أفعالنا تنقص من مالنا!

نحن والمال والبيئة



أسمعتم عن سفينة ينقب راكبوها أرضها وجدرانها؟
أسمعتم عن أولاد يسحبون البساط من تحت أرجل أهلهم؟
كأس عجز أذكى الأذكياء عن الشرب منها لأنها مثقوبة من الأسفل..
شخص يقص ثيابه ..
شخص يمص بقشة قليلاً من العصير ثم يمجه مدعياً أخيراً أنه شرب!
ببساطة واختصار ...شخص يستلم راتبه ثم يتجه سريعاً إلى سلة المهملات ويلقيه بكل ثقة!
عجيب هو هذا الأمر..ولكنه الواقع!
مسكين هو هذا الراتب،يتمزق إلى الكثير من الأشلاء...
ولعل هذه الأشلاء المتطايرة هي المال الذي يحرص عليه أي إنسان...فكيف به يرميه؟
الكتابة على المقعد والحفر عليه، الكتابة على الجدران،واللوحات التشكيلية الخلابة، إفساد بعض الإعلانات،العبث بالأثاث –مثال ذلك ما حصل بأوعية الصابون السائل- الإسراف في المياه، إلقاء الأوساخ بهدف تحسين الديكور والله أعلم، تكسير الطباشير وتركها تتنزه على بلاط الصف تدوسها الأحذية جيئة وذهاباً...
هذه كلها ليست إلا ضروباً من ضروب الأذى..
وإن لم تردع عنها مبادئ الحفاظ على النظافة والأناقة والجمال،والاهتمام بالمصلحة العامة، فلعل المصلحة الخاصة والمال يكون الرادع الأجدر.
في الحقيقة إهدار مال الدولة إهدار للمال الخاص،الأمران متلازمان إلى حد كبير فكيف ذلك؟؟
مثال على ذلك ، ينفق دخل الأسرة على حاجياتها وحاجيات المنزل والفواتير والمصروف وغير ذلك، ويتبقى من المال ما يفترض أن يكون مدخرات لوقت الحاجة أو رأس مال حر لقليل من الرفاهية البسيطة أو أي شيء نافع آخر ...إلا أن إهمال العناية بأثاث المنزل وعدم الاكتراث إن تلف، سوف يؤدي إلى إنفاق مدخرات الأسرة على إصلاح الأشياء أو استبدالها.
وبإسقاط هذا الوضع على الدولة، يمكننا القول أن مجمل ما تحصل عليه الدولة من الضرائب يصرف على دوائرها والمرافق العامة -والمدرسة إحداها- سعياً لتلبية حاجات الشعب ومن ثم تطويرها، ولعل صرف المال على هذه الحاجات كفيل بأن يجعل المدارس والمستشفيات والمستوصفات والحدائق وغير ذلك في مستوىً جيد على كافة الصعد،وأما ما تبقى فإنه يصرف على بناء مصانع جديدة مثلاُ أو مستشفيات أو مكتبات أو أي شيء آخر يعود بالنفع على الناس من جهتين،أما الأولى فهي متمثلة بتوفير فرص عمل للعديد من الناس ، وأما الثانية فهي ما قد يجنيه أي إنسان من وجود العديد من المرافق العامة والخدمات.
عملياُ،فإن صرف هذه الضرائب بالوجه المبين مسبقاُ ،منظومة رائعة! تضمن للناس خدمات جيدة وتضمن فرص عمل تؤدي لاحقاُ إلى تحسين الاقتصاد وارتفاع دخل الفرد.
ولكن للعملة هذه وجه آخر ...فالسلوك السلبي تجاه ما نعتقد أننا لا نملكه ولكنه في الواقع جزء من ممتلكاتنا،هو إهدار للمال العام وبالتالي الخاص، والدولة في هذه الحالة، عليها أن تصرف المال العام القادم من المال الخاص لكل فرد في إصلاح ما خربه هو وغيره وبالتالي ...لا تطوير ، لا تحسين ، لا فرص عمل....وكله بعمل أيدينا!
عملياُ، أبطأنا وتيرة التطوير، ورضينا ببقائنا دولاُ نامية، وقبل ذلك أهدرنا مالنا ولم نجد نتيجة لأننا قمنا بما يكفي من التخريب الكفيل بالإخلال الكبير في ميزانية الأهل بشكل غير مباشر.
إذاً..
أنت تدفع، ثم أنت تخرب، فتخسر...
وأيضاُ...
أنت تدفع، ثم أنت تحافظ، فتكسب أشياء أفضل ومستوىً أرقى للمعيشة...
وكل ذلك رهن بمدى اهتمامنا بالمال العام الذي هو اهتمام بالمال الخاص.
اهتمامنا يتمثل في الحفاظ على ما حولنا ،ولعلنا إذا أردنا أن نطبق هذا المبدأ ونقوم بعمل خير لأمتنا وأهلنا فعلينا أن نبدأ حتماُ بالمدرسة،ولا حاجة لمقترحات في هذا الصدد ،فكلها واضحة.
وفي النهاية هذا مالنا..
وهذه مدرستنا....
ألا نعترض كثيراُ على المظهر الخارجي؟
ألا نتمنى أن نرى مدارسنا أنيقة كالمدارس الأجنبية؟
أم أننا نكتفي باللوم والتذمر ونلقي آمالنا زوارق في الأنهار ونسرع بالعبث بعدها؟
أما آن لنا أن ندرك أن الأمر بأيدينا نحن؟
فلنعمل بتعاون..للحفاظ على النظافة.
للحفاظ على الجمال.
للحفاظ على مالنا ومال أهلنا ومال الدولة.
للحفاظ على بيئتنا!.

شكراً لك يا جمان .. أفكار رائعة وكتابة جميلة .. أرجو أن يستفيد منها الجميع و تكون أحد الحلول لمنع تشويع أو تخريب بيئتنا الجميلة من خلال نشر هذه الفكرة أو المفهوم في مدرستنا و في اجتماع أولياء الأمور ..
يمكنك إيضاحها بالرسم و القيام بعرض تقديمي أو فيلم
و يمكنك أن تقومي ببحث نوعي أي مقابلات شخصية مسجلة تطرحين فيها مجموعة من الأسئلة الموجهة ثم تقومين بتفريغ الاجابات ثم تحليلنها للوصول إلى استنتاحات ...
يمكن أن تكون الأسئلة حول جوهر المشكلة وأسبابها و الحلول المقترحة..

أرجو للجميع التوفيق ..

شكرا للتفاعل