ليس عندما ولد ولكن عبر حياته

د.أحمد خيري العمري

عندما ولد عليه الصلاة والسلام،.....
.......
..
لم يحدث شيء استثنائي قط..

لم يحدث شيء مما قيل لنا على المنابر وحشوا رؤوسنا فيه .
لم يولد عليه الصلاة والسلام مختونا..

لم تنطفئ نار المجوس...

لم ينشق إيوان كسرى ولم تسقط أربع عشر شرفة منه.

لم تجف بحيرة ساوا...

ولم تنتكس الأصنام في مكة..

كل ما قيل لنا ،عبر الأجيال، وما تناثر في قصائد المديح التي تقال في المناسبات ، وتسلل إلى وعينا حتى صار من بديهيات "المناسبة" ، كله لا يستند إلى دليل شرعي صحيح ، وأستند على أحاديث موضوعة أو لا أصل لها أو ضعيفة في أحسن أحوالها..
كلها تسللت إلى وعينا الجمعي في مطلع عصور التدهور، عندما بدء المسلمون يفقدون "وعيهم" بالمكانة الحقيقة لنبيهم الكريم ، خاتم النبيين وصاحب المعجزة الوحيدة المستمرة ، المعجزة الوحيدة التي اعتمدت على "إعمال" العقل ، بدلا من "إعجازه" كما حدث في المعجزات السابقة..
عندما بدء المسلمون يفقدون استشعارهم لاستمرار هذه المعجزة، بدءوا يبحثون عن "معجزات " أخرى..بدءوا يأخذون من الأمم الأخرى والديانات السابقة مبالغاتهم و غلوهم تجاه أنبيائهم..
وكان أن تسربت كل تلك الخرافات المحيطة بمولد النبي الكريم ، والتي تعبر لا عن بدعة الاحتفال بالمولد فحسب، بل عن "بدعة" الرؤية السائدة التي تخرج الرسول الكريم عن أعظم ما فيه : عن كونه قد فعل كل ما فعل بجهد بشري استحق التأييد الإلهي ..عن كونه "القدوة " التي يمكنك أن تقتدي بها ، لا الرجل الخارق الذي لن تفكر أصلا بتقليده..
لم تنطفئ نار المجوس بمولده عليه الصلاة والسلام...
ولم ينشق إيوان كسرى.
ولا حتى انتكست الأصنام.
كل ذلك حدث فعلا ، لاحقا ، وأدت له سيرة حياته الكريمة المليئة بالجهد والعمل والفعل..
نعم ، لقد أطفئ نار المجوس.
وشق إيوان كسرى.
وأنتكست الأصنام على يديه..
لكن ذلك لم يحدث قط بمولده..
بل عبر حياته كلها..بمجملها
حياته التي علينا أن نتبع خطواتها ..

خطواته التي تقول لنا :
قوموا من خرافاتكم إلى نهضتكم ، يرحمكم الله

عندما ولد عليه الصلاة والسلام،.....
.......
.. لم يحدث شيء استثنائي قط..
لم يحدث شيء مما قيل لنا على المنابر وحشوا رؤوسنا فيه .
لم يولد عليه الصلاة والسلام مختونا..
لم تنطفئ نار المجوس...
لم ينشق إيوان كسرى ولم تسقط أربع عشر شرفة منه.
لم تجف بحيرة ساوا...
ولم تنتكس الأصنام في مكة..
كل ما قيل لنا ،عبر الأجيال، وما تناثر في قصائد المديح التي تقال في
المناسبات ، وتسلل إلى وعينا حتى صار من بديهيات "المناسبة" ، كله لا يستند
إلى دليل شرعي صحيح ، وأستند على أحاديث موضوعة أو لا أصل لها أو ضعيفة في
أحسن أحوالها..
كلها تسللت إلى وعينا الجمعي في مطلع عصور التدهور، عندما بدء المسلمون
يفقدون "وعيهم" بالمكانة الحقيقة لنبيهم الكريم ، خاتم النبيين وصاحب
المعجزة الوحيدة المستمرة ، المعجزة الوحيدة التي اعتمدت على "إعمال" العقل
، بدلا من "إعجازه" كما حدث في المعجزات السابقة..
عندما بدء المسلمون يفقدون استشعارهم لاستمرار هذه المعجزة، بدءوا يبحثون
عن "معجزات " أخرى..بدءوا يأخذون من الأمم الأخرى والديانات السابقة
مبالغاتهم و غلوهم تجاه أنبيائهم..
وكان أن تسربت كل تلك الخرافات المحيطة بمولد النبي الكريم ، والتي تعبر لا
عن بدعة الاحتفال بالمولد فحسب، بل عن "بدعة" الرؤية السائدة التي تخرج
الرسول الكريم عن أعظم ما فيه : عن كونه قد فعل كل ما فعل بجهد بشري استحق
التأييد الإلهي ..عن كونه "القدوة " التي يمكنك أن تقتدي بها ، لا الرجل
الخارق الذي لن تفكر أصلا بتقليده..
لم تنطفئ نار المجوس بمولده عليه الصلاة والسلام...
ولم ينشق إيوان كسرى.
ولا حتى انتكست الأصنام.
كل ذلك حدث فعلا ، لاحقا ، وأدت له سيرة حياته الكريمة المليئة بالجهد والعمل والفعل..
نعم ، لقد أطفئ نار المجوس.
وشق إيوان كسرى.
وأنتكست الأصنام على يديه..
لكن ذلك لم يحدث قط بمولده..
بل عبر حياته كلها..بمجملها
حياته التي علينا أن نتبع خطواتها ..
خطواته التي تقول لنا :
قوموا من خرافاتكم إلى نهضتكم ، يرحمكم الله

