نحو الإبداع والتميز- منتدى ثانوية نبيل يونس للبنات
أهلاً وسهلاً بك في منتدى ثانوية نبيل يونس الفكري والثقافي ...
معاً نرسم غدا أفضل بإذن الله
شكرا لزيارتك ... نرجو لك الفائدة والمتعة ..
و شكرا لاللتزامك بأخلاقيات وقوانين المنتدى... علماً بأن هذا المنتدى هو للفتيات فقط ..
نحو الإبداع والتميز- منتدى ثانوية نبيل يونس للبنات
أهلاً وسهلاً بك في منتدى ثانوية نبيل يونس الفكري والثقافي ...
معاً نرسم غدا أفضل بإذن الله
شكرا لزيارتك ... نرجو لك الفائدة والمتعة ..
و شكرا لاللتزامك بأخلاقيات وقوانين المنتدى... علماً بأن هذا المنتدى هو للفتيات فقط ..
نحو الإبداع والتميز- منتدى ثانوية نبيل يونس للبنات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

نحو الإبداع والتميز- منتدى ثانوية نبيل يونس للبنات

منتدى لتبادل الخبرات في تنمية مهارات التفكير ومهارات الحياة والشخصية
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم
مواضيع مماثلة
المواضيع الأخيرة
» كتاب عالج نفسك بالقرآن
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالثلاثاء 29 أغسطس 2017, 8:55 am من طرف hassan

» كتاب لخطة البراقة لذي النفس التواقة 2
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 06 ديسمبر 2014, 6:06 pm من طرف زائر

» علمتني الايام
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 30 أغسطس 2014, 12:29 am من طرف أمل الحياة

» كتاب: رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأربعاء 09 يوليو 2014, 11:17 pm من طرف Admin

» كتيب أنماط الشخصية عند هولاند
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأربعاء 09 يوليو 2014, 11:14 pm من طرف Admin

» إص الله أيامك يانبيل...
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأربعاء 09 يوليو 2014, 11:10 pm من طرف Admin

» دراسات سابقة عن نظريه تريز
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 08 ديسمبر 2013, 1:16 pm من طرف زائر

» تنزيل مجاني :كتاب: رحلة التغيير في رحاب سيرة الأمين
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالثلاثاء 02 يوليو 2013, 2:29 pm من طرف Admin

» الفرق بين التفكير الابداعي والابتكاري باختصار
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 05 مايو 2013, 3:51 pm من طرف زائر

» أساليب مفيدة للدراسة :أساليب تدوين الملاحظات
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 27 أبريل 2013, 9:05 pm من طرف rabab

» كيف تغير حياتك للأجمل
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 27 أبريل 2013, 8:37 pm من طرف rabab

» المتميزون
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 27 أبريل 2013, 8:34 pm من طرف rabab

» هام للحادي عشر علمي فقط..
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالخميس 28 مارس 2013, 8:44 pm من طرف زائر

» رافق كل من أراد الخروج من حياتك إلى الباب
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 26 يناير 2013, 2:53 am من طرف ماريا المخللاتي

» حكمة اليوم باليوم ........................
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالجمعة 25 يناير 2013, 3:44 pm من طرف ماريا المخللاتي

» طرائف رياضية
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالخميس 27 ديسمبر 2012, 8:31 pm من طرف raghoad

» رسالة إلى دمشق...
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 08 ديسمبر 2012, 1:27 am من طرف sara kutait

» دعوة مستعجلة لأعضاء نادي صناع التميز.........هام .............
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالإثنين 19 نوفمبر 2012, 9:43 pm من طرف lulu2012

» من مهارات التفكير الناقد :تجنب التعميم الخاطئ
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر 2012, 9:09 am من طرف Admin

» كتاب الكتروني مجاني : نسيمات من عبق الروضة
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر 2012, 9:05 am من طرف Admin

» الهجرة كانت نهاية مرحلة وبداية عهد جديد
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 18 نوفمبر 2012, 9:04 am من طرف Admin

» موقع هام للتعلم لمختلف المراحل
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالإثنين 15 أكتوبر 2012, 7:58 pm من طرف Admin

» الشوق
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 06 أكتوبر 2012, 12:09 am من طرف Admin

» فيديو للتعريف بنشاطات نادي صناع التميز
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 22 سبتمبر 2012, 11:48 am من طرف Admin

» مدرسة نبيل يونس ترحب بطالباتها الجدد و طلابها الأوفياء القدامى
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأربعاء 19 سبتمبر 2012, 5:40 am من طرف Admin

