عرض الكتاب: القراءة المثمرة اسم المؤلف: د. عبد الكريم بكار

سيكون من المؤسف أن تحتاج أمة، أول كلمة نزلت في كتابها ودستورها الثقافي كلمة (إقرأ) إلى من يحثها على القراءة ويكشف لها عن أهميتها في استعادة ذاتها وكيانها!
ومع هذا فإن علينا أن نواجه مشكلاتنا بواقعية وشجاعة، ونكف عن التغني بأمجاد الآباء والأجداد، والإشادة بانتصارات لم نخض معاركها.
كانت تلك الكلمات جزء من مقدمة كتاب "القراءة المثمرة" للدكتور/ عبد الكريم بكار وهي تلخص المشكلة التي تعاني منها أمتنا الإسلامية والتي حاول د/ عبد الكريم في هذا الكتاب أن يقدم معالجة لها، ليحسن من موقفنا من الكتاب وتعاملنا معه.

التعلم مدى الحياة
يوضح المؤلف أن فطرة الإنسان التي فطره الله عز وجل عليها مبنية على التساؤل وحب الاستكشاف، وأن هناك أسباب كثيرة تفرض على الواحد منا أن يتعلم ويقرأ، ومن هذه الأسباب العلم في حد ذاته حيث أن التوغل في العلم يتيح إمكانات ومجالات جديدة، وارتباط المستوى الوظيفي بالمستوى العلمي و الثقافي، وأن شيوع الأمية الأبجدية والحضارية جلب على أمة الإسلام مشكلات كبيرة على كل المستويات، وأن العلم في تقدم مستمر مما يجعل ما نعرفه الأن في حالة تقادم مستمر، وبالتالي فإن علاج ذلك كله دوام الاطلاع والمتابعة.

القراءة ومصادر المعلومات الأخرى
يشير المؤلف أيضاً إلى أن العصر الحالي هو عصر التكنولوجيا والوسائل المتقدمة في حفظ المعلومات ونقلها، مما أثر على مكانة القراءة وتسبب في هجر الكتب والإقبال على الوسائل الإعلامية المختلفة بالرغم من مساوئ ذلك فالوسائل الإعلامية المختلفة تقدم للمتلقي المعلومة كاملة مرفقة بالإحصاءات والبيانات ومصوغة بأسلوب متقن وهذا كله مغاير لمتطلبات التطور العلمي والإجتماعي الحديث والذي يتطلب منا القدرة على الإبداع، ولذلك فإن الكتاب مازال هو الوسيلة الأساسية للتثقيف الجيد.

من أجل القراءة
يؤكد المؤلف أنه طالما أن القراءة هي أهم وسيلة لاكتساب المعرفة التي هي أهم شروط التقدم الحضاري، فإنه من الواجب علينا أن نبذل أي جهد لتوطين القراءة في حياتنا الشخصية وفي حياة الأمة عامة، فهي ليست مسألة كمالية ولاترفيهية ولكنها مسألة مصير.
ثم يقدم بعض الأفكار التي من شأنها إشاعة ثقافة (إقرأ) ومنها إيجاد الدافع نحو القراءة وتكوين جمعيات في كل مدينة تكون مهمتها التشجيع على القراءة، تكوين عادة القراءة لدى الأطفال، توفير الكتب بأسعار مناسبة، توفير الوقت للقراءة عن طريق تنظيم الوقت واكتشاف أنسب وقت في اليوم للقراءة، تهيئة الجو للقراءة فيجب أن يكون المكان منظم وجميل وجيد التهوية وهادئ، ويجب أن تعرف أن العبرة ليست بطول فترة القراءة ولا بكثرة الكتب التي تقرأها، ولكن بالإنتاجية والثمرة التي تقطفها.
لماذا نقرأ
تتعدد أسباب القراءة لدى الناس وبالرغم من هذا التعدد يمكن إجمال الأسباب في ثلاثة أقسام:-
- القراءة من أجل التسلية:- وهى الأكثر شيوعاً فهى لاتحتاج إلى أي مهارة، كما أنها لاتخلو من الفائدة.
- القراءة من أجل الإطلاع على معلومات:- يمارسها أيضاً الكثير من الناس، وتتطلب جهد بسيط.
- القراءة من أجل توسيع قاعدة الفهم:- وهى أصعب أنواع القراءة وأكثرها فائدة ويمارسها قلة من الناس.

