محاكمة بعد الإدانة بالذنب

القاضي (عقل): أرجو من كل واحد أن يتحدث
بدوره وبإيجاز، فأنتم المُدَّعون كثر....تفضلي مدام (يد)

مدام (يد): السلام عليكم وبعد، فإنني أحب
أن أذكرك يا سيدي بخدماتي، كنت تكتب وتأكل وتشرب بي، كنت أحمل أغراضك الثقيلة
وأصحح لك هندامك، أقوم لك بمعظم حاجاتك، فتحملت ما تحملت من الألم والإجهاد، وكم
غبت عن الوعي-نمّلت- عندما نمت فوقي.....ولا أبالي..

لكن...،كيف سوّلت لك نفسك أن تبطش بي؟ ومن
سمح لك أن تحرمني من أن أسجد أو أركع وأتشهد وأمسك بالمصحف الشريف؟

كيف تتركني وحيدة لا تعمل بي شيئاً نافعاً؟

قل لي: كيف بعد يهون عليك عذاب الله
لي؟؟؟؟؟

مدام (قدم): أنت!، يا من تحمّلت وزنك
الثقيل، وطول مشيك ولعبك، وركضك، حتى نالت مني الشقوق، لولاي ما برحت مكانك، وما
تعرفت دنياك، وأنت الذي كنت تخنقني بالحذاء خاصتك، وتمشي بي في الرمل والطين
والأراضي الوعرة،

وفوق ذلك تستحي بي وتقول دائماً قبل
اسمي....-إنتو أكبر قدر- ........ولا أبالي

لكن...كيف تأخذني إلى أماكن لا يرضاها
الله؟

قل لي: كيف بعد يهون عليك عذاب الله لي؟؟؟؟

-هنا تبكي المدامتان حزناً على ما أصابهما
من الأستاذ (ابن آدم)...

مدام (عين): لا تبكيا فهذا يزيدني ألماً، -على
أنني قد اعتده- فأنا غالباً متفتحة أعمل بسرعة لكي ألتقط لك صوراً متتالية ولا
أتقاعس أبداً، وكم تحكني وتدعكني وتآلمني ، وأذكر أن أجمل أيامي تلك الأيام التي
استعذبت فيها الورم والاحمرار وأنت تبكي خشيةً من الله .................ولا أبالي

لكن.......أن تشغلني بالنظر إلى الحرام،
تريني هذه الأفلام المقرفة خاصتكم ، ومجموعة الفيديو كليبات التي تنزع الحياء من
أعماق النفس وتجعلني جريئة على ما يرضي الله،

قل لي: كيف بعد يهون عليك عذاب الله لي؟؟؟؟

مدام (أذن): وأنا التي نقلت لك نبض العالم
والناس ، ونقلتها لك على صخبها وضجيجها المؤلم....ولا أبالي

لكن......أن تشركني مع العين في سماع ما هب
ودب من الأغاني الساقطة واللغو الفارغ والغيبة والنميمة

قل لي: كيف بعد يهون عليك عذاب الله لي؟؟؟؟

أستاذ (لسان): آآآه، كم تكلمت وأكلت
وابتلعت لك الكثير، لقد كنت عضواً صغيراً عظيم الفعالية لقد كان ذكر الله يعطرني
ويريحني ،وكم أسعدت بي من ناس بالكلمة الطيبة ، لقد كنت أتعب كثيراً ولكن أثر جميل
كلامك كان الراحة في العذاب..

ولا أبالي

لكن....أن أكون أداةً لإفساد الكون وتخريب
العلاقات أن تدخلني وإياك والباقين النار، من حصائد لسانك....

قل لي: كيف بعد يهون عليك عذاب الله لي؟؟؟

قفز المحامي الخالي من الأدب والنظام،
الفوضوي المزعج، الكريه البشع، وصاحب كل صفة سيئة في هذه الدنيا

اللألوء أو اللقلوق (شيطان): لكن، لم َ تتذمرون؟ لقد خلقكم الله لتطيعوه
سيدكم (ابن آدم) دون نقاشات سخيفة ، دعوه يتمتع بما يريد...

اللألوء الثاني (نفس): أطيعوه كما أمرتم،
فلن يعيش سوى حياة واحدة.....اتركوه يعرف السعادة

المُدَّعون جميعاً: أي سعادة هذه في البعد
عن الله!!!!!!!!

أم أي سعادة فانية في المعصية!!!!!!!!!!!

لقد اخترنا له السعادة الخالدة

بالله عليك أيها القاضي( عقل ) احكم بيننا

القاضي (عقل): يقول الله تعالى "إنَّ
السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا" فغير صحيح كلامكما أيها
المحاميان الفاشلان فهو مشوب بالركاكة وعدم الفهم...لقد خلق الله للإنسان هذه الأعضاء حتى يستخدمها فيما يرضي الله لا
لأن تصبح وسائل لدخول النار!، وجميل منها أن تعقد هذه المحاكمة لتذكر سيدها –إخلاصاً
له- بذنوبه، علّه يعود عنها، بعتاب جميل ورقيق، فإنني أحكم لهم ، ولكن الحكم
النهائي لك يا سيد (فؤاد) ...

المُدَّعون جميعاً: ولكن لحظة أين السيد
(فؤاد) من المفترض أن يكون في صفنا فالسيد (ابن آدم ) قد أساء له قبلنا كلنا..

السيد (فؤاد): لقد فضّلت أن أبقى مع سيدي،
فحب الله في ذاتي، شعلة لا تنطفئ، ونار تحرق الذنوب، سأقف بجانبهِ، بما فيَّ من
إيمان وحب، لأضعه على طريق الصواب ، لأعينه على التوبة، وها أنا قد سامحته على ما
فعل، وها أنا بجانبه في أصعب مواقفه .

المُدَّعون جميعاً: رهن أمرك
سيدي.........سنعينك بدورنا على تصحيح ما ارتكبت...

القاضي (عقل): أرأيت يا (ابن آدم) كيف أن
جوارحك تمضي معك بشغف للخير وبكل إقبال

قل لي:.......فكيف بعد يهون عليك عذاب الله
لك؟؟؟

Admin عدد المساهمات : 1572 تاريخ التسجيل : 09/08/2009

جميلة جداااااااااااااااااااااا

راااااااااااااااااااااااااااااااائعة ومؤثرة جدا...
شكرا جمان

جميلة و رائعة و مثيرة للعواطف

بارك الله بك

» محاكمة بعد الإدانة بالذنب......المحكمة العليا