لم يضع الحلم... بل صنعت حلما جديدا...

لا أدري ماهي الكلمات التي تصوغ مشاعري... أو كيف أعبر عما يختلج في فؤادي....
أود أن أحدثكم عن تجربتي... أن أحدثكم عن قصتي....

في مراحلي الدراسية التي كانت تسبق الثانوية ...كنت أحب الحاسوب..وكنت أجد بداخلي ميولا لاكتشافه وكنت أخبأ قطع الحاسوب القديم وأتفحصها وأفككها....وعندما دخلت الثانوية..ازداد تعلقي بالحاسوب... ووضعت هدفا لي أن ادرس هندسة معلوماتية.... وكبر هذا الهدف معي يوما بعد يوم... وكل يوم كنت ازداد تعلقا به...


ثم دخلت إلى البكالوريا... وليس نصب عيني سوى مجموع المعلوماتية.... حاولت أن أبذل كل طاقتي... وكنت كلما ضعفت نفسي تذكرت ذاك الهدف.... وكان من حولي يشجعوني ويدعموني... وخصوصا في لحظات يأسي من البكالوريا أو الملل الذي كنت أشعر به من الضغط...........


ثم جرت أقداره تعالى ... فلم أجمع مجموعا يؤهلني لدخول الحلم الذي لطالما احتضنته في قلبي وعقلي......كانت هذه أولى الصدمات التي مرت بي..... ثم بحثت عن فرع يقارب فرع الأحلام...أيضا لم تكن علامتي تؤهلني لدخوله.... لكن كان بالإمكان دخوله بالفرع الموازي..... وقد كان قريبا جدا من مجموعي... بحثت عن هذا الفرع كثيرا ..وأحببته... ورسمت خطة مستقبلي... وصرت أحلم باني سأصنع حاسبا... وسأصنع واصنع.... وأيضا كبرت تلك الأحلام........ ثم كانت الصدمة الثانية...... فقد رفع مجموع هذا الفرع عن المفاضلة الأولى 23 علامة... وفي السنة الماضية كان قد رفع 13 علامة فقط......... كانت هذه هي الضربة القاضية.... يئست وأحبطت..وتحطمت أحلامي على عتبات الجامعة.... كتب لي ان أدخل كلية الاقتصاد... وأين أنا من الاقتصاد؟؟ وكنت قد وضعت هذا الفرع لأن علي أن أملأ المفاضلة فقط... ولم ابحث عنه.. ولم أدر حتى ماذا يدرسون فيه... وماذا سأكون عندما أكبر... اقتصادية!!!!!! كان بداخلي يقين شديد أن الله لا يختار للإنسان إلا ما هو خير له..... لكن صدمتي كانت تغمض عيناي عن رؤية ذلك الخير..... كنت أدرك تماما أن الله لم يجد الخير لي لا في هندسة المعلوماتية ولا الحواسيب...لكن يا رب أين أجد الخير في الاقتصاد!!!!!!!


مررت حقا بأسوأ الأيام... كان الاكتئاب يصاحبني... وخصوصا بعد أن دخلت ذاك الفرع ..ودخلت الجامعة الذي لم أكن أألفه أبدا..ذاك الجو البعيد تماما عن جو المدرسة.... حقا لا تستطيع كلماتي أن تصف نفسيتي وشعوري في تلك الأيام... كان كل من حولي وكل من يراني يقول لي احمدي الله ..ويجب أن تحبي الجامعة.. ويجب ويجب.... ولم أكن أجد من هذا الكلام إلا ما يؤلم رأسي ويزيدني اكتئابا....... كيف أحبها وهي بعيدة عن أحلامي.... كيف أحبها وقد كرهت الجو.... كيف أحبها وأنا لا أستطيع حتى أن أسمع كلام الدكاترة!!! كيف أحبها وأنا أشعر بالوحدة ولم أجد أحدا أكلمه!!! حقا شعور أسوا من أن يوصف..........


