رمضان في عين طفل صغير

$رمضان في عين طفل صغير C:\Users\MRA\Desktop\untitled$ استيقظ حتى قبل أن يرن منبه الساعة معلناً وقت السحور، فهو لم ينم أصلاً في هذه الليلة. كيف لا و هو أول أيام رمضان، و هذا العام هو أول عهده بالصيام، و لم يكن ليخاطر بتفويت السحور، لا لحرصه على ملء معدته، بل لخوفه أن يمنعه والداه من الصيام خوفاً عليه من الجوع و التعب. بكل الأحوال كان ما يزال صغيراً ليصوم، لكن إصراره و فرحة أهله بهذا الإصرار جعلهم يخضعون لرغبته بشرط أن يستقيظ معهم لتناول طعام السحور.

لم تمر سوى لحظات حتى لمحت الأم شبحاً صغيراً يقف أمامها في المطبخ. أخبرته بأن السحور لم يجهز بعد وأن بإمكانه النوم قليلاً ريثما يحين وقت الطعام، لكنه عرض عليها مساعدته – الأمر الذي لم يكن يفعله أيام الإفطار – ليبدد أي شكوك لديها حول قدرته على المواظبة على هذا البرنامج المرهق طوال الشهر. لسوء حظه كان أبوه و أخوته ما يزالون نائمين و لم تتح له فرصة استعراض عزيمته أمامهم. تناول طعامه بنهم شديد واضعاً في مضغه كل تصميمه، و تناول أكثر من حاجته حتى أصيب بالتخمة كي يبعث برسالة لأمه مفادها أنه يستطيع صيام النهار كاملاً دون أن تلزمه بأخذ شندويشة معه للمدرسة.

بعد أن فرغ من سحوره قفز بسرعة إلى الحمام كي يفرش أسنانه – الأمر الذي لم يفعله سوى مرت معدودات من قبل – بفرشاته الجديدة التي اشتراها خصيصاً بمناسبة الشهر. توضأ بعدها على عجل و لبس ملابسه كيفما اتفق كي يذهب ليصلي الفجر في المسجد. لم يكن الوالد مسروراً كثيراً بهذا الأمر، فالجو بارد في الخارج و كم يود لو يستطيع أن يصلي الفجر هنا في المنزل و يعود لدفئ فراشه بأسرع ما يمكن. لكنه لم يستطع التخاذل أمام إصرار ولده الصغير الذي لم يتم الخمس سنوات بعد.

في اليوم التالي لم يكن استيقاظه صباحاً للذهاب للمدرسة بمثل هذه السهولة قبلاً. كان يتخيل دهشة رفاقه عندما سيخبرهم بأنه صائم، و كيف سينظر إليهم مشفقاً بينما هم يسلون عن خيبة أملهم بطيب مذاق الطعام الذي جلبوه معهم من منازلهم. لكن أياً من هذا لم يكن همه الأول. و هكذا أمضى يومه كله بانتظار الحصة الأخيرة، و لم تكد آنسة درس التربية الإسلامية تدخل الصف حتى انفرجت أساريره و ضحكت عيناه، فقد عرف موضوع الدرس اليوم مسبقاً و حضر له نفسه.

و بالطبع ماذا يمكن أن يكون موضوع الدرس غير الصيام في أول يوم من رمضان، لكن الأهم لم يأت بعد. كان صبره قد بدأ ينفذ عندما سألت الآنسة عن من كان صائماً هذا اليوم، كانت تلك اللحظة التي انتظرها طويلاً. رفع يده بفخر إلى أقصى حد يستطيعه، و هو يكاد يصل السماء من السعادة. تأمل حوله فكان مجمل من رفعوا أيديهم ثلاثة فقط.
نظرت إليهم الآنسة و قالت: بارك الله بكم

كان صديقنا قد بدأ يشعر بالجوع حينها، لكن تلك الكلمة كانت تكفيه زاداً حتى أذان المغرب!

تمثّل هذه القصة لحظاتٍ رائعة قد مرّ بها أغلبنا وعشناها بكل تفاصيلها.... فهنيئاً لنا بصيامنا, وهنيئاً لنا قبوله بإذن الله. [img][/img]

Admin عدد المساهمات : 1572 تاريخ التسجيل : 09/08/2009

شكرا لك يا راما لمساهمتك الجميلة

مساهمه رائعه
شكرا موضوع جيد وما يتنتسى هديك اللحظات ابدا طول عمري

شكراً حنان لإعادة إحياء الموضوع..

يا الله متى سيعود رمضااااان

تجربتي مع رمضان الفائت كانت جميلة جداًسأحدثكم عنها لاحقاً

والله رمضان أحلى أيام السنة كلها
ودائماا بكوون في أجووااء غير فيه حتى بمر الواحد منا بمواااقف كتير حلوة
وما بتنتسى
شكراا على كتابة الموضوع وتذكيرنا بهل الايام الحلوة
موووضوع جميل جدا

» رمضان كريم
» حوار صغير باللغة الروسية
» شهر رمضان