خطاب الله للمؤمنين :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا -
لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد راتب النابلسي .
---------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
أيها الأخوة الكرام ، مع درس جديد من دروس يا أيها الذين آمنوا آية اليوم :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾ .( سورة الأحزاب)
أولاً أيها الأخوة قال بعض العلماء : الأمر في هذه الآية ﴿ اذْكُرُوا ﴾ . فعل أمر وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، إلا أن المعني بهذا الأمر ليس الذكر فحسب بل الذكر الكثير ، لأن الله عز وجل حينما وصف المنافقين قال :
﴿ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا (142) ﴾
( سورة النساء)
فالمنافق يذكر أما المؤمن يذكر ذكراً كثيراً ، لذلك ورد :
(( من أكثر ذكر الله فقد برئ من النفاق )) .
[ أخرجه الطبراني في الصغير عن أبي هريرة ]
(( برئ من الشح من أدى زكاة ماله )) .
[أخرجه الطبراني عن جابر بن عبد الله ]
وبرئ من الكبر من حمل حاجته بيده ، فهنا الأمر ينصب لا على الذكر بل ينصب على الذكر الكثير ، وبوسائل الطباعة الحديثة أحياناً تسود الكلمة يعني بخط عريض أسود ، أو بلون أحمر ، أو تحتها خط ، التركيز في هذه الآية على الذكر الكثير والنبي عليه الصلاة والسلام يؤكد هذا المعنى فيقول :
(( ألا أنبئكم بخير أعمالكم ، وأزكاها عند مليككم ، وأرفعها في درجاتكم ، وخير لكم من إنفاق الذهب والورق ، وخير لكم من أن تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم ؟ قالوا : بلى ، قال : ذكر الله تعالى )) .
[ الترمذي عن أبي الدرداء رضي الله عنه]
1 ـ الذكر يطرد الشيطان ويرضي الرحمن و يزيل الهم والغم عن القلب و يجلب له الفرح :أيها الأخوة ، قال ابن القيم رحمه الله تعالى : الذكر يطرد الشيطان ويقمعه ، ويرضي الرحمن ويدني منه ، يزيل الهم والغم عن القلوب ، يجلب له الفرح والغبطة .
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
( سورة الرعد الآية : 28 )
هذه الآية دقيقة جداً يعني السعادة كلها بذكر الله ، والمعيشة الضنك بالإعراض عن ذكر الله :
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
( سورة الرعد الآية : 28 )
﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ﴾ .
( سورة النحل الآية : 97 )
هذا كلام خالق الأكوان ، المال وحده لا يسعد ، والمرأة وحدها لا تسعد ، والمنصب وحده لا يسعد ، والصحة وحدها لا تسعد ، الله عز وجل يعطي الصحة ، والذكاء ، والمال ، والجمال ، والقوة ، للكثيرين من خَلقه ، ولكنه يعطي السكينة ، هذه تطمئن القلوب ، بقدر لأصفيائه المؤمنين ، قال الذكر يقوي القلب والبدن ، معنوياته عالية جداً ، وجسمه قوي ، لأن الجسم متعلق بالنفس ، معظم أمراض الإنسان من شدة نفسية .
2 ـ الذكر يقوي القلب والبدن و ينور الوجه والقلب و يجلب الرزق :كلما تقدم العلم كلما اتسعت مساحة الأمراض التي تتأثر بالحالة النفسية ، بل إن الحالة النفسية للمؤمن هذه تعين على الشفاء من معظم الأمراض ، يقوي القلب والبدن ، ينور الوجه والقلب ، يجلب الرزق ، يكسو الذاكرة المهابة والحلاوة والنضارة .
3 ـ الذكر يورث محبة الله :الذكر يورث محبة الله التي هي روح الإسلام ، وقطب رحى الدين ، ومدار السعادة والنجاة :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾ .
( سورة الأحزاب)
4 ـ الذكر يذيب قسوة القلب و يبعد عنه الغفلة :أيها الأخوة ، من فوائد الذكر أيضاً أن في القلب قسوة لا يذيبها إلا ذكر الله ، فالقلب كلما اشتدت به الغفلة اشتدت به القسوة حتى يغدو القلب كالحجر ، فإذا ذكر الله ذابت تلك القسوة كما يذوب الرصاص بالنار ، فالذكر شفاء للقلب ودواء له ، والغفلة مرض للقلب وهلاك له ، قال بعض العلماء : ذكر الله عز وجل شفاء وذكر الناس داء .
أيها الأخوة ، موضوع الذكر موضوع دقيق جداً ، يقول الإمام الحسن البصري رحمه الله تعالى : تفقدوا الحلاوة في ثلاثة ؛ في الصلاة ، وفي الذكر ، وفي قراءة القرآن ، فإن وجدتم وجدتم وإلا فالباب مغلق فابحثوا عن السبب .
يعني النص الذي لا أنساه ما حييت :
(( من شغله ذكري عن مسألتي أعطيته فوق ما أعطي السائلين ))[ من الدر المنثور عن عمر بن الخطاب ]
أي من حمل همّ نفسه ، من حرص على اتصالها بالله ، من حرص على أن تعرف الله ، حمله ذكره لله عز وجل على أن ينسى مصالحه ، أعطاه الله كل ما يتمنى وزيادة.