ثم جلست مع نفسي... ونظرت إلى واقعي.... فهذا أمر لا يمكن أن يتغير... وعلي أن أدرس 4 سنين في هذه الجامعة..ومن المحال أن أكمل بهذه النفسية....... قررت أني سأعطي نفسي فرصة أخرى... سأحاول أن أحب الجامعة... سأحاول أن أذهب للجامعة بنفسية جديدة... سأحاول أن أنظر للطالبات نظرة جديدة......
وأنا الآن كتبت لكم قصتي...لأخبركم عن النهاية السعيدة لها..... الحمد لله ..واليوم بالذات بدأ يقيني( بأن هذا هو الخير )يترسخ بداخلي... هو حقا خير..... صرت أتخيل نفسي في كل فرع.... تخيلت أني ربما لن أنجح... لأن الله يعرف الخير لنا وضعني هنا وأبعدني عن غيره من الفروع...... حاولت أن أغير نظرتي للمواد..أن أفكر بالمستقبل.... أن أتحول للواقع وابتعد عن الأحلام... والحمد لله وجدت مجموعة من البنات المؤدبات أتخذهن كصديقات في الجامعة.....

كتبت لكم كل ذلك.. لأقول... حقا إن الإنسان نظرته محدودة... بفكر فقط في حلم اندثر أو جهد ضاع..وفي الحقيقة لا يكون الحلم قد اندثر ولا الجهد قد ضاع.... يطلب أمرا ما.... ويصرّ على رأيه...ثم لا يكون إلا ما كتبه الله له..... ومهما غرق في حزنه فإن الله سيريه يوما أنه أرحم الراحمين...وسيريه يوما أنه يحبه حتى أبعده عما كان يظن أنه الخير له.... تلك الحكمة الإلهية ...هي الشيء الذي أدركته اليوم تماما.... بل وازداد به يقيني... كتبت لكم لأني صرت أريد أن اقنع كل إنسان بهذه الحكمة..... لأني أريد أن أقول لكل شخص لم يحصل على ما يريد..... لا تقل ضاع حلمي... يل قل اكتسبت اليوم حلما جديدا......

وطبعا أنا لن أتخلى عن حلمي في تعلم الكمبيوتر... وسأسجل دورات وأسعى لان أدمج الاقتصاد بالحاسوب.. فأصنع بإذن الله شيئا مميزا جديدا........

عذرا أني أطلت عليكم... لكني أحببت أن تشاركوني هذه السعادة ... وهذا الإدراك.....
وادعو لي أن أحقق نجاحا وتفوقا في كليتي... وان يزدني الله بها حبا.... حقا لا تنسوني من الدعاء..........
وأود حقا أن أقول شكرا من أعمااااق قلبي إلى الذين ساندوني في محنتي...وحاولوا أن يمدوني بأمل جديد....... وشكرا أيضا لصديقاتي اللواتي لم يتركنني أيضا في تلك الأيام الكالحة في حياتي.....
الحمد لله وأتمنى للجميع أن يحققوا الهدف الذي فيه الخير لهم...................

رااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائعة
والعنوان راااااااااائع
وكتابتك رائعة
وأنت رائعة

وفقك الله، وكتب على يدك الخير، يا أختي المبدعة

الله يجبر بخاطرك

أسأل الله تعالى أن يشرح صدرك للفرع الجديد .. و لن يتم ذلك إلا بعد أن تقتنعي بضرورة الانتقال إلى الخطة البديلة التي اختارها الله لك ..

هناك فرق بين الهدف و الغاية ..
الغاية لا تتغير .. أما الهدف فقد يكون مطية للوصول إلى الغاية .. هذه المطية قد تضطرين إلى استبدالها أو تغييرها وفقاً للظروف ..

فلا عليك ... الغاية راسخة و الأهداف قد تتغير و لكن الغاية ثابتة.

وفقك الله و شرح صدرك لما يحبه ويرضاه.

جزاك الله كل خير ياندى ووفقك إلى مايحب ويرضى ....................
أشكرك على كل ماكتبت لأن ماكتبته واقع يعيشه معظم طلاب البكالوريا بعد الانتهاء منها وعشته أنا أيضا ولكن علينا اليقين أن هذا امتحان يجب أن نعيشه ونخرج منه أقوى لأننا نكون قد اكتسبنا خبرات جديدة وعشنا ظروف متغيرة
والإنسان لا يعلم أين تكمن سعادته وفي أي طريق خيره
ولو اطلع الانسان على الغيب سيختار أن يكون على ماهو عليه الآن
وأن ما هو فيه الآن هو أحسن مايمكن أن يكون مادام قد ايقن أنه برعاية الله

وفقكِ الله ونشر على يديك الخير
كتابتكِ جمميلة جداً
مبارك أن صنعتِ حلماً جديداً!