أنواع القراءة
ويستعرض المؤلف بعد ذلك أنواع القراءة فهناك القراءة الاستكشافية وينصحنا بها المؤلف قبل شراء أي كتاب وتتمثل في قراءة مقدمة الكتاب فهي توضح دوافع التأليف وأهدافه والفئة الموجه لها الكتاب وقراءة فهرس الموضوعات وفهرس المصادر والمراجع التي اعتمد عليها المؤلف، إلقاء نظرة سريعة على عناوين الفصول وملخص كل فصل إن وجد، قراءة بعض صفحات أو فقرات من الكتاب.

وهناك أيضاً القراءة السريعة سواء الجهرية أو الصامتة، والقراءة الانتقائية وهى التعمق في موضوع معين والتركيز على الكتب التي تناقش هذا الموضوع، والقراءة التحليلية وهى أفضل أسلوب يمكن اتباعه، فهى لاتعني القراءة والاطلاع فقط ولكن الارتقاء إلى أفق الكاتب وحواره ونقده والوقوف على جوانب القصور في الكتاب.

سمات القارئ الجيد
من أهم سمات القارئ الجيد المثابرة على القراءة، والحماسة في متابعتها، التمتع بقابلية جيدة لاستيعاب الجديد وبنية عقلية متفتحة، مرونة ذهنية في دمج المعلومات، التعرف على الكتب الجيدة التي يحقق منها استفادة.
كما أن هناك العديد من التساؤلات التي يجب أن يطرحها القارئ على نفسه قبل قراءة الكتاب منها هل أنا من الشريحة الموجه لها الكتاب؟، ما أهمية المعلومات التي يقدمها الكتاب لي؟ وهل تحتاج إلى تغيير في السلوك أو الفكر؟.

الحوار مع الكاتب
ويوضح المؤلف نقطة هامة جدا لكي يحقق القارئ الاستفادة الجيدة من الكتاب وهى محاورة الكاتب ومناقشته وتتمثل في التحليل الجيد للكتاب ونقده إن لزم الأمر ولكن ليس بطريقة المتصيد للأخطاء والهفوات، وأن لايحكم على الكاتب من مجرد كتاب واحد ولكن يحكم على الكتاب نفسه.

القراءة المحورية
وهي القراءة التي تستهدف الوقوف على معلومات وأفكار ومفاهيم تتعلق بموضوع معين، وتستهدف استخراج كل مايمكن استخراجه من الكتاب، والخطوة الأولى لها أن يطلع القارئ على الكتب والمراجع التي تعرض الموضوع الذي يبحث فيه ويبدأ في قراءة أكثر الكتب إفادة له، والخطوة الثانية هى قراءة الفصول والمقاطع التي يراها أكثر أهمية،الخطوة الثالثة محاولة استخراج الإجابة على الأسئلة التي تدور في ذهن القارئ من المقاطع التي حددها.


