هل القلب و الفؤاد لهما المعنى ذاته؟؟؟؟؟

الفؤاد هو قلب المخ في الإنسان القرآن يرسم خريطة متكاملة لـ"قلب المخ"

هديل عطا الله



هل سبق لك عزيزي القارئ أن لفتَ انتباهك "قضية الفؤاد" في القرآن الكريم، وهل سألتَ نفسك إن كان هنالك من فارقٍ بينه وبين "القلب"، هاتان الكلمتان اللتان طالما ترددّت في الأشعار وفي الأحاديث التي تخاطب الوجدان، هما بالنسبة لنا يدوران في فلك العاطفة والمشاعر أليس كذلك؟!...لكنك حين تعرف الحقيقة ستندهش حقاً من نتائج ما توّصلت إليها الأبحاث العلمية في هذا الشأن ومطابقتها مع ما ورد في القرآن الكريم.
حول "الفؤاد" الذي أفردَ له ضيفنا الدكتور حسين اللبيدي مساحةً لا بأس بها من أبحاثه قضى فيها عشرين عاماً وأُجيز في عدة مؤتمراتٍ علمية، تحاوره "فلسطين" عبر البريد الالكتروني حيث يورد بشكلٍ تفصيلي كل الأدلة التي قادت إلى اكتشافه أن الفؤاد هو قلب المخ في الإنسان...فإذن تُراه ماذا يكون "القلب"؟!.
وللتعريف بضيفنا..د.حسين رضوان اللُبيدي حاصل على بكالوريوس طب وجراحة من جامعة أسيوط 1970م، إضافةً إلى الدراسات العليا في الأمراض الباطنية الصدرية، و له عدة مشاركاتٍ فاعلة في الإعجاز العلمي، فهو عضوٍ مؤسس لهيئة الإعجاز العلمي للقرآن الكريم برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة وفي لجنة تحقيق الأبحاث بها، كما أنه محاضرُ في مجال الإعجاز في الجامعات ومراكز أنصار السنة والجمعية الشرعية من الإسكندرية إلى الأقصر.
ومن أبرز أبحاثه:"القرآن الكريم وقضية المخ والعقل والنفس"، و"القرآن وعملية التمثيل الضوئي"، ناهيك عن مشاركته في العديد من البرامج التلفزيونية، كما أنه مشارك بعشرات الحلقات في الإعجاز، والرد على المطاعن الموجّهة له في إذاعة القرآن الكريم بالكويت.
سبق وأن أجرى د.حسين اللبيدي بحثاً عن السمع والبصر والبيان في القرآن الكريم، فكانت من الظواهر الملفتة التي تبينّت له أن السمع يتقدم البصر في كل القرآن الكريم ومن بين تلك الآيات الواردة قوله تعالى: {إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عن مسئولاً}، وقد تبين له من خلال الآيات التي جاء فيها ذكر السمع والبصر والبكم أنها تشير إلى مناطق السمع والبصر والبيان في المخ البشري إشارة علميةً صادقة، بل إن مواقع "السمع البصر البكم" تشير إلى الترتيب المكاني وعلى وجه التحديد التشريحي" لمراكز السمع والبصر والبيان في مخ الإنسان.

