عنوان الكتاب: مشكلات في طريق الحياة الإسلامية
اسم المؤلف: د/ محمد الغزالي
سنة النشر: 1982
عدد الصفحات: 148
عرضه لكم: نهى الحريري
--------------------------------------------------------------------
عرض الكتاب:
ما هو الحل؟هل خطر ببالك يوماً أن تحمل على عاتقك مسؤولية هذا الدين...الإسلام؟أم أنّه قد أصبح ضربا من الخيال أن يكون لهذا الدين رجالاً ينفوا حياتهم في سبيل اعلاء كلمة الحق؟!
في رأيي...قد فقد الإسلام أحد هؤلاء الرجال عندما غاب عن زماننا هذا الرجل الجليل-الشيخ محمد الغزالي-الذي رأى في الإسلام الصحيح النجاة من كل شرّ....إسلام الأخلاق الحميدة...إسلام العقيدة السّمحة...إسلام السلام.
و كان هذا الكتاب من ضمن كتب كثيرة الذي عرض فيه مشاكل كثيرة تعترض وصول رسالة الإسلام الصالحة المُصلحة للبشرية،و حلول عملية واقعية ينقصها التنفيذ الجماعي الجاد،و في هذا يقول شيخنا:
((إننا نحن المسلمين نتقهقر من عدّة قرون،و كأننا في معركة انسحاب من أوائل القرن الثالث عشر للهجرة،و قد قاوم الأجداد و الآباء و الأعقاب،و ورثنا نحن هذه المقاومة الباسلة النبيلة،و كسبنا مواقع و خسرنا أخرى..
و أرى أنه لابد من دراسة شاملة لأسباب تقهقرنا المدني و العسكري و ما هي العناصر الحيوية التي فقدناها حتى دهانا ما دهانا؟لابد من بصيرة فاحصة متعمّقة تتدبّر ثقافتنا و تُنقّي منابعها!و تنقد مستوانا الحضاري الأخير،و تستكشف أسباب هبوطه!
و يحتوي هذا الكتاب على ستّ فصول أو ست مشكلات في طريق الحياة الإسلامية نعرض بعضها و نكتفي باسدال الستار عن البعض الآخر للإثارة و التشويق:
الفصل الأول:صور جديدة و عديدة للأعمال الصالحة:
التصدّق على الفقراء و معاونة المحتاجين كانت و مازالت الأسلوب التقليدي للعمل الصالح...و لكن أين نحن من التقدّم التكنولوجي الذي أصاب كل شيء...أين الابتكار في أساليب التقرب إلى الله....أم أن الوسائل الحديثة أصبحت في الاختراعات الالكترونية فقط؟!!
قد أنفق على طالب علم و يكون أجري عند الله أعظم من انفاقي على فقير متخاذل أو فقير جاهل...أرى أن الشيخ الغزالي سلّط الضوء على ما لم تقع عيني عليه من قبل من أعمال للخير لبناء أمّة الإسلام.
و يحكي الشيخ قصة من واقعنا المرير عن الفهم الخاطيء للعمل الصالح:
و من قبيل الاستهانة بالفروض الكفائية أن رجلا رغب أن يحج نافلة-أظن ذلك للمرة الثالثة-فقلت له:
كم تتكلف هذه الحجة؟قرابة ألف جنيه؟
قال:نعم و أكثر!
قلت له:أدلّك على عمل أفضل،إن فلان تخرّج من كلية الصيدلة،و هو فقير و المسلمون فقراء إلى صيدليات إسلامية،فضع في يد الشاب المتخرّج هذا مبلغ يبدأ به حياة تنفعه و تنفع أمته،و لك عند الله ثواب أكبر من ثواب حجّتك هذه!!
فنظر الرجل إليّ في دهشة و صاح:أهذا كلام يقال؟
قلت له:إنك إن أطعتني أقمت فريضة و سددت ثغرة،و شاركت في جهاد جليل الثمرة..بدل هذه النافلة التي تبغي.
قال و هو لا يزال في دهشة:أدع الحج!و أُعين على فتح صيدلية،ما هذا؟
الفصل الثاني:في الثقافة و التربية و الأخلاق:
أين ثقافتنا الذاتية؟أين لغتنا العربية؟أين تعاليمنا و تراثنا الذي كنّا نفخر به!و الآن نتوارى منه!!!
