دراسة :ألعاب الحاسوب المصممة لتحسين المهارات الادراكية لا تزيد من ذكاء من يمارسونها بل ربما تكون مضيعة لوقتهم

في دراسة علمية إستمرت ستة اسابيع، وجد باحثون ان ألعاب الحاسوب المصممة لتحسين المهارات الادراكية لا تزيد من ذكاء من يمارسونها بل ربما تكون مضيعة لوقتهم. فقد طُلب في الدراسة من 8600 شخص تتراوح اعمارهم من 18-60 عاماً، قضاء بعض الوقت في ممارسة الالعاب العقلية على جهاز الحاسوب والتي صُممت بواسطة باحثين لتحسين الذاكرة ومهارات اخرى لمدة لا تقل عن 10 دقائق يومياً.
وبعد انتهاء المدة المقررة للدراسة تمت مقارنة المشاركين مع 2700 شخص لم يمارسوا أية العاب عقلية في الفترة نفسها بل قضوا معظم الوقت في تصفح الانترنت والاجابة عن اسئلة المعرفة العامة، هذا وقد تم حساب معدل الذكاء IQ لجميع المشاركين قبل التجربة وبعدها.
يقول الباحثون ان الاشخاص الذين مارسوا هذه الالعاب لم يتفوقوا على من تصفحوا الانترنت ولو بجزء بسيط ولم يجتازوا الاختبار الذي أجراه الباحثون بعد ستة اسابيع من التجربة، بل على العكس، ففي اجزاء من الاختبار، حصل متصفحو الانترنت على علامات اعلى ممن قضوا وقتهم في اللعب.
ويقول د. إدريان أوين، الاستاذ المساعد في وحدة الادراك والعقل في مجلس الابحاث الطبية البريطاني:- على الرغم من تأكيد صانعي ومسوقي هذه الالعاب، على زيادتها لمعدل الذكاء ومقدرة الدماغ على أداء المهمات وتحسينها للذاكرة عند كبار السن، اثبتت نتائج الدراسة عدم مقدرة هذه الالعاب على رفع معدل الذكاء، وقضاء الوقت عليها ما هو الا مضيعة للوقت.
تتوفر العاب الحاسوب على الانترنت ويتم تسويقها من قبل شركات خاصة بحجة انها تعزز الذاكرة والمهارات الادراكية ، ولذلك يقبل عليها ملايين الناس عبر العالم، وعلى الرغم من ذلك، أجريت دراسات قليلة للتحقق من صحة ما تدعيه هذه الشركات.
وقد علق د. آرت كريمر، وهو استاذ في علم النفس والاعصاب في جامعة الينوي، على نتائج الدراسة السابقة وأبدى بعض التحفظات عليها. فهو يؤكد وجود أدلة بسيطة جداً على ان المهارات التي يستخدمها اللاعب في ممارسة هذا النوع من الالعاب لا بد وان تفيده في العالم الحقيقي. وان لبعض الالعاب العقلية تأثيرا ولو قليلا على تحسين المهارات الادراكية للشخص، إلا اذا كان ما يقوم به موجود أصلاً في عالمه الحقيقي وبالتالي لن تساعده الالعاب في اكتساب أو تعلم مهارات جديدة، ومن الافضل بدلاً من تمضية الوقت في هذه الالعاب، ممارسة بعض التمارين الرياضية، فالنشاط الجسدي يُساعد في تكوين روابط جديدة بين الاعصاب كما يساعد في إنتاج خلايا جديدة في الدماغ، فاللياقة الجسدية تُحدث تغيرات في الوحدات البنائية للدماغ. وعلى الرغم من النصيحة القيمة التي يُقدمها، إلا انه يؤكد على ان بعض الالعاب العقلية أفضل من غيرها، وأفضلها تلك التي تعمل على تحسين الذاكرة بخاصة عند كبار السن.
ويقول خبراء آخرون ان الالعاب العقلية قد تكون مفيدة فقط في حالة عدم الاستمتاع بها، فاذا رُفع مستوى اللعبة عالياً بحيث تمنع اللاعب من الحصول على الاجابات بسهولة تصبح ذات فائدة، لأنها تفرض تحديا عليه. واذا اراد الشخص فعلاً ان يُحسن من قدراته العقلية، فعليه ان يفكر بتعلم لغة او رياضة جديدة. ويضيف الخبراء: ان تحفيز الذكاء بحاجة الى تحد حقيقي، وان اعتماد الطرق المختصرة وممارسة العاب الحاسوب لا يجدي نفعاً، لأن رفع معدل الذكاء يتطلب العمل الجاد