يستهلّ حديثه مع "فلسطين" بقوله : "يلاحظ المتابع لآيات السمع والبصر في كل القرآن أن هناك كلمة تصاحبهما وتشكّل علاقةً عضوية معهما، بل وتحتلّ مكاناً ثابتاً بعد السمع والبصر..إنه "الفؤاد"، طارحاً سؤالاً منطقياً: "إذا كان للسمع والبصر مناطق يقينية في المخ حددّها العلماء بالفعل، فأين الفؤاد الذي يأخذ حكم السمع والبصر ويرتبط معه في علاقة عضوية تشهد بها الآيات المشتركة؟!، لقد اعتقد الكثير من العلماء بأن القلب هو الفؤاد لذا كان لا بد من إعادة النظر في المسألة".
كان "أول الخيط" الذي أمسك به اللُبيدي في سبيل التحقق من أن القلب والفؤاد ليسا شيئاً واحداً هو ظواهر ملفتة في الكتاب والسنة قد تكشف المعنى الحقيقي للفؤاد، مستعرضاً بعض الآيات التي وردَ فيها إذ يقوم بتفنيدها بشكلٍ تفصيلي مثل قوله تعالى:{ ونقلب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أول مرة}.
وقوله: {ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون}، وقوله {إنما يؤخرّهم ليوم تشخص فيه الأبصار* مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}، وقوله: {قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة قليلاً ما تشكرون}، وقوله: {نار الله الموقدة التي تطلّع على الأفئدة}.
ويسرد تفاصيل الظواهر التي سجّلها بالشكل التالي: "الظاهرة الأولى أن السمع والبصر والفؤاد أدوات تكليف، ومن أدلة ذلك قوله تعالى: {ولقد مكّناهم فيما إن مكناكّم فيه وجعلنا لهم سمعاً وأبصاراً وأفئدة فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شيء إذ كانوا يجحدون بآيات الله وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤون}.
أما الظاهرة الثانية فيشير إلى أن الفؤاد يأتي في مكان ثابت بعد السمع والبصر بخلاف القلب لقوله تعالى:{وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة}، أما القلب فقد يأتي بعد السمع والبصر أو قبله مثل: {ختمَ الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
أما الظاهرة الثالثة -والكلام للبُيدي- فهو أن الفؤاد يأتي كالبصر في صيغة الجمع، ويعلّق رجال التفسير بأن ذلك لتعدد مدارك الفؤاد كالبصر.
وللأهمية البالغة للظاهرة الرابعة فإنه يخصّها بالشرح الذي يحتاج إلى شيء من التركيز: "إن الآيةَ العاشرة من سورة القصَص تفك الجهة بين القلب والفؤاد والتي تتمثل في قوله تعالى: {وأصبح فؤاد أم موسى فارغاً إن كادت لتبدي به لولا أن رَبطنا على قلبها}، فالآية تقررّ أن الفؤاد أصبح فارغاً من كل شيء إلا من ذكر موسى، ونتيجةً لذلك كادت أم موسى أن تصيح (ولدي) جزعاً وهلعاً مع أن الوحي قد بثّ فيها الطمأنينة مسبقاً بأن ابنها موسى سيكون في الحفظ وسيعود إليها ثم يكون من المرسلين..
ورغماً عن ذلك طار ما في فؤادها بسبب الهلع وكادت أن تُظهر ذلك لولا أن ربطَ الله على قلبها، فهنا نسبَ الربط إلى القلب وليس إلى الفؤاد، فماذا لو لم يحدث الربط على القلب؟! لزاغَ القلب عندئذٍ وانقلب، فيكون السؤال التالي: وماذا لو انقلب القلب؟!.. يكون الجواب: لو انقلب القلب لانقلب تبعاً له الفؤاد، ولكن فؤاد أم موسى لم ينقلب ولكن فرغ من الهلع فقط، وسبب عدم انقلابه الربط على قلبها ومنعه عن الزيغ لسبق إيمانها الذي استمر حتى جاءت لحظة سلبت إرادتها من شدة الخوف فأصبح فؤادها فارغاً نتيجة هذه الحالة القهرية".
ويضيف: "تلك الآية بالإضافة إلى أنها تفكّ الجهة بين القلب والفؤاد تشير إلى أن في الفؤاد تركيباً معيناً إذا كان مليئاً بضوابط معينة حاضرة فيه فإنه يفرض سيطرة على بعض الأحوال، وإذا فرغ من هذه الضوابط لحظياً أو كلياً فقد السيطرة، بمعنى أن حضور الضوابط فيه شرط للسيطرة العقلية للأحداث المتعلقة به، مما يشير إلى علاقة الفؤاد بالذاكرة، كما تشير الآية أيضاً عن طريق فكّ الجهة أن هناك قوة أخرى يمكنها تعديل أحوال الفؤاد وتهدئته وإرجاع الذاكرة العاقلة له ألا وهو القلب المؤمن".
