معها بفرصة وإن كل تعقيد يتيح لنا بدائل أكثر لنختار في النهاية ما يناسبنا ويلائمنا
الإنسان السلبي يبحث دوماً عن الأفكار والحجج التي تساعده على أن لا يعمل أي شيء
الأمور التي تساعد الإنسان أن يكون إيجابياً: مخالطة أشخاص إيجابيين، كتابة إيجابيات وسلبيات أي موضوع نفكر فيه وتعويد النفس التركيز على الإيجابيات، تجنب المواقف التي تنطوي على الضغط على الآخرين والإحراج لهم، تأهيل الشخص نفسه على نحو جيد لأداء المهمات التي يكلف بها، امتلاك روح المبادرة ، اعتقاد بأن التجارب المخفقة تعلمنا أكثر مما تؤذينا كما أن الطرق المسدودة تقربنا من الاهتداء للطرق المفتوحة،وأخيراً حرص المرء على أن يقوم بأعما تصب في المصلحة العامة لأهل بلده ولا ينبغي أن يصرفه عنها تقاعس المتقاعسين
6-الحرص على البناء الداخلي:
نعيش صحوة على مستوى ثقافة تنمية الشخصية لكن الاعتناء بالبناء الروحي والنفسي لازال بعيداً عن المستوى المطلوب
مصادر البناء الروحي والنفسي: تطهير النفس من أمراضها الفتاكة مثل الحسد وسوء الظن..الخ،الإكثار من ذكر الله، مراقبته، الحياء منه، محاسبة النفس، البعد عن المعاصي، التأمل، تحرير الإرادة من الرضوخ للعادات وكل مايسبب الإدمان،النظر إلى مساعدة المسلمين على أنه أهم في جلب السعادة من الاستغلال والحصول على الأموال والأشياءس
7- السعي إلى النجاح:
النجاح تطلع إلى الأفضل والارتقاء بالذات هو النوع الأرقى بين أنواع النجاح
مفاهيم داعمة للنجاح:
الاستعانة بالله ، الأمانة والصدق والشعور بالمسؤولية،البعد عن المعاصي والتحصن من الشهوات،الثقة بالنفس واعتقاد المرء أنه يستحق النجاح،الاعتقاد بأن العمل بجد واجتهاد يمكن الشخص من الوصول إلى كل أو معظم ما يريد، الاعتقاد بأنه ستظل هناك فرص للتفوق والنجاح أمام كل أولئك الذين يبحثون عنها، التخلص من آفة التردد،وجود أهداف واضحة، القدرة على الاستمرار في بذل الجهد، الجرأة في االقرارات الحاسمة،اختيار التخصص والمهنة الملائمة للشخص، الاعتقاد أن لكل شيء ثمن والاستعداد لدفع ثمن النجاح، القدرة على التكيف مع الظروف الطارئة، الاستعداد للعمل ضمن فريق، التركيز، الانفتاح وتقبل الجديد، حسن التدبير بالإمكانات المتوافرة،التواضع، ومحاولة التعلم من الآخرين
الناجحون لهم عالمهم الخاص وقيمهم الخاصة وسلوكهم الخاص وإذا أحببت أن تكون ناجحاً فعليك أولاً أن تدخل إلى عالم واحد منهم لتتعرف على معتقداته وسلوكاته ومنهجيته في الحياة
أخيراً....صفعة موجعة:
طالب مسلم ذهب إلى الولايات المتحدة الأميريكية للحصول على درجة الدكتوراه في أحد التخصصات حيث أحب أن يتعرف عن طريق المطالعة على بعض السير الذاتية للناجحين هناك فذهب إلى أحد أساتذته ، وسأله عن المراجع التي يمكن أن يعثر فيها على بغيته، فقال له أستاذه:ألست مسلماً؟؟ قال:بلى!، قال: لم لا تقرأ في سيرة محمد؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يتبع....