مبادئ التحكم في الأحاسيس
كيف أتعامل مع أحاسيسي
الدكتور إبراهيم الفقي
المدرّب العالمي ورائد التنمية البشرية
--------------------------------------------------
عزيزي القارئ: في المقالة السابقة (في عدد 73 مايو) حدّثنا الدكتور إبراهيم الفقي عن الاتزان الروحاني ضمن موضوع مبادئ التحكّم في الأحاسيس. واختتمنا تلك المقالة بفكرة: احتفظ بالمهارة وتخلّ عن الأحاسيس السلبية. أو بكلمات أخرى: خذ من ليمون التجارب الحامضة فيتاميناته المنعشة.. وحسب! وبعد تلك المبادئ نمضي الآن إلى:
كيف أتعامل مع أحاسيسي؟
يجب التعامل مع الإحساس وقت حدوثه والاستفادة منه :فإذا اعتراك إحساس سلبي ولم تتعامل معه, فسوف يظل تأثير هذا الإحساس مستمراً, ومع تقدم السن تضيف إلى هذا الإحساس, ولكن بمجرد تعاملك مع الإحساس وقت حدوثه يتحول إلى مهارة, لذا لا تأوِ إلى فراشك وأنت مثقل بالأحاسيس السلبية, وإنما "نظّف " أحاسيسك قبل النوم, حتى لا ترهق عقلك وأنت نائم, ومن ثم تستيقظ وأنت متعب ومرهق, ولربما تكون قد نمت عشر ساعات أو أكثر, لذا تعلم من أحاسيسك وحاول الاستفادة منها.
وبمجرد أن تفعل ذلك ستختفي الأحاسيس السلبية, سل نفسك دائماً : ماذا حدث؟ وكيف أستفيد من ذلك؟ وماذا تعلمت من التجربة؟
فعلى سبيل المثال إذا خدعك أحد أصدقائك, فافصل بينه وبين سلوكه, ومن الممكن أن تتعامل معه مرة أخرى, ولكن كن حذراً يقظاً, وتعلم من التجربة. واعلم أنك إن لم تتعامل مع الإحساس وقمت بما تشعر به مباشرة, فإن ذلك سيضرك, وسيكون له أثر سلبي على صحتك النفسية والبدنية, فعندما تختزن في داخلك هذه الأحاسيس السلبية, فأنت تختزن طاقة ضارة قد تتلف أجهزة جسمك, وقد تسبب لك الجلطات والسكتات.
المعرفة + المرونة والمقدرة على التغيير = قوّة وسعادة
إن لكل إحساس مكونات, ومعرفتك لهذه المكونات يجعلك قادراً على التحكم في أحاسيسك, وإذا غيّرت مكونات أي تجربة, تتغير التجربة نفسها,
عِش حاضرك, فأنت لست موجوداً في الماضي أو المستقبل , واعلم أن اللحظة التي تحيى فيها الآن لن تتكرر مرة أخرى, وإن مرّت فلن تعود, فعش حاضرك ولا تهدر وقتك, وما دمت ستحيى هذه الحياة على أي الوجوه, إذن فلتجعلها رائعة, ولا تُضيعها وسط الحقد والحسد والبغضاء والغل.
تقول الأم تريزا: في بعض الأحيان ستسامح وسينكر الناس ذلك, سامح على كل حال, وفي بعض الأحيان ستعطي وسينكر الناس, أعط على كل حال, وفي بعض الأحيان ستحب بعض الناس وسيكرهونك, أحب على كل حال,لأن ذلك بينك وبين الله تعالى, على كل حال.
ابتسم واضحك, فإن الضحك يساعد على إفراز الأندروفين في الجسم, ويخفض من إفراز الأدرينالين, فتتحسن حالتك أجهزة جسمك, و تصل نسبة أكسجين أكبر إلى المخ, فيقوم بوظائفه على نحو أفضل, بينما حين تعيش وتحزن يحدث عكس ذلك وتسوء حالة الجسم.
كنت أحاضر في أحد المؤتمرات في دبي, وكان من المقرر أن تكون محاضرتي عن فلسفة النجاح وإستراتيجية الحب, وحينما دخلت القاعة وقعت عيناي على أحد الحضور, فتبسمت له, فإذا به تعيس ويقطب جبينه, فجلست إلى جواره, ثم دعيت كي أبدأ محاضرتي, وحينما علم الرجل أنني من سيحاضر, علت وجهه دهشة واستغراب, فعقدت العزم على التحدث عن الابتسامة والتواصل مع الآخرين, وعلاقته بإستراتيجية الحب.
إنّ تبسمك في وجه أخيك صدقة, وكما لا تستطيع أن تصافح الناس وأنت قابض كفك, فكذلك لا تستطيع التعامل معهم وأنت قاطب جبينك وعابس وقابض ملامح وجهك
واجب عملي:
هل ترى أنّ بإمكان الإنسان أن يحول نقطة ضعفه إلى نقطة قوّة؟
نعم أم لا؟ اذكر مثلاً على ذلك.