أما الظاهرة الخامسة تتمثلّ في أن الفؤاد يأتي في معانٍ تحومُ حول العواطف والأحاسيس والغرائز، مثل قوله تعالى: {فاجعل أفئدةً من الناس تهوي إليهم}، أما الظاهرة السادسة أنه يأتي في معانٍ تشير إلى الذاكرة لقوله تعالى: {مُهطعين مقِنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء}، وهي تعني أن الكفار من هول العذاب طارت من أفئدتهم الذكريات الممتعة التي اكتسبوها من شهواتهم في الدنيا، وهي إشارة إلى أن الفؤاد مكان الذاكرة.
‍وبناء على الظواهر المذكورة أعلاه فقد استنتج د.اللبيدي أن الفؤاد غير القلب، وإن كان هناك ثمّة علاقة تربطهما، إذ بالإضافة إلى ما سبق يتجلّى ذلك أيضاً في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم التي تفك الجهة بين القلب والفؤاد، ومن بينها: (أهلُ اليمن أرقّ قلوباً وألينُ أفئدةً)، فقد نسبَ الرقة للقلب واللين للفؤاد، وكذلك دعاؤه صلى الله عليه وسلم لبعض أصحابه: (إن الله مثّبت قلبك وهاد فؤادك).
لكن ماذا عن الناحية العلمية في قضية الفؤاد..عن هذا التساؤل يجيب: "إن المنطقة التي تحطّ فيها "مدركات السمع" تقع في "الفصّ الصدغي" من المخ، والمنطقة التي تحطّ فيها مدركات البصر تقع في آخر المخ في الفصّ الخلفي، والمنطقة التي تعتبر مُجمعاً للعواطف والأحاسيس والغرائز ولها علاقة بالذاكرة تقع في قلب المخ".
بينما من الناحية العلمية الشرعية يشير: "إن السمع يتقدّم البصر في كل القرآن، كما أن مركز السمع يتقدم مركز البصر في مخ الإنسان، ولأنه هو آخر منطقةٍ من الخلف على سطح المخ ليس بعدها إلا الهواء فإلى أي شيءٍ يشير الفؤاد الذي يأتي دائماً بعد السمع والبصر في آيات القرآن، إذ لا يوجد إلا طريقٌ وحيد يمكن أن يشير إليه الفؤاد ألا وهو "عمق المخ"، وبمعنى آخر أنه إذا كان السمع في القرآن يشير إلى مركز السمع في قشرة المخ، والبصر يشير إلى منطقة الإبصار في آخر "قشرة المخ إلى الخلف، فإن الفؤاد يشير إلى قلب المخ حيث مُجمّع العواطف والغرائز والأحاسيس، وبذلك تكتمل الصورة المجسمة للمخ بمناطقه العقلية المقايسة على قشرته المتمثلة في السمع والبصر ومناطقه الوجدانية في قلبه (قلب المخ) المتمثل في الفؤاد".
ومن الأمور المدهشة التي يشير إليها اللبُيدي هو اجتماع العقل والعاطفة في وحدةٍ تكاملية تشكّل "قيمةً فريدة" لن توجد في أدقّ آلات الذكاء الصناعي، مفسراً ذلك: "إذا قلنا كما قال السلف وعلماء التفسير والشريعة من التابعين..إن القلب هو "اللطيفةُ الربانية" الذي يتواجد في الصدر ويعتبر أميراً للجوارح، فإن السمع والبصر والفؤاد أدواتُ علم له، حيث مناطقها العاملة تقع في المخ، وبذلك تكتمل الصورة المجسّمة للمخ البشري الراقي، فهو عقل محاسب وأرشيف ذاكرة متعددة الأغراض، ويتمثّل ذلك في أدوات الحسّ ومتعلقاتها وأهمها السمع والبصر وهي أدوات علم وتكليف، بالإضافة إلى ذلك يحمل منطقةً في قلبه تضفي إلى المعلومات المبرمجة عواطف وانفعالات، فهو يسمع ويسجل ذلك في ذاكرته، وينفعل بما يسمع ويميل إليه أو ينفر منه وهو يرى ما يرى وينفعل عاطفياً به، إن المخ هو عقل وعاطفة تتفاعل لتشكل جوهر الإنسان المكلف.
لكن كيف استقبلَ المختصون نتيجة هذا البحث؟!..وكانت الإجابة: "لقد كان هذا الاجتهاد مفاجأةً غير مسبوقة، حتى أنه تعرض لبعض المقاومة لاسيما فيما يتعلق بالفصل بين القلب والفؤاد بعد أن رسخ في العقول أن كليهما واحد، وقد ذُكر ذلك في كتب التفسير المختلفة".
