بناء المفكر

عدد المساهمات : 445 تاريخ التسجيل : 22/02/2010

أثبت العلماء أن الدماغ ( المخ ) يحتوي على نصفين أيمن وأيسر , وكلاً منهما يقوم بوظائف خاصة به , وكلما ازدادت معرفة الإنسان بتلك الوظائف استطاع أن ينمي ويطور قدراته العقلية والذهنية .

وظائف النصف الأيسر من الدماغ :هنالك العديد من الوظائف منها :

1- التحكم في حركة الأطراف اليُمنى من الجسم ، وغالبية الأفراد لديهم قوة في هذا النصف , حيث نلاحظ بأن اليد اليمنى أكثر استخدما وقوة من اليسرى لدى غالبية الناس .

2- القدرة على التحليل والتفكير النقدي .

3- العمليات الحسابية .

4- القدرات اللغوية .

5- العلاقات المنطقية .

6- العلاقات الرياضية .

7- القدرة الكتابية والقرائية .

8- القدرة على التخطيط اليومي .

ولذلك يسمى بالنصف اللفظي التحليلي المنطقي الواقعي.

ويقوم هذا النصف عادة بتحليل المعلومات بطريقة خطية حيث يبدأ بالتعامل مع الأجزاء، ويجمعها بطريقة منطقية، ويعيد ترتيبها حتى يصل إلى الخلاصة أو النتيجة. كما أنه يقوم بتشغيل المعلومات بطريقة تدريجية أو تتابعية فيميل إلى عمل الخطط والجداول اليومية ، ويستمر في أداء مهامه الفرعية حتى ينتهي من المهمة الرئيسية.

وظائف النصف الأيمن من الدماغ :هنالك العديد من الوظائف منها

1- التحكم في حركة الأطراف اليُسرى من الجسم .

2- القدرة الفائقة على التخيل الذهني .

3- القدرة على الإبداع .

4- التأمل .

5- الأصوات وإيقاعاتها .

6- التعرف على الألوان .

7- القدرات البصرية (تحديد الأشكال ثلاثية ورباعية الأبعاد )

8- التعامل مع الأفكار غير اللفظية .

9- والتعرف على الوجوه والتوجه المكاني .

10- القدرة على إنتاج الأفكار .

11- القدرة على التخطيط الاستراتيجي .

ولذلك فهو يسمى بالنصف الحسي الحدسي غير اللفظي .

وعادة ما يعمل هذا النصف في تشغيل المعلومات بطريقة كلية بادئاً من الكل إلى الأجزاء , كما أنه يقوم بالوظائف التي تتطلب تقييمات كلية للموضوعات والسلوكيات.

ويستطيع الفرد الذي يستخدم هذا النصف أن يصل إلى نتائج حدسية ولا يستطيع أن يقدم إجابات عن طريقة توصله إلى هذه النتائج , وعادة ما تعوزه القدرة على التعبير عن نفسه بطريقة صحيحة إذ أنه لا يجد الكلمات المناسبة.

العلاقة بين نصفي الدماغ :

ليست هناك سيادة وقيادة مطلقة لأي من النصفين على الآخر ، ولكنها تبدو في كثير من الأحيان مشتركة بين النصفين حيث يكون لكل جانب وظائف تكمل عمل الطرف الآخر . فهناك تكامل بينهما في كل الوظائف وإن كانت الوظيفة تتركز في نصف ما ، فهي تتواجد أيضاً في النصف الآخر ولكن ليست بنفس الدرجة والكفاءة.

كما أنهما يرتبطان معاً من خلال حزمة من الألياف العصبية الترابطية مما يعمل على تكامل النصفين معاً، بالإضافة إلى وجود ألياف ترابطية تربط بين الفصوص الموجودة في كل نصف كروي، وأخرى تربط بين الفص ونظيره في كل نصف .

ما هي الفائدة من طرح هذه المعلومات ؟

لقد طرحنا هذه المعلومات لأن علاقة مباشرة وواضحة في طريقة تعلم الإنسان , حيث أن هنالك العديد من الدراسات والأبحاث التي أثْرت هذا الموضوع .