» حالنا
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالإثنين 17 سبتمبر 2012, 7:47 pm من طرف أمل الحياة

» التعامل مع أناس لا تحتملهم: كيف تخرج أفضل ما في الناس وهم في أسوء حالاتهم؟!
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 08 سبتمبر 2012, 7:19 pm من طرف Admin

» بطاقة شكر
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 08 سبتمبر 2012, 7:10 pm من طرف Admin

» ماذا جرى؟؟؟؟؟؟
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالسبت 08 سبتمبر 2012, 7:08 pm من طرف Admin

» الوطن
فن صناعة الأمل Icon_minitimeالجمعة 07 سبتمبر 2012, 5:49 am من طرف أمل الحياة

أفضل 10 أعضاء في هذا الأسبوع
لا يوجد مستخدم
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
Admin
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
جمان اصطيف
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
رباح الأشقر
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
ثواب سفور
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
حنان المصطفى
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
روان و بنان الكوسا
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
ندى قطيط
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
oula takriti
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
نور السيد
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
نورا
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
أفضل 10 فاتحي مواضيع
Admin
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
جمان اصطيف
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
نورا
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
ندى قطيط
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
نور السيد
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
عهود صايمه..
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
سلام خربوطلي
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
رمرومة الزعبي
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
رنا هيلم
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
ثواب سفور
فن صناعة الأمل Vote_rcapفن صناعة الأمل Voting_barفن صناعة الأمل Vote_lcap 
المواضيع الأكثر شعبية
أنواع أسئلة الاستبيان ومواصفات الاستبيان الجيد
الفرق بين التفكير الابداعي والابتكاري باختصار
الفرق بين التفكير ومهارات التفكير
الذكاءات المتعددة و علاقتها بالميول المهنية .... دراسة أكاديمية -رسالة ماجستير -
أنماط الشخصية واكتشاف الميول المهنية
حكمة اليوم باليوم ........................
ألغاز وأحاجي ... العقول كمظلّات الطيارين لاتنفع حتى تُفتح
مطوية ورقية وصور يمكن تحميلها عن أهمية الوقت
مقال رائع عن الموهبة..............
ماذا تفعل اذا احترت بين امرين؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
المواضيع الأكثر نشاطاً
حكمة اليوم باليوم ........................
ألغاز وأحاجي ... العقول كمظلّات الطيارين لاتنفع حتى تُفتح
اقتراح بشأن مكتبة المدرسة
اكتبي ماذا تحتاجين
دعنا نتعرف على شخصيتك....
آي لافيو....
عبر عن شعورك بكلمة واحدة ((فقط))
إلى من واثق من نفسه يجاوب على السؤال
أسئلة يجيب عنها فلاسفة المنتدى
حملتنا.......
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 295 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 295 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 322 بتاريخ الأحد 24 نوفمبر 2024, 1:36 pm

 

 فن صناعة الأمل

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
نورا

نورا


عدد المساهمات : 445
تاريخ التسجيل : 22/02/2010

فن صناعة الأمل Empty
مُساهمةموضوع: فن صناعة الأمل   فن صناعة الأمل Icon_minitimeالأحد 27 نوفمبر 2011, 7:04 pm

من كان يظن أنّ يكون أولئك النفر الستة بداية مرحلة جديدة من العز والتمكين، والبذرة الأولى لشجرة
باسقة ظلت تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها؟ ومن كان يخطر بباله أن تشهد تلك الليلة من
ليالي الموسم ورسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر يطوفان بمنى حتى إذا سمعا صوت رجال يتكلمون مالا إليهم فقالا وقالوا، وتحدثا وسمعوا، وبينا فأصغوا فانشرحت القلوب، ولانت الأفئدة ونطقت الألسنة بالشهادتين،
وإذا بأولئك النفر من شباب يثرب يطلقون الشرارة الأولى من نار الإسلام العظيمة
التي أحرقت الباطل فتركته هشيما تذروه الرياح! من كان يظن أن تلك الليلة كانت تشهد
كتابة السطور الأولى لملحمة المجد والعزة؟
إن نصر الله يأتي للمؤمن من حيث لا يحتسب ولا يقدر، لقد طاف رسول الله صلى الله
عليه وسلم
بمجتمعات القبائل وقصد الرؤساء وتوجه بالدعوة إلى الوجهاء وسار إلى الطائف، فعل
ذلك كله عشر سنوات وهو يرجو أن يجد عند أصحاب الجاه والمنعة نصرة وتأييدًا، كان
يقول في كل موسم: "من يؤويني؟ من ينصرني؟ حتى أبلغ رسالة ربي". ومع كل
هذا لم يجد من يؤويه ولا من ينصره، بل لقد كان الرجل من أهل اليمن أو من مضر يخرج
إلى مكة فيأتيه قومه فيقولون له: احذر غلام قريش لا يفتنك!

