اللياقة الأولى اللياقة الروحية

أي أن يصل الإنسان إلى مرحلة يشعر فيها أنه يحب الله تعالى وأن الله تعالى يحبه وهذا الأمر قد دلَّ عليه بإجماله قوله سبحانه : ((قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم)) آل عمران: 31

وإن تحصيل هذه اللياقة ليس دواءً تستعمله أو تمرينات رياضية ...........إنها عملية مستمرة لا تنتهي إلا بانتهاء الإنسان!
طرقها:

1 - الإخلاص:

الإخلاص هو الأساس الذي يبنى عليه كل عمل فإذا انعدم انهار العمل
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه)

2 – الانتهاء عن المعاصي:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد إذا أخطأ خطيئة نُكتَ في قلبه نكتةٌ فإذا هو نزع واستغفر وتاب صُقل قلبه وإن عاد زيد فيها حتى تعلو قلبه وهو الران الذي ذكره الله تعالى : ((كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون)) المطففين:14

وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : "إن للحسنة ضياءً في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق وإن للسيئة سواداً في الوجه وظلمة في القبر والقلب ووهناً في البدن ونقصاً في الرزق وبغضة في قلوب الخلق"

3 – التطوع في العبادات بعد أداء الفرائض:

جاء في الحديث القدسي قوله صلى الله عليه وسلم : (....وما تقرَّب إليَّ عبد بشيء أحبَّ إليَّ مما افترضته عليه وما يزال عبد يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أحبّه.......)

ومن المهم جداّ في الأعمال كلها على وجه العموم ومنها العبادة روحها وحقيقتها قبل ظواهرها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنَّ الله لا ينظر إلى أجسادكم ولا إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم )
ويا ليتنا جميعاً نحرص على أن تكون عباداتنا مقبولة كحرصنا على أدائها!
ومن الأمثلة على أعمال الخير والتطوع في العبادات ما جاء في الحديث:
عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلو ا الجنة بسلام)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرت)

4 – تلاوة القرآن مع التدبر:

المقصد الأول من تلاوة القرآن الكريم هو الفهم والتدبر اللازمان للعمل به قال تعالى : ((كتابٌ أنزلناه إليك مباركٌ ليدَّبَّروا آياته وليتذكّر أولوا الألباب)) ص: 29

ومن علامات التدبر:
*التأثر والانفعال بالآيات الكريمات حسب موضوعها وسياقها فيفرح القارئ عندما يتلو آيات التبشير ويحزن عند آيات الترهيب.
*إذا قرأ آية نعيم دعا الله أن يكون من أهله وإذا تلا آية عذاب تعوذ بالله منه وعند وصف الجنة يطير قلبه شوقاً إليها وعند ذكر النار ترتعد فرائصه خوفاً منها
*الشعور أن القارئ نفسه هو المخاطب بالآيات فيعيش هذا الشعور وأن يقرأ بتأن وخشوع وأن لا يكون همه نهاية السورة أو خاتمة الجزء ولا كم صفحة يقرأ.

يقول صلى الله عليه وسلم: ( من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول : ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف)
وقوله: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)
وقوله: (اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه)
*تفريغ النفس من شواغلها فلا يكون أثناء القراءة جائعاً أو عطشاً أو في برد شديد أو حر شديد.......الخ

-ومن الطرق المجربة التي تعين على التأمل أن تكتب آية أو شطر آية بخط كبير وتوضع في مكان لائق بحيث تقع عليها العين وكلما رآها الإنسان أعاد التفكير فيها...........لهذا أحب الخط العربي فكثيراً ما تلفت نظري لوحات من آيات.. فن مفيد!

5 – الذكر:

وأفضل الذكر ما اشترك فيه القلب واللسان وكان من الأذكار النبوية ووعى الذاكر معانيه ومقاصده.
ومن الأذكار المتفق على صحتها قول الذاكر: "سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم"
و " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير"
و " لا حول ولا قوة إلا بالله"

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده

وقال( يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم.......)

ويقول تعالى: ((ألا بذكر الله تطمئن القلوب)) الرعد : 28

6 - التوبة:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كل بني آدم خطّاء وخير الخطّائين التوّابون)
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم Sad

لّله أشد فرحاً بتوبة عبده حين يتوب من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة فانفلتت منه وعليها طعامه وشرابه فأيس منها فأتى شجرة فاضطجع في ظلها وقد أيس من راحلته فبينما هو كذلك إذا هو بها قائمة عنده فأخذ بخطامها ثم قال من شدة الفرح: اللهم أنت عبدي وأنا ربك، أخطأ من شدة الفرح)

وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر)
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (التائب من الذنب كمن لا ذنب له)
(والمستغفر من الذنب وهو مقيم عليه كالمستهزئ بربه)

7 – البكاء من خشية الله

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله) وذكر منهم Sad

ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه)

8 – الزهد في الدنيا

عن ابن عمر رضي الله عنهما ثال : أخذ رسول الله بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل)

9 - خشونة العيش

هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: " ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز شعير يومين متتابعين حتى قبض"

10 - ذكر الموت

قال تعالى : ((كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زُحزِحَ عن النار وأُدخِل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور))

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أكثروا ذكر هاّم اللذات )
أي الموت وهاذم أي قاطع

11 – بين الخوف والرجاء

إذا كان الإنسان ينتظر شيئاَ محبوباً سمي انتظاره رجاء وإن كان الشيء مكروهاً سمي خوفاً والخوف ليس عكس الرجاء بل عكس الرجاء اليأس وأما الخوف فهو رفيق الرجاء ولذلك قيل الرجاء والخوف جناحان بهما يطير العبد إلى كل مقام محمود

يتبع..... Wink

شكرا لك جمان

موضوع رائع ننتظر المزيـــــــــــــــد

لا تنسينا من الدعاء

» اللياقة الثانية الللياقة النفسية
» لنمارس ألعاب اللياقة العقلية
» رسائل النور : الكلمة الأولى