الآن أنت لك خبرات اجلس جلسة مع من تحب ، اذكروا الله عز وجل ، اذكر آية قرآنية ، اذكر حديثاً شريفاً ، اذكر موقفاً للنبي الكريم ، موقفاً لصحابي جليل ، دقة تشريع الإسلام ، آية كونية ، تشعر أن هذه الجلسة مباركة ، بتعبير آخر فيها تجليات ، بتعبير آخر فيها سرور ، قد يكون البيت متواضعاً ، والطعام متواضعاً ، والضيافة قليلة جداً ، يقول لك كنا في جنة ، وأحياناً تكون في أعظم مكان ، بأجمل مكان ، في انقباض لذلك :
(( لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة ، وغشيتهم الرحمة ، ونزلت عليهم السكينة ، وذكرهم الله فيمن عنده )).
[ مسلم عن أبي هريرة ]
(( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ، ولم يصلوا على نبيهم ، إلا كان عليهم ترة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )).
[ الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
أي نقصاً في حسناتهم وتبعة يحاسبون عليها ، في بعض الروايات :
(( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ )) .
[ أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
والله أحياناً يكون الموضوع بعيداً عن الله ، موضوع دنيوي و لا يوجد فيه خبر سار ، خبر سيئ تلو خبر سيئ ، خبر سيئ تلو خبر سيئ ، تلو موقف من إنسان لئيم ، ينتهي المجلس والله لا تستطيع أن تقف على قدميك :
(( مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ فِيهِ إِلَّا قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيفَةِ حِمَارٍ )) .
[ أبو داود عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ]
أحياناً بعض المسلمين يجلسون مع بعضهم بعضاً ، يتحدثون بأمور السياسة تجد ضغطاً أجنبياً ، ودولة عظمى ومعها أسلحة فتاكة ، ولا تأبه للمسلمين ، ولا تأبه لمكانتهم ، ولا لكرامتهم ، تنهب ثرواتهم وتستعلي في الأرض ، وتقول أنا جئت من أجل حريتكم ، ومن أجل الديمقراطية ، كلام لا يحتمل ، والله الذي لا إله إلا هو لو اكتفينا بما نسمع لانهارت قلوبنا لذلك :
﴿ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ﴾
( سورة الرعد الآية : 28 )
(( ما من ساعة تمر بابن آدم لم يذكر الله فيها إلا تحسر عليها يوم القيامة )) .
[ شعب الإيمان عن عائشة ]
الآن :
﴿ لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾ .
( سورة الكهف )
بالمناسبة أتمنى أن تكونوا دقيقين في فهم هذه الآية ، معنى أغفلنا أي وجدناه غافلاً ، يتوهم بعضهم أن الله خلق فيه الغفلة هذا المعنى مستحيل ، لأن : عاشرت القوم فما أجبنتهم أي ما وجدتهم جبناء ، وعاشرت القوم فما أبخلتهم أي ما وجدتهم بخلاء :
﴿ لَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا ﴾ .
( سورة الكهف )
من وجدناه غافلاً ، الغافل عن ذكر الله إياك أن تستشيره ، إياك أن تفضي له بسرك يشمت بك أولاً ، ويدلك على المعصية ثانياً :
﴿ وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا(28)﴾ .
( سورة الكهف )
الآن الله عز وجل يعتب علينا :
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151)فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ (152) ﴾ .
( سورة البقرة )
يعني كما تفضل الله علينا وذكرنا فذكرنا وسعدنا ينبغي أن نذكر الآخرين بالله عز وجل ، فكرة دقيقة ، إذا كنت مهتدياً ما موقفك من هذه الهداية ؟ أن تسعى لهداية الآخرين .
لذلك أكاد أقول لكم ولا أبالغ الدعوة إلى الله في نص هذه الآية فرض عين على كل مسلم في حدود ما يعلم ومع من يعرف بالضبط ، الدعوة إلى الله التي هي فرض عين في حدود ما تعلم ، سمعت درساً ، سمعت تفسير آية ، سمعت قصة ، الذي سمعته انقله لغيرك :
﴿ كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ(151)فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِي(152) ﴾ .
( سورة البقرة )
الآن انتقلنا إلى موضوع آخر ما معنى ﴿ فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ ﴾ ؟ كقوله تعالى :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ (45) ﴾
( سورة العنكبوت)
أي ذكرك لله عز وجل أداء لواجب العبودية ، لكن إذا ذكرك الله ، إذا ذكرك الله منحك الحكمة ، أعظم عطاء على الإطلاق من الله عز وجل أن تكون حكيماً ، والدليل :
﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾ .
( سورة البقرة الآية : 269 )
وإذا ذكرك الله عز وجل أعطاك السكينة ، تسعد بها ولو فقدت كل شيء وتشقى بفقدها ولو ملكت كل شيء ، إذا ذكرك الله عز وجل أعطاك الرضا ، إذا ذكرك الله عز وجل أعطاك قوة الشخصية ، لا تنافق لأن مصيرك مع الله عز وجل لا مع غيره ، وتنطلق عندئذ من أن كلمة الحق لا تقطع رزقاً ولا تقرب أجلاً .