لم تأت النصرة والحماية والتمكين من تلك القبائل العظيمة ذات المال والسلاح، وإنما
جاءت من ستة نفر جاءوا على ضعف وقلة.

"إنها التقادير يوم يأذن الله بالفرج من عنده، ويأتي النصر من قلب المحنة، والنور من كبد
الظلماء، والله تعالى هو المؤيد والناصر، والبشر عاجزون أمام موعود الله".

ستة نفر من أهل يثرب كلهم من الخزرج دعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى
الإسلام ولم يكن يتوقع منهم نصرة وإنما أراد دعوتهم فآمنوا وأسلموا... ثم تتابعت
الأحداث على نسق عجيب، قال جابر بن عبد الله رضى الله عنه:
حتى بعثنا الله إليه من يثرب فآويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به ويقرئه
القرآن فينقلب إلى أهله فيسلمون بإسلامه، حتى لم تبق من دور الأنصار إلا وفيها رهط
من المسلمين يظهرون الإسلام، ثم ائتمروا جميعا فقلنا: حتى متى نترك رسول الله يطوف
ويطرد في جبال مكة ويخاف؟ فرحل إليه منا سبعون رجلاً حتى قدموا عليه الموسم،
فواعدناه العقبة فاجتمعنا عندها من رجل ورجلين حتى توافينا، فقلنا: يا رسول الله،
علام نبايعك؟ قال: "على السمع والطاعة في
النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وأن تقولوا في الله لا تخافون لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم
مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم وأزواجكم، ولكم الجنة".
قال جابر: فقمنا إليه فبايعناه.[1]

أرأيتم يعرض الكبراء والزعماء ويستكبر الملأ وتتألب القبائل وتتآمر الوفود وتسد الأبواب
ثم تكون بداية الخلاص بعد ذلك كله في ستة نفر لا حول لهم ولا قوة.

فهل يدرك هذا المعنى المتعلقون بأذيال المادية الصارخة والنافضون أيديهم من قدرة الله
وعظمته؟ وهل يدرك هذا المعنى الغارقون في تشاؤمهم اليائسون من فرج قريب لهذه الأمة
المنكوبة المغلوبة على أمرها؟

إن الله ليضع نصره حيث شاء وبيد من شاء وعلينا أن نعمل حتى تصل دعوتنا إلى العالمين،
وألا نحتقر أحدا ولا نستكبر على أحد، وعلينا أن نواصل سيرنا مهما يظلم الليل وتشتد
الأحزان، فمن يدري لعل الله يصنع لنا في حلكات ليلنا الداجي خيوط فجر واعد؟ ومن
يدري لعل آلامنا هذه مخاض العزة والتمكين.


أعظم دروس الهجرة


إنناعلى أبواب عام هجري جديد يقبل محملاً بما فيه، وعلى أعقاب عام هجري مودع يمضي بما
استودعناه نقف متذكرين هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم .. إنها
ذكرى الاعتبار والاتعاظ لا ذكرى الاحتفال والابتداع. إنها وقفة نستقرئ فيها فصلاً
من فصول الحياة خطه رسول الله وصحبه. إنها رجعة إلى العقل في زمن طاشت فيه
العقول. ووقفة مع الروح في زمن أسكرت الأرواح فيه مادية صخابة جرافة.

إن من أعظم دروس الهجرة وأجل عبراتها "صناعة الأمل".. نعم، إن الهجرة
تعلِّم المؤمنين فن صناعة الأمل. الأمل في موعود الله. الأمل في نصر الله. الأمل
في مستقبل مشرق لـ "لا إله إلا الله". الأمل في الفرج بعد الشدة، والعزة
بعد الذلة، والنصر بعد الهزيمة.

لقد رأيتم كيف صنع ستة نفر من يثرب أمل النصر والتمكين. وها هو رسول الله يصنع الأمل
مرة أخرى حين عزمت قريش على قتله.

قال ابن إسحاق: فلما كانت عتمة من الليل، اجتمعوا على بابه يرصدونه متى نام فيثبون
عليه.

