القدس.....ملامح جيل يتشكل

محمد عدنان سالم

أين هو جيل صلاح الدين؟؟؟
إنه جيل يتشكل الآن بأسرع مما نتصور، بدأت طلائعه في جنين 2002 ولقّن إسرائيل دروساً في أطول مواجهة ما تزال تعيش هول صدمتها منذ 2006 في جنوب لبنان، وها هو ذا يصمد في لبنان صموداً أسطورياً لم تكن تتوقعه بعد كل ما أعدت له من حصار وتجويع.
إن إسرائيل {الكيان الصهيوني} تدرك تماماً أنها لا تحتمل أكثر من هزيمة واحدة كما بشرها بذلك زعيمها بن غوريون وأن هزيمتها الأولى ستكون بداية السقوط وأن جذورها بقيت طافية على السطح ما لم تستطع أت تتغلغل إلى الأعماق وأن غرسها في الأرض العربية نشاز لن يلبث الجسد العربي أن يطرده كما يطرد الجسد كل جسم غريب فهي لذلك تروم فرض نفسها باستخدام القوة المفرطة والإبادة الجماعية واستهداف النساء والأطفال واستبدال الهوية العربية الإسلامية بالهوية الشرق أوسطية وهيهات!

ولكن أين المجتمع المتماسك الذي دعم صلاح الدين؟
إنه مجتمع أراه رأي العين يتشكل، يحاول أن ينتقل من حالة العشوائية إلى حالة التخطيط بعيد المدى للتخلص من آثار العدو واسترداد الحقوق المستلبة، ومن حالة الانفعال وردود الأفعال الآنية إلى حالة الفعل والمبادرة، ومن حالة التواكل إلى حالة المشاركة والفعالية والمسؤولية..
ومن حالة المطالبة بالحقوق ومد اليد لأخذها إلى حالة أداء الواجبات وبسط الكف لإعطائها
ومن التغني بأمجاد الماضي وما صنعه الآباء إلى استشراف المستقبل وصنعه للأبناء
بمثل هذا الوعي الذي ظهر في غزة لن تقف مجتمعاتنا العربية والإسلامية مكتوفة الأيدي أمام محاولات تهويد القدس التي لا تقل خطراً عن محرقة غزة..
لا بد أن ننتقل بخطاباتنا من التهامس الداخلي إلى الصراخ بأعلى أصواتنا نحو الخارج لنسمع أصواتنا إلى العالم..
لا بد أن نقنع العالم أننا أصحاب الحق في الوجود وننسيه أكذوبة حق اسرائيل المعتدية في الوجود
لا بد أن نملأ دواوين المحاكم الدولية بمذكرات الادعاء على مرتكبي الجرائم مدعومة بالوثائق الدامغة والبراهين
لا بد أن يخترق إعلامنا الحدود ويعبر القارات لإبطال التضليل الإعلامي الذي يمارسه عدونا الصهيوني
لقد وضع عصر المعلومات في أيدي شبابنا أجدى وسائل الاتصال وأيسرها استخداماً وأقلها تكلفة فليتحرك شبابنا لإيضاح حقوقنا إلى كل شباب العالم فلقد أصبح العالم كله قرية صغيرة يتبادل سكانها المعلومات...

الأمة الفاعلة:
تسود المجتمع العربي حالة من الكلالة والعجز والشعور بالإحباط تشل فاعليته ليقوم بدور المنفعل بالأحداث بدلاً من الفعل فيها ولتقوده بدلاً من أن يقودها وليصبح جلُّ نشاطه العام ردود أفعال تثور فجأة تلقاء أي وخزة مؤلمة ثم لا تلبث أن تهدأ نتيجة الاعتياد والتكرار يلفها الإلف والنسيان
هكذا تعامل المجتمع العربي مع القضية الفلسطينية وكل مصيبة كبرى ألمت به يتحرك فجأة إبان المصيبة يحاول أن يأسو بعض الجراح ويلملم بقايا بيتها المتهدم
كيف حدث ذلك؟
إن إخراج الإنسان العربي والمسلم من ساحة الفعل كان ضرورة من ضرورات تمرير المشروع الصهيوني لاقتلاع شعب من أرضه وإحلال أشتات يهود مكانه
لقد عمدوا إلى تضخيم دور الدولة وتهميش دور المجتمع
فاستجاب لها وقعد ينظر وتحول إلى متفرج يقلب الشاشات حتى يملها
هكذا ضاعت فلسطين وضاع معها شرف الأمة وتحول الإنسان العربي خصوصاً والمسلم عموماً إلى رقم لا يجاوز الصفر إن لم يكن تحته
هل من سبيل إلى إعادة هذا الإنسان إلى نطاق الفعالية؟ وإقناعه أن جهده من أي نوع كان لن يضيع سدى فمعركتنا متعددة الأوجه: ثقافية وإعلامية واقتصادية وسياسية واجتماعية قبل أن تكون عسكرية؟
الإنسانية الآن تعيش أحد أهم التحولات الكبرى في تاريخها من عصر الصناعة المستمد من التراب إلى عصر المعرفة المستمد من الفكر والفكر هو الطاقة الكبرى التي أنعم الله بها على الإنسان وميزه بها عن سائر المخلوقات
فلنعمل الفكر بحثاً عن مخرج ، عن عمل يرضي ضمائرنا نصرة لأهل غزة
ولنثق بالإنسان أياً كان فإن ضميره منجم غني بقيم العدل والخير متى استطعنا أن نزيل عنها الركام

علينا أن ندرك أن المقاومة ليست بندقية فقط وإنما هي علم وإعلام واقتصاد واجتماع ومعلومات يجب أن تحيط بها جميعاً

جزاك الله خيرا ياجمان على هذا الموضوع الجميل

جزاك الله خيرا ياجمان على هذا الموضوع الجميل

» ملامح الحياة الجامعية
» أهمية(القدس) بالنسبة للمسلمين!