تذوق الضوء....وصورة على اللسان

ابتكار يعيد البصر للمكفوفين عبر تذوق الضوء

نجح فريق من العلماء والباحثين الأمريكيين في مجال العلوم البصرية في ابتكار جهاز جديد يعمل كمساعد بصري ذي قدرات كامنة تسمح لذوي الإعاقة البصرية باستعادة بصرهم جزئياً مرة أخرى عبر آلية استعاضة حاسة الإبصار باللمس والإحساس.
تتلخص عملية آلية عمل الجهاز الجديد الذي يطلق عليه اسم "منفذ المخ" في أنه يقوم بترجمة المعلومات البصرية التي يتم جمعها من كاميرا رقمية وإرسالها إلى اللسان على هيئة نبضات كهربائية لطيفة مستعيضاً بذلك عما يقرب من مليونين من الأعصاب البصرية التي تنقل الإشارات البصرية من شبكية العين إلى القشرة البصرية الأولية للمخ.
ويتكون الجهاز من كاميرا فيديو رقمية صغيرة الحجم مثبتة في منتصف نظارة شمس عادية لاستقبال المعلومات البصرية ووحدة معالجة في حجم الهاتف النقال لمعالجة تلك المعلومات وتحويله إلى إشارات كهربائية ومصفوفة من الأقطاب الكهربائية في حجم طابع البريد توضع على سطح اللسان وتعمل على عرض تلك الإشارات على هيئة نبضات كهربائية خفيفة لا تؤذي اللسان يشعر بها الشخص الكفيف كأنها فقاعات غازية. ويتم جمع الصورة البصرية على هيئة صورة أبيض وأسود قوامها نقاط ضوئية بيضاء وسوداء ورمادية اللون ثم يقوم الجهاز بتحويلها إلى إشارات كهربائية خفيفة متدرجة حيث تعرض النقاط البيضاء كإشارة قوية أما النقاط الضوئية السوداء فتكون بلا إشارة وفيما بين الاثنين تتدرج درجة الإشارة.وعند وضع مصفوفة الأقطاب الكهربائية على لسان الشخص الكفيف فإنه يشعر كما لو أن الصورة التي أمامه تبدو كلوحة مرسومة على لسانه حيث تعمل الأعصاب الموجودة على سطح اللسان على استقبال تلك الإشارات الكهربائية ونقلها إلى القشرة البصرية للمخ.

العربي العلمي