وبطبيعة الحال استدعت هذه "المقاومة" من اللبيدي جمع مزيدٍ من الحقائق العلمية من الكتب العالمية التي تبحث في المخ البشري ومناقشتها على ضوء الكتاب والسنة.
ومن الأبحاث التي استعانَ بها وأضافت دعماً لقضية الفؤاد وعلاقته بقلب المخ، أبحاث رائدة على مناطق قلب المخ في الحيوانات، حيث قام العالم (جوزيه مانويل رودريجنر دلجادو) طبيب الأعصاب الأسباني المعروف دولياً بعمل أبحاث نشرت في مجلة اليونسكو الدولية عام 1976م، حيث قام بغرس أقطابٍ رفيعة جداً لتصل إلى مناطق محدودة في قلب المخ، وقام بإرسال تيار كهربائي ضعيف لتنشيط هذه المناطق ومراقبة سلوك الحيوان الناتج عن إثارة هذه المناطق العميقة، وكانت النتيجة أن إثارة مناطق في قلب المخ تدفع الحيوان إلى التهيج وإثارة مناطق أخرى مجاورة تجعله يعود إلى هدوئه الأول، وقس على ذلك مناطق الخوف والجنس.
كذلك هو الأمر بالنسبة "للجراحة النفسية"، فهي عمليات يتم من خلالها إتلاف أجزاء من مناطق نشطة لدرجة مرَضية في "قلب المخ" لإحداث تغير في سلوك شاذ كالسلوك العدواني المدمر لبعض المرضى أو حالات الكآبة التي تؤدي إلى الانتحار في بعضهم الآخر، وأمثال هذه العمليات التي أجري منها عشرات الآلاف في العالم وبعضها أعطى نتائج مشجعة، كتلك التي تتعامل مع (الزنار) وقد نجحت في علاج بعض حالات الآلام المزمنة والكآبة القاتلة، وأيضاً العمليات التي تتعامل مع (اللوزة )- أدى تخريب جزءُ منها إلى شفاء بعض حالات السلوك العدواني المدمر، (مع التنويه أن "الزنار" واللوزة" جزآن من قلب المخ أو فؤاده).
ويتابع حديثه المتخصص الذي ينبغي أن يدرك الجميع مجمل فائدته: "هناك أبحاث استُخدم فيها جهاز (البث البوزوتروني) لمراقبة نشاط مناطق قلب المخ "الفؤاد" في الأحوال المختلفة أوضحت التالي: أن "منطقة الزنار" في قلب المخ تنشط في حالات الشم والخوف من ألمٍ متوقع، وتنشط أيضاً مع بعض أنواع التعلم وألم الحريق والحفظ عن ظهر قلب لمعلومات تاريخية.
أما منطقة حصان البحر في قلب المخ تنشط في حالات الشم، وسماع القصص، ووصف الألوان، وتنشط أيضاً مع الذاكرة العاملة والتعلم والتمييز باللمس، أما "اللوزة" والفص الصدغي تنشط في حالات تعلم الأحداث البصرية وأيضاً في الأحوال العاطفية".
في نهاية حديثه يتساءل د.اللبيدي بهذه الصيغة: "هل التركيب التشريحي والوظيفي لمناطق المخ البشري العليا كان معروفاً زمن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم؟! وهل تركيب ووظائف المخ التكليفية من مناطق السمع والبصر والعواطف ومناطق الاختيار بين البدائل كانت معروفة بدقة؟...الإجابة اليقينية: "كلا..فالعالم كله لم يكن يعرف شيئاً عن التركيب المتكامل والدقيق للمخ البشري، وبدأ حديثاً في التعرف على ذلك".
وعطفاً على ما سبق يؤكد اللبيدي أن اكتشاف خريطة متكاملة للتركيب التشريحي والوظيفي للمناطق التكليفية العقلية العليا في المخ البشري في القرآن الكريم إنما هو دليل علميّ على صدق الرسالة والرسول، و دليل يقينيّ على أن القرآن كتاب الله المعجز الوحيد الخالد".
كان الختام هو .دعوةٌ مفتوحة أطلقها اللبيدي تستحق من الباحثين أن يضعوها في الاعتبار وهو أن يوجهوا جهودهم نحو أبحاثٍ جديدة، وكشف أسرارٍ لم تعرف وخصوصاً في مجال العقل والنفس، وذلك من خلال دراسة متأنّية للآيات الخاصة بهذا المجال".
--------------------
المصدر: صحيفة فلسطين

السلام عليكم

 

جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع

ولكني كقارئ للموضوع لم أجد ما يؤكد هذا الكلام وهذا الاستنتاج

بمعنى لا يوجد نص شرعي مما تم عرضه في هذا الموضوع يؤكد أن

الفؤاد هو قلب المخ وأنه غير القلب ولا أدل على ذلك من الرجوع للتفاسير

لمعرفة حقيقة معنى الآية الكريمة قبل تأويلها بحسب ما نريد

 

وجزاكم الله خيرا