شكراً لك يا سلام ...
للإجابة على سؤالك .. يجب أن نتساءل كيف تصبح العادة عادة؟ و الطبع طبعاً ...
الطباع منها ما هو وراثي و منها ما هو مكتسب .
أما العادة فهي سلوك متكرر ، من كثرة تكراره يصبح عادة لدى الإنسان قد تأسره إن لم يكن مدركاً لطبيعة العادة و إمكانية تغييرها.
هذا يقودنا لسؤال هام :
هل أستطيع تغيير عادة ما ؟ و كيف ؟
إن فهمنا لطبيعة العادة يجييبنا عن هذا السؤال ، و يجعلنا نبحث عن كيفية تغيير السلوك المتكرر ، و الذي بدوره يغير عادتنا إن تمكنا من تغييره.
السلوك ينتج عن مجموعة متداخلة من الأفكار و المعتقدات و التي بدورها تدفع المشاعر نحو اتجاه معين فيقود السلوك إلى تصرف معين .
إذن الأفكار هي الأساس في بناء المشاعر و السلوك .
و عند تغيير الأفكار تتغير المشاعر والمعتقدات و السلوك
هذه ببساطة معادلة التغيير ..
مثال بسيط .. أجزم أن الجميع قد مرّ به :
ألم يصدف أن كنت غاضبة من شخص لأنك سمعت أنه مثلاً حاول السخرية منك أو أن أجدهم أخبرك أنه قال كذا و كذا .. عنك .... الخ ... فأحسست بالكره له ، ثم جاء أحد ما فذكر لك خلاف ذلك بل قال على العكس هو مدحك و .,,,, ألم تتغير مشاعرك فوراً ؟ و تلاشت تقريباً تلك المشاعر الحانقة و الغاضبة أو حتى الكره ؟؟؟
ثم صدر من ذلك الشخص سلوكاً يدل على الود و الاحترام أو أسدل معروفاً ... ألم تتبدل مشاعر الغضب أو الكره إلى الود ؟؟
كيف حدث ذلك ؟؟؟
حاولوا تفسير ذلك وفق ما شرحت.
حاولوا أن تحللوا سلوك من حولكم و سلوككم لفهم هذه الآلية تماماً عندها ستملكون مفاتيح التغيير .
و صدق الله العظيم :
( إن الله لا يغير مابقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
و قبل هذا كله لابد من إرادة و همة عالية لتغيير يجب أن تتوافر فيمن يريد أن يغير عادة أو يشذب طبعاً .
لذلك فإن الأفكار التي تستقبلونها و تودعونها إلى عقولها لا يجب أن تمر كالمسلمات سيما في الأمور غير القطعية.
عليك أن تفكروا بصحتها أولاً قبل أن تودعوها ..
و هذا هو جزء عما تقوم به البرمجة العصبية ... تغير الأفكار .... و تكرر الفكرة على مسمعك حتى تعتقدينها و توديعينها عقلك كأنها مسلمة عندها ستلاحظين تغير سلوكك .
هذا القوة يمكن أن تستخدم في إيداع الأفكار الخيّرة و كذلك الخاطئة و الشريرة ..
لذا على الإنسان أن يكون مدركاَ و متنبهاً لمن يقوم ببرمجته و تغيير أفكاره التي ستغيّر فيما بعد شخصيته و معتقداته و اتجاهاته في الحياة
أرجو أن أكون قد بينت و أفدت ..