أيها الأخوة :
(( جاء رجل إلى أبي أمامة رضي الله عنه قال : يا أبا أمامة إني رأيت في منامي أن الملائكة تصلي عليك كلما دخلت ، و كلما خرجت ، و كلما قمت ، و كلما جلست .
قال أبو أمامة : اللهم غفراً دعونا عنكم و أنتم لو شئتم صلت عليكم الملائكة ، وأنا أقول لكم هذا الكلام ، ثم قرأ يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً * و سبحوه بكرة و أصيلاً * هو الذي يصلي عليكم و ملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور و كان بالمؤمنين رحيما)) .
[ مستدرك الحاكم عن سليم بن عامر صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه]
يعني أي واحد منا يكثر من ذكر الله ، الله عز وجل يصلي عليه ، أي يتجلى على قلبه ، يهبه السكينة ، يهبه السعادة ، والله يوجد بقلب المؤمن من الطمأنينة ومن الرضا ومن السعادة ومن السكينة ما لو وزعت هذه على أهل بلد لكفتهم ، الإيمان حالة عالية جداً ، مرتبة علمية ، مرتبة أخلاقية ، مرتبة جمالية .
لسيدنا ابن عباس رأي دقيق جداً في الذكر قال : إن الله تعالى لم يفرض على عباده فريضة إلا جعل لها حداً معلوماً ، ثم عذر أهلها في حال العذر إلا الذكر ، فإن الله عز وجل لم يجعل له حداً ينتهي إليه ولم يعذر أحداً في تركه إلا مغلوباً على عقله .
أنت قاعد تصلي جالساً ، تصلي مضجعاً ، تصلي بإيماءات من رأسك ، تصلي بحركات جفنيك ، لكن لابد من أن تذكر الله في السراء ، في الضراء ، في الضيق ، في الراحة ، في السفر ، في الحضر ، هذا الأمر يدور معك حيثما درت .
وأمرهم به في الأحوال كلها الدليل ، هذا استنباط سيدنا ابن عباس الدليل :
﴿ فَاذْكُرُوا اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ (103)﴾ .
( سورة النساء )
أنت كم حالة لك ؟ أنت في حالة الوقوف أو الجلوس أو الإضجاع ، فإذا قال الله عز وجل :
﴿ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ (103)﴾ .
( سورة النساء )
يعني دائماً وأنت في الفراش ، وأنت جالس مع أهلك تأكل ، وأنت في الطريق تمشي .
﴿ اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41) ﴾ .
( سورة الأحزاب)
أي بالليل والنهار ، وفي البر والبحر ، وفي الجو الآن ، وفي السفر والحضر ، وفي الغنى والفقر ، وفي المرض والصحة ، وفي السر والعلانية ، وعلى كل حال :
﴿ وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42) ﴾ .
( سورة الأحزاب)
أي في أول النهار وفي آخره .
قد يسأل أحدكم الآن
ما أنواع الذكر ؟ 1 ـ الباقيات الصالحات ذكر :
قال تعالى :
﴿ وَاذْكُرْ اسْمَ رَبِّكَ (25) ﴾ .
( سورة الإنسان )
بل اذكر الباقيات الصالحات ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، يعني التسبيح من أهم أنواع الذكر ، والحمد من أهم أنواع الذكر ، والتوحيد من أهم أنواع الذكر ، والتكبير من أهم أنواع الذكر ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر .
2 ـ الاستغفار ذكر :
الآن الاستغفار ذكر ، قال تعالى :
﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ﴾ .
( سورة نوح)
3 ـ الدعاء ذكر :
الآن :
﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ (186) ﴾
( سورة البقرة )
الدعاء ذكر ، الاستغفار ذكر ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ، ذكر .
4 ـ البحث عن أمر الله و نهيه ذكر :
الآن إذا فتحت كتاب فقه بحثت عن أمر الله وعن نهيه هذا ذكر ، وعن حلاله وعن حرامه ، وعن ما يجوز وما لا يجوز ، أي موضوع في الفقه إذا بحثت عنه من أجل أن تطبقه فهذا نوع من الذكر .
5 ـ الصلاة ذكر :
الصلاة ذكر :
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي (14) ﴾
( سورة طه)
﴿ أَقِمْ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا(78) ﴾ ( سورة الإسراء )
6 ـ التفكر ذكر :
والتفكر ذكر ، قال تعالى :
﴿ قُلْ سِيرُواْ فِي الأَرْضِ ثُمَّ انظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ ﴾
( سورة الأنعام )
﴿ سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الْآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ (53) ﴾
( سورة فصلت )
إذاً هذه أنواع الذكر ،
مرة ثانية أيها الأخوة ، الأمر في الآية الكريمة :
﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا(41)وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا(42)هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا(43) ﴾ .
( سورة الأحزاب)
والحمد لله رب العالمين