وعلى كل حساب مادي يقطع بهلاك رسول الله، كيف لا وهو في الدار والقوم محيطون بها إحاطة
السوار بالمعصم. مع ذلك صنع رسول الله الأمل، وأوكل أمره إلى ربه وخرج يتلو قوله
تعالى: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا
وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9]. خرج
الأسير المحصور يذرّ التراب على الرءوس المستكبرة التي أرادت قتله! وكان هذا
التراب المذرور رمز الفشل والخيبة اللذين لزما المشركين فيما استقبلوا من أمرهم.
فانظر كيف انبلج فجر الأمل من قلب ظلمة سوداء.

ويمضي رسول الله في طريقه يحث الخُطا حتى انتهى وصاحبه إلى جبل ثور، وهو جبل شامخ وعر
الطريق صعب المرتقى، فحفيت قدما رسول الله وهو يرتقيه، فحمله أبو بكر وبلغ به غار
ثور ومكثا هناك ثلاثة أيام.


مرة أخرى يصنع الأمل !


ومرة أخرى يصنع الأمل في قلب المحنة، وتتغشى القلوب سكينة من الله وهي في أتون القلق
والتوجس والخوف.. يصل المطاردون إلى باب الغار، ويسمع الرجلان وقع أقدامهم، ويهمس
أبو بكر: يا رسول الله، لو أن بعضهم طأطأ بصره لرآنا! فيقول : "يا
أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؟".

وكان ما كان، ورجع المشركون بعد أن لم يكن بينهم وبين مطلوبهم إلا خطوات! فانظر مرة
أخرى كيف تنقشع عتمة الليل عن صباح جميل. وكيف تتغشى عناية الله عباده المؤمنين {إِنَّ
اللهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الحج: 38].

وإذا العناية لاحظتك عيـونها *** نم فالحـوادث كلهـن أمانُ


ويسير الصاحبان في طريق طويل موحش غير مأهول، لا خفارة لهما من بشر، ولا سلاح عندهما
يقيهما:


لا دروع سابغات لا قنـا *** مشرعـات لا سيوف منتضاه
قـوة الإيمـان تغنـي ربها *** عن غرار السيف أو سن القناة
ومن الإيمـان أمـن وارف *** ومن التقوى حصـون للتقـاة


يسير الصاحبان حتى إذا كانا في طريق الساحل لحق بهما سراقة بن مالك طامعا في جائزة قريش
مؤملا أن ينال منهما ما عجزت عنه قريش كلها، فطفق يشتد حتى دنا منهما وسمع قراءة
رسول الله صلى الله عليه وسلم،
ومرة ثالثة، وهذا الفارس على وشك أن يقبض عليهما ليقودهما أسيرين إلى قريش تذيقهما
النكال، مرة ثالثة يصنع الأمل، ولا يلتفت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى سراقة
ولا يبالي به وكأن شيئًا لم يكن، يقول له أبو بكر: يا رسول الله، هذا الطلب قد
لحقنا. فيقول له مقالته الأولى: {لاَ تَحْزَنْ إِنَّ
اللهَ مَعَنَا} [التوبة: 40].


لقد اصطنع الأمل في الله ونصره فنصره الله وساخت قدما فرس سراقة، فلما استوت قائمة إذا
لأثر يديها غبار ساطع في السماء كالدخان، فأدرك سراقة أنهم ممنوعون منه. ومرة
ثالثة جاء النصر للرسول صلى الله عليه وسلم من حيث لا يحتسب.
وعاد سراقة يقول لكل من قابله في طريقه ذاك: ارجع فقد كفيتكم ما هاهنا، فكان أول
النهار جاهدًا عليهما، وآخره حارسًا لهما.
ويبلغ أهل المدينة خبر هجرة الرسول، الرجل الذي قدم لهم الحياة وصنع لهم الأمل, الرجل
الذي أنقذهم من أن يكونوا حطبا لجهنم, يبلغهم الخبر فيخرجون كل غداة لاستقباله حتى
تردهم الظهيرة.

كيف لا وقد اقتربت اللحظة التي كانوا يحصون لها الأيام ويعدون الساعات؟ قال الزبير:
فانقلبوا يوما بعدما أطالوا انتظاره فلما أووا إلى بيوتهم أوفى رجل من يهود أطمًا
من آطامهم لينظر إليه، فبصر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه مبيضين
يزول بهم السراب، فلم يملك اليهودي أن قال بأعلى صوته: يا معشر العرب، هذا صاحبكم
الذي تنتظرون.

