ريعان الشباب

موضوع: ريعان الشباب الجمعة 21 أكتوبر 2011, 5:22 pm

لقد تعارف الناس على تسميات رمزية لمراحل العمر فأطلقو على بعض منها مجازاً ربيع الشباب ، وعلى بعضه الآخر تسميات أخرى ، و اذا كان لي أن اختار من هذه التسميات ما يأتلف مع مراحل العمر المتتابعة فلا بأس من أن ابدأ كما بدؤا فاسمي فصول الحياة كما هي في الواقع ربيع العمر و صيفه و خريفه و شتاؤه ..

بيد أن ما أحسه من خلال السنوات التي قضيتها من عمري فإن ربيع العمر يستمر طويلا اذا ما حرصت على بقائه كذلك لأنني لم أحس يوما إنني في خريفه أو شتائه ، فتكرار السنين لم يؤثر في قليل أو كثير في نسيم حياتي العليل و هوائه الناعم أو شمسه الساطعة ، فأنا دوما ابن الفجر الذي يبشر بصباح مشرق جميل مفعم بالأماني و الآمال ، و ان قلبي دوما ينبض بالعاطفة و يشتعل بالحب ، و ليس الحب الذي يجمع بين الذكرو الأنثى فحسب ، و لكنه الحب الذي يملأ مراحل العمر بالورد و الريحان و الأزاهير ، و يفعمه بالحيوية و النشاط ، و ان العمر هو بمثابة بستان أو غابة ضمت في جنباتها ما شاءت من زينة الطبيعة و زخرف الكون .

فالحياة الدافئة هي التي يختزن فيها الخيال ما طاب له من مباهج العمر ليقاوم في حزم و صلابة أعاصير الخريف و الشتاء ، و لهب الصيف و نكد الحياة .

لقد أصررت - حبا في الحياة – أن اجعل ربيع عمري دائماً لا يتبدل أخالف فيه الأعراف و ما اعتاده الناس فاجعله ممتلئا بالنشاط و الإنتاج لأنه موسم الإغراء في حب الوجود ، أنسى فيه ما فات من مساوئ الدنيا و استأنف فيه كل يوم حياة جديدة متبرجة بالجمال ، ساطعة بالنور و ما ذلك إلا لأني أدركت أن الحياة ليست خبزا و ماء و ما شابه ذلك ، اذا لم تعبأ بالمفاتن ، و لم تهتز لما يثير فيها الإحساس بالنشوة لكل ما هو ساحر وجميل .

إن عمر الإنسان لا يحسب بالسنين التي عاشها ، ولا بالملذات المادية التي قدر له أن يستمتع بها ، إنما تقدر الحياة بالقدر الذي ينبض فيه قلبه ، و تطمئن جوانحه لمناظر الكون الخلابة و ما فيها من طيور صادحة و أشجار باسقة و نجوم متألقة و زهور ضاحكة .

فإذا اعتزم المحب للحياة أن يستمتع بمباهجها فما عليه إلا أن يعب من سحرها في كل شيء تراه عينه ، و يحسه قلبه ، و تنتشي لمرآه مشاعره ، لان في ذلك الإكسير الخالد الذي هيأته الطبيعة لأبنائها الذين يحبون الوجود ، و يرغبون في بقاء عمرهم مستمرا لا يتبدل .

من كتاب خواطر الصباح
للكاتب سعيد كامل الكوسا

رهيب ذلك العزم و الإصرار الذي تنبض به كلمات جدكما , فحروفه تحمل في طياتها فيضاً من الأمل و الطموح .. و تنقل إلينا التفاؤل و المثابرة لجعل أيامنا ربيعاً كلها.
بارك الله لكما و لجدكما المبدع .. و جعل أيامه ربيعاً كما أراد.
شكراً جزيلاً لكما

بنان و روان ....
لماذا توقفتما عن إغنائنا بالمزيد من كتابات جدكما الراااااااائعة؟!!!
رجاء .. زودونا بها دوماً .. لأنها في غاية الروعة
و أنا بانتظارها .. فلا تطيلا الغياب

زائر

كلمات ررررررررررائعة...
ريعان الشباب 3099457688

» إدمان الشباب للإنترنت...........
» كائن حي وهبه الله الشباب الدائم
» الفرق بين حوار البنات وحوار الشباب