حيث يقول الدكتور صالح بن العبدالكريم : " التعلم حدث تلقائي مرتبط بفطرة الإنسان التي فطره الله عليها ، فلا يملك أحد منع الإنسان من التعلم مع إختلاف صور التعلم ، وما نملكه هو توجيه ذلك التعلم من حيث العمليات والمحتوى .وذلك يقتضي أن تتحول النظرة في التعلم من المعرفة السطحية إلى المعاني العميقة , ولكون التعلم مرتبط بالدماغ فقد توجهت الأبحاث في عمليات التعلم إلى دراسة دماغ الإنسان ومعرفة أثره في عملية التعلم . ورغم أن دراسة تشريح الدماغ والعمليات المرتبطة بأجزائه قديمة إلا أن ربط تلك الدراسات بالتعليم لم يظهر إلا في مراحل متأخرة .

ويرى المختصون أننا نستخدم بشكل مركز القسم الأيسر من الدماغ في تعليمنا التقليدي على اختلاف الدول ونظم التعليم ، والذي يعتمد على الكلمات والأرقام والعلاقات المنطقية , كما أن الاختبارات غالباً ما تقيس عمليات يقوم بها القسم الأيسر من الدماغ , ويعاب على هذا النوع من التعليم أنه لا يركز على الفهم بشكل رئيس كما أنه لا يتيح للمتعلم فرصة لبناء رؤيته الشخصية وأحكامه .

ويغلُب على هذا التعلم أنه يقدم المعرفة كأجزاء مستقلة لا رابط بينها ، بحيث يراها المتعلم كجُزُر معزولة يفصلها مساحات مائية ، ولا يتعمق المتعلم إلى ما تحت السطح فيرى مدى إرتباط تلك الجزر ببعضها . ولا يقتصر الأمر على فروع المعرفة التي قد تكون ظاهرياً بعيدة عن بعضها ، كمواد الاجتماعيات و اللغة العربية والعلوم وغيرها ، بل يدخل التقسيم إلى مجالات العلم الواحد (فيزياء ، كيمياء، أحياء ، علم أرض) ، كما أنه يمتد ليفصل العمليات في ذات المادة بحيث يراها المتعلم مواضيع مستقلة .

وغني عن القول أننا نقصي بشكل غير مقصود أنشطة القسم الأيمن من الدماغ ، مما ينتج عنه إقصاء قدرات أساسية تنمي مهارات الحصول على المعلومات والمفاهيم بشكل غير مباشر يعمق الفهم لدى المتعلم . وتدعو النظريات الحديثة في التعليم والتعلم إلى الابتعاد عن إعطاء المعلومة المباشرة وإلى التركيز على دور المتعلم في تحديد ما الذي يريد تعلمه وكيف يتعلم، أو بعبارة أخرى إلى العمليات التي ينشط فيها دور قسمي الدماغ لينتج عن ذلك إمكانية أخذ تصور كامل عن موضوع الدراسة بشكل يعمق الفهم ولا يلغي قدرات التذكر، وهو ما يعبر عنه برسم الصورة الكاملة للموضوع . ولا يعني ذلك بطبيعة الحال أن لا يكون هناك منهج دراسي واضح المعالم ، مع التحديد الدقيق للأهداف والكفايات والمحتوى ، وإنما المقصود هو ما يتعلق بعمليات التعلم وكيفية الوصول إلى المعلومة ".

ما علاقة هذه المعلومات ببناء المفكر ؟

بعدما تعرفنا على وظائف وقدرات نصفي الدماغ نلحظ أن النصف الأيمن يحوي عدة وظائف لها أهمية كبرى في بناء المفكر , مثل التخيل والتصور والتأمل والإبداع وغيرها , وهذه القدرات فطرية في بعض الناس غير أن المشكلة تكمن في أن بعض من يمتلكها لا يقوم بتوظيفها كما ينبغي , ومن هنا تأتي أهمية تدعيم وتحسين تلك الملَكات الذهنية من خلال التدرب على استخدامها بشكل موسَّع , فقد اعتبر العديد من العلماء أن الدماغ أشبه بعضلات الجسم حيث يمكن تمرينه وتنميته , وهنالك العديد من الكتب والتمارين التي يمكن أن تساعد في ذلك .

» بناء المفكر 2 كيف يؤثر الدماغ على السلوك الانساني
» بناء الشخصية
» نحو بناء وعي وثقافة مستهلكي التقنية