تأمل من فوق الشجرة

تأمل من فوق الشجرة ....مفهوم سيغير الكثير في نظرتنا للأحداث وفهمنا لها!



ففي كل يوم نمر ببعض الأحداث التي ينشأ عنها ردود أفعال تتباين وفقاً لخلفيتنا الثقافية والفكرية والأخلاقية، وكثيرون يصيبهم الندم نتيجة تسرعهم في ردود أفعالهم، في حين يتشبث البعض الآخر بها ضارباً عرض الحائط بمشاعر الغير، ناهيك عن المصالح التي ستتضرر نتيجة لسوء تصرفه أو تسرعه في اتخاذ القرار..

إذن، توجد لدينا مشكلة مرتبطة بأن الكثير من قراراتنا وتصرفاتنا هي ردود أفعال، وليست أفعال! مما يجعلها لا تعكس حقيقة ما نسعى إليه ونشعر به.

وإذا علمنا أنه كثيراً ما يكون ” الغضب ” هو الدافع لردود الفعل الغير مرغوبة، فنكون قد أمسكنا بالخيط الأول الذي سيساعدنا على إحداث تغيير جذري في حياتنا، تغيير يغير من نظرتنا للناس، وتعاملنا معهم، لينعكس على تعاملهم معنا، وشعورهم ناحيتنا، فتكون المحصلة هي نفس راضية مستقرة هادئة، ومن منا لا يرغب أن يكون مرتاحاً يرتاح له من يحيط به؟!

إذن.. عندما تجد نفسك في موقف يستثير خلاياك العصبية بشكل مُستفز، وتشعر أن خلايا ذاكرتك بدأت بعمل مونتاج لمشاهد الذكريات السلبية، في فيلم يصور من أمامك في دور الشخصية الظالمة، ويمنحك بطولة دور المظلوم الذي ستسلب حقوقه مالم يتصرف في الحال!! حينها لابد أن تتوقف و فوراً عن الاستسلام للسيناريو السلبي الذي لطالما كنت تؤديه، وأن تتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم [ لا تغضب ] ، ثم تطلب تأجيل الرد على الموضوع، ومن ثم تبتعد عن كل شخص أو شيء يزيد من انفعالك، وتذهب لمكان مريح لأنك بحاجة لرسم سيناريو جديد يضمن نهاية سعيدة لكل أبطال الفيلم..

وعندما تجلس في مكان مريح، بعيد عن كل ما يؤثر سلباً على الفعل الذي ستتخذه في مواجهة الموقف الذي أنت بصدده، أحرص أن تكون نظرتك للأمور من فوق الشجرة! أي أعد رؤيتك للموقف وكأنه يحدث لأشخاص آخرين، وأنك عضو حيادي يحكم على الموقف بما يرضي كل المصالح أو معظمها على أقل تقدير، وذلك من خلال تفكيرك في دوافع كل طرف، وفي أسباب تصرفه، وافتراضك لسيناريوهات مختلفة لردود الأفعال الممكنة، ومن ثم اختيارك للفعل الذي يضمن لك ربح الموقف دون أي خسائر تطالك أو تضر الطرف الآخر، خصوصاً إن كان الطرف الآخر محقاً..

أسلوب [ النظر للموقف من فوق شجرة ] أو [ النظرة الحيادية ] هو أسلوب ناجح بشكل كبير، لأنه يبعدك عن الجو الانفعالي، ويساعدك في اتخاذ مواقف قوية وأكثر منطقية، سواء في مجال العمل أو الدراسة أو الأسرة أو العلاقات وغيرها من مجالات التعامل مع الناس، وهو ما يجعله أسلوب جدير بأن يكون أحد القيم التي تتبناها في حياتك..

لنجرب هذا الأسلوب في المواقف التي تمر بنا.... لنرَ النتائج!

شكراً لك يا نورا ..........زز و أنا أقول دائماً لسأل كل منا نفسه عند تعرضه لموقف ما :

تُرى كيف يرى الله كل منا في هذا الموقف !!!!!!!!!!!!!!!!!

