أخطاءنا هل هي نعمة أم....؟!!!!

رهيب يا نورا

من كتب هذا الكلام؟؟

فقد أتى في وقته

وكأنه يتكلم عني

قد أثلج صدري حقاً

شكراً من القلب لك وسلام من الله عليك

شكرا لك يا ثواب ما دفعنني لطرح مثل هذا الموضوع هو اننا ننظر دوما من زاوية واحدة...
..نشكو من فساد اخلاق عم في مجتمعاتنا.... وننسى بعدنا عنها وسلبيتنا وصمتنا !!
نشكو من اخطاء ترتكب في حقنا ...وننسى اخطاء ارتكبناها في حق انفسنا
نرجو رحمة ربنا وأن تجاب دعواتنا .. ولم نؤدي حقه!

كل ما حولنا لم يأت من الفضاء الخارجي ..
نحن الذين قمنا بتشكيله بهذا الشكل تماما .

نعيب زماننا والعيب فينا ..
فلن نستطيع أن نترك اثراً في هذه الحياة قبل أن نبدأ التغيير من انفسنا

موضوعك رائع يا نورا ويدل على نبل اخلاقك ورقة مشاعرك بارك الله فيك

إن الفرد في المجتمع هو نواة هذا المجتمع .. و إن ظهور فساد في المجتمع هو مرآة لتفشي سوء أخلاق الفرد وكثرة أخطاؤه و لبروز صفة خطيرة جداً ألا وهي أن التربية لم تهتم في المجتمع على فكرة ( الشفافية في الاعتراف بأخطاءنا و العمل على إصلاحها )
فالناظر والمتفحص في التاريخ والأمم السابقة يجد أن ما من أمة هلكت بداء من الأدواء إلا بعد سوء التربية للفرد ولمجموعة القيم التي لم يهتم بها المجتمع خلال تربيته فظهرت واضحة متفشية في المجتمع .. رغم أن بدايتها صغيرة بدأت عند الطفل لكنها لم تعالج فكبر ذاك الطفل وغدا أثرها كبيراً مع تعاظم مركزه الاجتماعي..

هذه هي حكاية الفساد وتلك هي طريقة الاصلاح التي عمل عليها النبيون ... معرفة جوهر الخطأ .. لا تقاذف الأخطاء على الآخرين و سب الزمان

آن الآوان لنظرة عميقة صاجقة إلى الداخل وإعادة النظر بالقيم والأفكار التي ندخلها إلى منظومة قيمنا وعقلنا فتصوغ شخصيتنا دون أن ندري .. فالمصادر كثيرة مثل الجيران والأهل والأصدقاء والانترنيت والتلفاز و............ و لكن ما مدى صدق هذه الأفكار ؟؟؟ أغلب الناس لم يفكر ويدقق النظر ..

أعطيكم مثالاً بسيطاً و سيما في الوسط النسائي :

ألسنا في مجتمعاتنا لا تزور النساء بعضها إذا لم ترد الأخرى الزيارة؟
ألسنا عند حدوث أي حادث مثل انكسار زجاجة نتقاذف التهم ونفي عن أنفسنا دون أن نهتم بالسبب الحقيقي الذي يمكن أن يقوم به أي شخص بغض النظر عن اسمه لأن المشكلة كانت في وضع ومكان الزجاجة وليس من قام بطرقها مثلاً!!
ألسنا نجد في أنفسنا صعوبة في الاعتراف بالخطاً ؟ و اعتدنا الهروب دون حلها؟
ألسنا نعتبر من يخالفنا بالرأي عدونا ؟ و أن الصديقة هي من تؤيدني وتنصرني ؟
ألسنا لم نعتد احترام الآخر و ننظر ونقيم الأشخاص وفق المكانة ( اجتماعية، علمية ،.........) ؟

الأمثلة البسيطة كثيرة .. نعتبرها غير ذات بال .. لكننا إذا سلطنا العدسة المكبرة لوجدنا سر تفشي الفساد في المجتمع.
فعدم الاعتراف بالخطأ و عدم القدرة على رؤية جوهر المشكلة ومن ثم السعي لطرح الحلول .. هي ببساطة وفق سنن الله في الأرض و شروط الأمم الناجحة : سقف هذه الأمة والمجتمع عند حد وانتشار الأخطاء والفساد ..
لأن رؤية النقد من الآخر يكسبني بعداً لم أره و يريني زاوية لم أرها .. فهو يكملني و يتمم رؤيتي و ينبهني للأخطاء حتى لا أقع فيها ..أما عندما أعتبره ضدي فأنا حكمت على نفسي بالتضخم والاعجاب بالذات ومن ثم رؤية غير كاملة للموقف و بالتالي توالي لسلسلة من الأخطاء ...

وبعد كل هذه المناقشة أين نحن من ديننا وتربيتنا الاسلامية الصحيحة من هذه المفاهيم ؟ و هل فعلاً عندما نصيح في موقع التربية للأجيال ننتبه لتلك الأخطاء حتى لا تقع فيها ؟ وهل فعلاً فهمنا الإسلام وقيمه كما هو ؟ و كما ينبغي ؟
أما طبقنا مايسهل على أنفسنا تطبيقه و أسدل الستار على ما يصعب على النفس وفيه مجاهدة لها؟

دعونا ننظر للداخل بوضوح وشفافية و لنصدق مع أنفسنا سراً .. و لنبدأ العمل من جديد وبأسس تربية سليمة ..

آمل ذلك !


شكراً لطرح الموضوع