لا أعلم الكثير عن هذا الموضوع ولكنني أتمنى فقط أن ننظر فيه

Admin عدد المساهمات : 1572 تاريخ التسجيل : 09/08/2009

تعقيباً على ذلك ... أقول :

يروي الباكفوري في كتابة الرحيق المختوم :
وقد روى أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت، روى ذلك الطبرى والبيهقى وغيرهما‏.‏ وليس له إسناد ثابت، ولم يشهد له تاريخ تلك الأمم مع قوة دواعى التسجيل‏.‏ .

إلا أن ذلك لا ينفي حدوث إشارات حدثت خلال حياته و هو صغير من خصوبة بادية بني سعد إلى حادثة شق الصدر .. و غيرها من الإشارات التي كانت من حكمة الله فيها أن يهيئ المجتمع المحيط به كي يتنبه إلى ذاك الطفل أنه طف مميز عن غيره .. فيه الخير والبركة...
إنها تهيئة للمجتمع كي تعود بهم ذاكرتهم إلى أشياء جميلة حدثت خلال حياته تعطيهم انطباعاً خيراً و مباركاً لهذا الرجل الأن الذي يصدح بالحق بعد أن شب بينهم.

و هذا لا ينافي أن النبي صلى الله عليه وسلم بنى الدولة الإسلامية بالجهد المخلص والعمل الدؤوب و الصبر و العنت مع صدق التوكل والتوجه إلى الله في كل ذلك ..

لسنا بحاجة إلى أن ننفي أي اشارات خيرة حدثت ... سواء اختلف عليها العلماء أم اتفقوا .. لسنا بحاجة لنثبت لأنفسنا أو نقنع الآخرين أننا لن ننهض إلا إذا قمنا بذلك ..

في ديننا واضح أن معونة الله لا تأتي إلا بعد استكمال الجهد والأسباب ثم الافتقار إلى الله و الرجاء بعونه ومدده .
لكن اللبس جاء منا نجن المسلمون كي نضع عذراَ لأنفسنا في تأخر النصر أو التخلف الذي نحن فيه .. فنقوم هذا زمن النبي و أي نحن منه الآن!!!!

ولكنها دعوة حقاً للنظر إلى معتقداتنا و أفكارنا التي تنبع منها تصرفاتنا .. و أن نكون صادقين مع أنفسنا في طلب رؤية الحق و لو كان ضد أنفسنا ..

فعلاً آن الأوان .. بل تأخرنا كثيراً حتى عمّ الخطب و كثر الزلل

وفقنا الله لهداه ...

وشكراً للطرح

شكراً جزيلاً آنسة أمل....جزاك الله ألف خير

استغربت شيئاً
لماذا اختار الكاتب هذه الأمور بالذات:فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت

لينفيها مع أنها وردت في التاريخ؟؟؟

شيءٌ آخر.....لقد أحببت قولك:
ولكنها دعوة حقاً للنظر إلى معتقداتنا و أفكارنا التي تنبع منها تصرفاتنا
.. و أن نكون صادقين مع أنفسنا في طلب رؤية الحق و لو كان ضد أنفسنا ..

ذلك أني تخوفت كثيراً من طرح الموضوع
خاصة وأني رأيت الناس انقسموا بين متشدد في دين الله، وآخر متراخ مهمل
بين جريء على دين الله، ومتبع لملة دون تمحيص
وأدعو الله أن لا يجعلنا بين هؤلاء ولا هؤلاء بل حيث الحكمة والوسطية والحق

ولدي إضافة صغيرة، قرأت في نقاش في موقع:

هناك لغط كبير حول حكم الاحتفال بعيد المولد ، هناك من يرى أن الاحتفال
بعيد المولد بدعة ، وكل بدعة ضلالة ، وكل ضلالة في النار ، صاحبنا هذا
أوصلنا بالاحتفال إلى النار ،

وهناك من يرى أنه لابد من أن نحتفل بعيد
المولد ، فهو عبادة من العبادات ،

وكلا الرأيين خاطئ ، والحق وسط بين طرفين

نقلاً عن موقع الدكتور محمد راتب النابلسي

بداية اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد

ومن ثم اشكر جمان جدا لانها طرحت هذا الموضوع اللذي نجد فيه الكثير من التشدد من البعض ليس في الاحتفال بمولد النبي وحسب بل برأس السنة الهجرية ايضا وجدت نفس الاشكال وسعيدة جدا لطرحك ياجمان هذا الموضوع

لا اعرف ما الخطأ بالاحتفال بمولد خير البشر او ببرأس السنة الهجرية مادام هذا الاحتفال مقتصر على قراءة القرآن والصلاة على النبي محمد وانشاد قصائد في المدح

اود معرفة راي لانسة امل وجمان ايضا

وتقبلوا مروري

» عندما يبكي الباكون تتشابه الدموع ولكن؟؟؟
» محمد إقبال: حياته و من شعره
» كن ناقدا ولكن....