ويختتم المؤلف الكتاب بتوضيح أن الهدف من الكتاب كان تحسين وزيادة الاهتمام بالقراءة بإعطاء النموذج المثالي للقراءة المثمرة داعياً الله أن يكون نال التوفيق في ذلك.
ولايخفي على أحد أهمية الكتاب ومدى قيمة المشكلة التي يعالجها خاصة في عصرنا الحالي الذي طغت فيه التكنولوجيا وتمكنت من إزاحة القراءة من مكانتها، وأصبح الكتاب يعاني من الإهمال وبعدت أمتنا كل البعد عن أول أمر إلهي صدر لها من رب العزة (إقرأ).
عن المؤلف:
نبذة عن الدكتور عبد الكريم بكار حفظه الله 11 شهور, 3 أسابيع مضت السمعة : 67 يعد د. عبد الكريم بن محمد الحسن بكار أحد المؤلفين البارزين في مجالات التربية والفكر الإسلامي، حيث يسعى إلى تقديم طرح مؤصل ومجدد لمختلف القضايا ذات العلاقة بالحضارة الإسلامية وقضايا النهضة والفكر والتربية والعمل الدعوي. وللدكتور بكار حوالي ثلاثين كتاباً في هذا المجال، لقي الكثير منها رواجاً واسعاً في مختلف دول العالم العربي، كما قدم د. بكار للمكتبة الصوتية أكثر من مائة ساعة صوتية مسجلة ومنشورة في مكتبات التسجيلات الصوتية. ويحرص د. بكار على أن يقدم رؤاه الفكرية والتربوية من خلال مشاركته الواسعة في مختلف الصحف والمجلات العربية المتخصصة والعامة، حيث يكتب د. بكار مقالات دورية في مجلة البيان اللندنية ومجلة الإسلام اليوم الشهرية ومجلة "مهارتي" الصادرة عن جامعة الملك سعود وموقع "الإسلام اليوم"، كما يشارك باستمرار منذ أكثر من عشرين سنة بمقالاته ودراساته في عدد من المجلات الدورية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، للدكتور بكار نشاط مكثف على صعيد المحاضرات والندوات الفكرية والثقافية والدورات التدريبية، وشارك في المئات منها في المملكة العربية السعودية والكويت وقطر والبحرين وتركيا ولبنان ومصر والأردن وماليزيا والسودان. كما يقدم حالياً برنامجاً أسبوعياً في قناة دليل الإسلامية باسم "آفاق حضارية"، وبرنامجاًً شهرياً بقناة المجد باسم "معالي"، وكان د. بكار قد قدم برنامجاً تلفزيونياً أسبوعياً في قناة المجد باسم "دروب النهضة" لمدة عامين، وبرنامجاً إذاعياً أسبوعياً باسم "بناء العقل في القرآن الكريم" و وبرنامجاً إذاعياً أسبوعياً آخر باسم العلاقات الإنسانية في المجتمع الإسلامي استمرا لمدة سنتين بإذاعة القرآن الكريم بالرياض ، بالإضافة لاستضافته في برامج عديدة على قناة الرسالة وقناة اقرأ وقناة الناس والتلفزيون السعودي. من جهة أخرى، قاد د. عبد الكريم بكار مسيرة أكاديمية طويلة دامت 26 عاما بدأت عام 1396هـ / 1976م في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في القصيم (السعودية)، لينتقل بعدها إلى جامعة الملك خالد في أبها في عام 1409هـ / 1989م حصل خلالها على درجة الأستاذية في عام 1412هـ / 1992م وليبقى فيها حتى استقال منها عام 1422هـ / 2002م ليتفرغ للتأليف والعمل الثقافي والفكري حيث يقيم في العاصمة السعودية الرياض. وتركزت المسيرة الأكاديمية للدكتور بكار على تدريس اللغويات والتي شملت مواد المعاجم اللغوية، دلالة الألفاظ، الأصوات اللغوية، اللهجات العربية، القراءات القرآنية واللهجات، النحو، الصرف، المدارس النحوية وتاريخ النحو. كما قدم د. بكار خلال تلك الفترة عددا من الأبحاث والكتب المتخصصة والتعليمية في مجال اللغويات، وأسهم في النشاط الأكاديمي للجامعات التي عمل بها من خلال رئاسته لعدد كبير من اللجان العلمية، ورئاسته لقسم النحو والصرف وفقه اللغة لعدة سنوات، ومساهمته في وضع المناهج، والإشراف على البحوث، وتحكيم الدراسات العلمية. حصل د. عبد الكريم بكار على البكالوريوس من كلية اللغة العربية بجامعة الأزهر (1973م/ 1393هـ)، وعلى الماجستير في عام (1975م/1395هـ)، والدكتوراه في عام (1979م/1399هـ) من قسم أصول اللغة بالكلية نفسها بجامعة الأزهر، وكان عنوان رسالة الدكتوراه: "الأصوات واللهجات في قراءة الكسائي ". ود. بكار عضو في المجلس التأسيسي للهيئة العالمية للإعلام الإسلامي التابعة لرابطة العالم الإسلامي (الرياض)، وعضو الهيئة الاستشارية بمجلة "الإسلام اليوم" (الرياض)، وعضو الهيئة التأسيسية لقناة دليل، وعضو في مجلس الأمناء لقناة سنا الفضائية (عمان). وفيما يلي قائمة بالكتب والدراسات الأكاديمية المتخصصة: 1- أصول توجيه القراءات ومذاهب النحويين فيها حتى نهاية القرن الرابع الهجري 2 ابن مجاهد شيخ قراء بغداد مجلة كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية بالقصيم 3 تحقيق كتاب "القواعد والإشارات في أصول القراءات" للقاضي أحمد بن عمر الحموي 4 الصفوة من القواعد الإعرابية 5 تحقيق كتاب "رد الانتقاد على الشافعي في اللغة" للإمام البيهقي 6 أثر القراءات السبع في تطور التفكير اللغوي 7 المهدوي ومنهجه في كتابه الموضح 8 ابن عباس مؤسس علوم العربية 9 دراسة لإنشاء مركز لتعليم اللغة العربية أما قائمة الكتب التربوية والفكرية الصادرة للدكتور بكار فتشمل الكتب التالية: 1 فصول في التفكير الموضوعي 2 نحو فهم أعمق للواقع الإسلامي 3 من أجل انطلاقة حضارية شاملة 4 مقدمات للنهوض بالعمل الدعوي 5 مدخل إلى التنمية المتكاملة 6 في إشراقة آية 7 من أجل شباب جديد 8 حول التربية والتعليم 9 العولمة 10 القراءة المثمرة 11 العيش في الزمان الصعب