في رأيي لن تقوم لنا هيبة في العالم إلا إذا عدنا إلى ثقافتنا الإسلامية العربية و لغتنا الجميلة نعم الجميلة جدا...و لكن كيف و الكل غارق في الثقافة الغربية و الجنين المشوّه الذي خرج من دمج اللغة العربية بالأجنبية فأصبحنا كالمسوخ أو كالأسد الفأر إن صحّ التعبير!!
قد أحزنني كثيرا ما ذكره الشيخ الغزالي عن الجامعات العربية التي أصبحت خاوية الأن...أصبحت صورة بعد أن كانت أصلا يحتذى به!!
يقول الغزالي:و من هنا اتجه الإستعمار العالمي إلى ضرب هذه الثقافة،و توهين معاهدها فإما أجهز عليها،و إما شلّ حراكها و أبقاها صورة هامدة،أو اسماّ بلا مضمون.
و ذلك ما حدث لجامعة القرويين و الزيتونة و الأزهر و الجامعات الإسلامية في ليبيا و السودان و أقطار أخرى.
و لا يتركنا الغزالي إلا بعد أن يضع الحل بين أيدينا و هذا ما كان في آخر الفصل.
الفصل الثالث:كلام في الإسلام:
و هنا يحدثنا الشيخ عن نظرة الإسلام للانسان و المنهج الإسلامي في التفكير....كيف نرى الناس؟من جيوبهم؟من أحذيتهم اللامعة؟...أم من عقولهم و قلوبهم؟ما قيمة المرأة في الإسلام؟أهي ملكة أم جارية كما يقولون؟فرأيت كيف يمكن أن يضل بسهولة كل من يتّخذ غير الإسلام فكرا و منهاجاً.
الفصل الرابع:محنة اللغة العربية و الأخطار التي تكتنفها:
أين أبناء اللغة العربية و أحفادها؟ماذا جرى لألفية ابن مالك و شعر المتنبي؟!!أكتفى جيل النبي العربي(صلى الله عليه و سلم) باللغة العربية كلغة ثانية تدرّس في مدارس الدرجة الثانية!!!!
يَرثي كاتبنا العزالي اللغة العربة في كلماته الأتية:
و المضحك أن دعاة العروبة لا يحسنون لغتهم،مما أكّد عندنا أن دعاة هذه القومية العربية سماسرة غزو أجنبي،و أن علاقتهم بالعربية و مآثرها و مواريثها علاقة مزوّرة،و أنهم قنطرة صنعت عليها أديان و فلسفات و قوميات أخرى!!
ثم يتحدث عن الشعر و ما يسمى في يومنا هذا بالشعر المسترسل...و أنا أختلف مع كاتبنا في رأيه في هذا الشعر...فأرى أنه يضيف للعربية بعد آخر و يقرّب الطبقة البسيطة البعيدة عن العربية الفصحى من اللغة الأم،و هذا في حد ذاته مفيد للثقافة العربية.
و ما أثّر في شخصيا الجزء الذي تكلّم فيه عن ترجمة الأشعار الأجنبية إلى العربية...و الخطة المقصودة من ترجمة الأعمال التافهة فقط دون الجيدة إلى العربية و ذلك يقلل من قيمة الترجمة و قام الغزالي بعرض ترجمة لقصيدتين أجنبيتين كل منهما له مغزاه و معناه العميق مما أثّر في شخصيا و أوضح لي فكرة الكاتب فيما يخص تصدير كل ما هو تافه إلى الشباب العربي و احتكار كل ما هو ذو قيمة للغرب فقط...و حسبنا الله و نعم الوكيل.
الفصل الخامس:بين الإعتدال و التطرف
الفصل السادس:المتاجرة بالخلاف خيانة عظمى
لقد قرأت هذا الكتاب في أيام ثورة يناير المصرية...و قد رأيت ثمرة ما سعى إليه الغزالي خلال كتبه و مواقفه الإسلامية جدا طوال سنين حفاحه لإعلاء كلمة الدين اللإسلامي الحنيف ...و لا أخفيكم سرا أنّي تمنيت أن أرى الفرحة على وجه شيخنا يوم النصر على الفساد...رحة الله على شيخنا الجليل الجميل...و كلنا لله راجعون...أتمنى أن تروا الكتاب بعيني فقد رأيت الكثير من خلاله.
------------------------------------------------
تساؤلات:
ما دورك في عجلة تقدّم الأمة السلامية؟
ماذا فعلنا حتى الآن لنواكب الحضارة بمنظور اسلامي؟
ما اللغة التي تستخدمها عند التحدث عبر الانترنت؟