جزاكِ الله خيراً
شكراً جزيلاً
فعلا موضوع مهم!
جدَّاً......
ويجعلني أتعمق أكثر ولا أغرق!
وشكراً آنسة أمل لقد لامست كلماتك شغاف القلب بشدَّة!!..

شكرا لك نورا على هذه النصيحة الرائعة وشكرا آنسة أمل على هذا الرد ولكن لقد واجهني موقف اليوم كنت في كل لحظة منه أتذكر كلامك ولكن لم يكن هناك مكان هادء أركن اليه فجراء أنني أوقفت الغضب وحبست في داخلي فقد أثر ذلك على باقي النهار و توترت اعصابي وتوقف عقلي عن الفهم فما الحل ان أوقفت الغضب توقف عقلي

شكرا جزيلا لك يا سارة ...ولكن بما اننا نسعى الى التميز فلا بد ان يكون سعينا شامل لكل الاتجاهات من ( سلوكيات وعبادات وأخلاق وأعمال وأفكار...)ولكي نصل الى التميز في سلوكياتنا وأخلاقنا لابد من نظرة عميقة الى ذواتنا لنكتشف عيوبنا ونحاول اصلاحها بما اوتينا من همم .

فالغضب هو من احد العيوب التي تسيطر على الكثير منا فهو فعل لا ارادي وتوتر داخلي غالبا ما نترجمه بافعال أو أقوال أو سلوكيات خاطئة والتحكم فيه يحتاج الى جهد كبير والسيطرة على لحظات الغضب مهارة لاتتوفر لدى الكثيرين وهي تحتاج الى الكثير من التدريب والتمرين أي لا نستطيع امتلاكها من المرة الاولى فهي تحتاج الى الصبر (فإنما الحلم بالتحلم ) أي ان من يعود نفسه ويحدثها بأنه لابد من أن يتحلى بالحلم ويبتعد عن الغضب فسينجح مع مرور الوقت ومن الوسائل التي تعيننا على الاستمرار والوصول الى هدفنا التفكر في فضل كظم الغيظ وفضيلة العفو والحلم وأن نرغب في الثواب والتقرب من الله عز وجل فتمنعنا شدة الحرص على الثواب من الغضب..

قال الله عز وجل في كتابه الكريم : (....والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين )

وهاهو النبي صلى الله عليه وسلم يقول : ( من كظم غيظاً وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره أي الحور شاء )...

(اربع من كن فيه وجبت له الجنة وحفظ من الشيطان من يملك نفسه حين يرغب ومن يملك نفسه حين يغضب وحين يشتهي وحين يرهب )

من جهة أخرى فإن صدق توحيدنا لله عز وجل يدفع عنا الغضب ويخفف من حدته فلو آمنا بالله ايماناً يقينياً لادركنا أن البشر هم أدوات بيد الله عز وجل وهوالحكيم الرحيم العادل الذي لا يحب لعباده الا الخير مثل ذلك اذاجاء احد وصربنا بعصاة فممن نغضب من العصاة !!!ام ممن ضربنا ؟؟؟وكذلك الامر اذا ايقنا أن البشر هم ادوات بيد الله يحركها كيف يشاء وعندها سننظر لمن أغضبنا بعين الرضى لانه ما مكنه الله منا إلا لحكمة يريد أن ينفذها فينا ليعلمنا أو يؤدبنا أو لنلتجأ اليه بعد طول غياب أو لحكمة قد خفيت علينا... ولنعلم أنه ما أصابنا لم يكن ليخطئنا وما أأخطئنا لم يكن ليصيبنا

لذا أقول لك يا سارة ولنفسي أولاً علينا أن نتحلى بالصبر وأن نجعل الله ورسوله هما محور تفكيرنا واعمالنا لنسيطر على غضبنا فهو أمر يستحق الجهد والتعب

أشكرك من اعمااااااااااااااااااااااااااااق قلبي على هذا الرد سأبدء بالعمل بانصيحتك منذ هذاه اللحظة وأتمنى أن أوفق واعود وأقول لك شكرااااااااااااااااااااااااااا