فثار المسلمون إلى السلاح، فتلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم بظاهر
الحرة. تلقوه بقلوب تفيض سعادة وفرحًا... وتأمل مظاهر الفرحة الغامرة:

-
قال أنس: "شهدت يوم دخل النبي المدينة فلم أر يومًا أحسن منه ولا أضوأ منه"[2].
-
قال أبو بكر: "ومضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قدم
المدينة وخرج الناس حتى دخلنا في الطريق وصاح النساء والخدام والغلمان: جاء رسول
الله، الله أكبر، جاء محمد، جاء رسول الله"[3].
-
قال أنس: "لما قدم رسول الله المدينة لعبت الحبشة لقدومه؛ فرحًا بذلك لعبوا
بحرابهم"[4].


وصدق من قال:


أقبل فتلـك ديـار يثرب تقبل *** يكفيك من أشواقها ما تحمل
القوم مـذ فارقت مكـة أعين *** تأبى الكرى وجوانح تتململ
يتطلعون إلى الفجاج وقولهـم *** أفما يطالعنا النبـي المرسـل
رفـت نضارتها وطاب أريجها *** وتدفقت أنفاسـها تتسلسـل
فكأنما في كـل دار روضـة *** وكأنمـا في كل مغنـى بلبـل


وهكذا تعلمنا الهجرة في كل فصل من فصولها كيف نصنع الأمل، ونترقب ولادة النور من رحم
الظلمة، وخروج الخير من قلب الشر، وانبثاق الفرج من كبد الأزمات.




ما أحوجنا في هذا الزمن إلى فن صناعة الأمل !



ما أحوجنا ونحن في هذا الزمن، زمن الهزائم والانكسارات والجراحات إلى تعلم فن صناعة
الأمل. فمن يدري؟ ربما كانت هذه المصائب بابًا إلى خير مجهول، ورب محنة في طيها
منحة، أوَليس قد قال الله: {وَعَسَى أَن
تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [البقرة: 216].


لقد ضاقت مكة برسول الله، ومكرت به فجعل نصره وتمكينه في المدينة. وأوجفت قبائل العرب
على أبي بكر مرتدة، وظن الظانون أن الإسلام زائل لا محالة، فإذا به يمتد من بعد
ليعم أرجاء الأرض. وهاجت الفتن في الأمة بعد عثمان حتى قيل لا قرار لها، ثم عادت
المياه إلى مجراها.

وأطبق التتار على أمة الإسلام حتى أبادوا حاضرتها بغداد سرة الدنيا، وقتلوا في بغداد وحدها مليوني مسلم،
وقيل: ذهبت ريح الإسلام، فكسر الله أعداءه في عين جالوت وعاد
للأمة مجدها. وتمالأ
الصليبيون وجيّشوا جيوشهم وخاضت خيولهم في دماء المسلمين إلى ركبها حتى إذا استيئس
ضعيف الإيمان، نهض صلاح الدين فرجحت الكفة الطائشة وطاشت الراجحة، وابتسم بيت
المقدس من جديد .


وهكذا يعقب الفرج الشدة، ويتبع الهزيمة النصر، ويؤذن الفجر على أذيال ليل مهزوم... فلمَ
اليأس والقنوط؟

اشتدي أزمة تنفرجـي *** قد آذن ليلك بالبلـج

إن اليأس والقنوط ليسا من خلق المسلم، قال سبحانه: {وَلاَ
تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللهِ إِلاَّ
الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ} [يوسف: 87].


قال ابن مسعود رضى الله عنه:
"أكبر الكبائر الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله،
واليأس من روح الله".

إذا اشتملت على اليأس القلوب *** وضاق لما به الصدر الرحيـب
ولم تر لانكشاف الضر وجهـا *** ولا أغنـى بحيلتـه الأريـب
أتاك على قنـوط منك غـوث *** يمـن به اللطيف المسـتجيب
وكل الحـادثات وإن تنـاهت *** فموصـول بها الفرج القريب


فيا أيها الغيورون على أمة الإسلام، يا من احترقت قلوبهم لآلامها، نعمَّا هذا الألم!
وما أصدقه على إيمانكم وحبكم لدينكم! ولكن لا يبلغن بكم اليأس مبلغه؛ فإن الذي
أهلك فرعون وعادًا وثمود وأصحاب الأيكة، والذي رد التتار ودحر الصليبيين قادرٌ على أن يعيد المجد للاسلام
ولكن هل نسينا رحمة الله وفضله؟
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
فن صناعة الأمل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» كيف تتم صناعة الغباء
» صناعة الفكرة
» فن صناعة العلاقات المميزة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
نحو الإبداع والتميز- منتدى ثانوية نبيل يونس للبنات  :: لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة-
انتقل الى: