لن أصلح الكون وحدي !

كنت سائراً في الشارع مع أحد أصدقائي، وجدنا أربعة أحجار تسده، فرفعنا اثنين منها وتركنا اثنين، أشار عليّ صديقي أن نرفع الجميع، فقلت له: لا.. رد عليّ مندهشاً: لكن الطريق لا زال مسدوداً!! قلت له أعلم.. لن أصلح الكون.

سرنا فوجدنا جبلاً من القمامة يحتل الرصيف، قلت له هيا لنشتري بعض أدوات التظيف وأكياس جمع القمامة، ونبدأ في التخلص من هذا الجبل، سُر صديقي جداً، وبدأنا العمل بجد لمدة خمس دقائق، نظر إليّ سعيداً قائلاً: "يبدو أنك تُكفر عن ذنبك لأنك لم ترفع الأحجار".. فابتسمت له بخبث قائلاً: لقد انتهت المهمة هيا بنا.. كاد أن يٌجن، فهاهم الناس يتجمعون حولنا، وبدأ البعض يصورنا بهواتفه، يمكن أن نصبح بطليْن شعبيين.. سألني مستهجناً: أتترك جبل القمامة؟؟ ومتى؟؟ الآن بعد أن جذبنا انتباه الناس؟؟ أجبته بثقة.. نعم الآن.. لأنني لن أصلح الكون.

البعض يظن أنه سيصلح الكون وحده، يريد أن يعمل في جميع المستويات على كل الأصعدة ليحل كل المشاكل التي تعترض مجتمعه، ويعتبر نفسه المسئول الوحيد عنها، وهذا أنصحه بشراء مجموعة من المهدئات وأدوية الضغط والسكر.

لقد تعلمت أن إصلاح الكون يتطلب تضافر جهود المعنيين بصلاح هذا الكون، وواجبي في رحلة الإصلاح أن أركز فقط على مجال أبرع فيه، وأقدم نموذجاً على إمكانية الفعل.

وجدت أن الشخص الناجح يلتف حوله الجمهور مشجعاً إياه. ثم فجأة ينصب ساحة تشجيع حول هذا الشخص، فقد وجد الجمهور بغيته، التصفيق والتشجيع.. ثم يمارس الطغيان، إنه طغيان الأغلبية، حين تطالب الناجحين بالمزيد والمزيد وتحملهم المسئوليات مضاعفة، فمن تمكن من حل مشكلة يصبح واجبه حل آلاف المشاكل، ويتمكن الجمهور بشراسته من إشعاره بمسئوليته تجاه كل المشاكل التي قد تفوق قدراته، الجمهور يشجع، ويريد أن تطول المباراة ليستمتع بالتشجيع والتسلط على اللاعب بالتوجيه ثم الصراخ فيه ثم السباب، الجمهور ينصب حلبة مصارعة الثيران حول الرموز التي تؤدي دورها، يطالبها أن تقتل ثور الواقع وحدها.. لذلك كان لابد من وقفة..

قررت أن أعيش حياتي لأثبت أنني لست مصارع الثيران، وبالتأكيد لست الثور، سأعيش لأثبت فقط إمكانية الفعل، أما الفعل ذاته فمسئولية الجميع، إن وجدتُ أربعة أحجار كبيرة تسد الشارع والناس تتجاهل رفعها من الطريق إما كسلاً أو توهماً بأن رفعها مستحيل، سأقوم بمهمتي، سأرفع نصفها وأترك البقية، لأثبت للناس إمكانية إزالة تلك العقبة، وأزلزل ضمائرهم وأحرر عقولهم من وهم المستحيل، لكنني لن أتم المهمة، ولن أقوم بدورهم، وسأحرمهم لذة التشجيع.

سأعرض نفسي كمصارع بارع، وأعلم أن الجمهور حينها سيفعل أفضل ما يحسنه، نصب حلبة الصراع. وساعتها سأدخل الحلبة بمحض إرادتي، لأثبت إمكانية مصارعة الثور، لكنني لن أقتله، وفي قمة تشجيعم سأهتف بعد أن أطعنه، أن انزلوا معي أو سأطلق الثور عليكم.. هبوا لتحققوا آمالكم، لن أحققها لكم، فلو قام كل فرد بدوره، وأدت كل مجموعة ما تتقنه؛ لتكاملت أدورانا وتغير الكون من حولنا..

أُعلنها بكل وضوح.. ليست وظيفتي إصلاح الكون، وظيفتي إثبات إمكانية إصلاحه.

------ منقول --------

فما رأيكن؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

راااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااائع ومقنع في كل كلمة في البداية كنت أنقد الشخص ولكن في النهاية أقتنعت بوجهة نظره شكرا لك آنسة آمل على هذا الموضوع الرائع

حقا رائع وهااااااااااااااااااااام... عندما بدأت قراءته ظننت ان هذا الشخص سلبي..لكني في النهاية اقتنعت بوجهة نظره...

طيب إذا كانت مهمة كل شخص إثبات إمكانية الإصلاح ...... من سيصلح؟؟؟؟؟؟

شكراااااا رائع بكل معنى الكلمة وعلينا أن نعلم أن نعلم أنه لايوجد شئ
مستحيل مع الإرادة والتصميم
جميل جداااااااا أنسة أمل موضوع مفيدوهام

امممممممممممممم

يحتاج إلى نقاش طويل آ.أمل

وشكرا لك على إثارة موضوع كهذا

امممممممممممممم

يحتاج إلى نقاش طويل آ.أمل

وشكرا لك على إثارة موضوع كهذا

لن أصلح الكون وحدي لأن الله لم يخلقني وحدي فطاقتي لا تكفي ولكني لن أدخر شيئاً منها
سأركز على مجال أبرع فيه وأقدم نموذجاً للفعل الحقيقي
هذه ستكون دائرة تأثيري
مع الحفاظ على دائرة اهتمامي

أود أن أنوّه :

أني أحياناً قد أضع مقالة و أنتظر رأيكن ... و لا يعني أني قد وافقت على جميع ما قيل في هذا المقالة .. و لكني أنتظر مناقشتكن و رأيكن و تصويبكن أحياناً ..

فهيا أروني العقول الفتية ..

بصراحة قد أقتنعت بوجه نظر الشخص ولكن بنسبة لي فأنا أجد في هذا الزمان انه عندما يرى الشخص القمامة في الطريق فانه يقول( الشارع وسخ وسخ )فيضع قمامةفوق ذلك الجزء الذي تركه من القمامة وبذلك فان المكان سيمتلأ بالأوساخ ولن ينظف أكثر أما ان وجده نظيف فسيستحي ويبحث عن مكان مخصص للقمامة وأنه عندما أريد أن أقنع شخص بوجه نظري فيجب أن أريه النتائج الجميلة التي نتجت وكيف حافظ الناس عليها وهذا ما حدث معنا عندما قمنا بتنظيف الصف في المرة الاولى فقد سخر منا الكثير ولكنهم عندما نظرو إلى النتائج أصبحو في المرة الثانية أول المشاركين

حاضر آ.أمل

ها هي عقولنا

عندما قرأته مرة ثانية كما أخبرتني آنسة اكتشفت أن هناك الكثير من المعاني قد غابت عن ذهني وأنني قرأته دون تمعن في المرة الأولى ،أما الآن فأظن أنني يمكني وضع بعض الأفكار التي أوافق الكاتب عليها وأخرى لا أوافقه

أما الأفكار التي أوافقه عليها:

وهي إثبات إمكانية إصلاح الكون لأنها البداية إلى الإصلاح بالنسبة إلى الناس

فالكثير من الناس ينفون القدرة على الإصلاح إما كسلاً أو ضعفا عقليا أو جهلا

وعندما يأتي شخص ما ويبدأ بالخطوة الأولى ويرى الناس نتائج ملموسة تنفي لهم عمد إمكانية إصلاحه فإن هذا سيدفعهم إلى إكمال ذاك العمل

والفكرة الثانية :أن الناس بالفعل تستمع بالتشجيع وتعد ذلك تسلية وليست كلمة الناس (لا تشملنا)بل هذا طبع إنساني أظنه

لكن عندما يستعمل لهجة التهديد كما قال الكاتب(سأطلق الثور عليكم)فمن الممكن أن تستبدل عملية التشجيع والتحفيز والاستمتاع برؤية الآخرين يتعذبون في الكدح بالعمل بالمساهمة بالعمل لأن غالبية الناس لا ترضخ إلا تحت الضغط

لكن فكرة الانسحاب من العمل بعد البدأ به هي الفكرة التي اجتمع غالبيتنا على نفيها ووقفنا جميعا ضد الكاتب من هذه الناحية هذا ما أظنه

لأن انسحاب القائد يؤدي إلى ضعف الإرادة عند المقاد وإلى فقد الثقة به وبالعمل وبنتائجه

فعندما يتخلى صاحب الفكرة عن العمل فما الذي سيدفع الشخص الممحرض على العمل من أجل إتمامه

اللهم إلا إذا كانت الفكرة والهدف قد تعشق في مخيلة هذا الإنسان وهذا من النادر وجوده وخصوصا عند عامة الناس

هذا رأيي وأنتظر بقية الآراء

ما رأيك آ.أمل

أوافقك الرأي يا ثواب ...

فلابد أن يتابع الإنسان مابدأه ... و لكن كماقلتم من المهم أن لا يقف الناس مجرد مشجعين، بل يجب أن ينخرطوا في العمل و يمدوا سواعدهم معه.. و هذا شرط ضروري لاكمال المشوار ... حتى يسير من بعده و على خطاه و لا يقف المشوار عند فقد أحد، بل يصبح المجموع يحمل نفس الفكرة و بالتالي هذا الذي يساعد على استمرار الفكرة على المدى البعيد.

طبعاً .. فالناس لا يؤمنون بفكرتك مالم يروها محققة و قد بدت عليها أمارات النجاح على الأقل .. لكن المهم ايضاَ هو الاستمرار برعاية الفكرة و البذل لها و متابعتها.

جميل جداً!
أين أنا بعيداً عن هذه المواضيع والأجواء في المنتدى!
كم إشتقت لكن

المهم:
إن بدأنا العمل فسنبقى للنهاية..
وأيضاً لن أكمله وحدي بل سأعمل ما أستطيع وكل يعمل مايستطيع حتى يتم العمل
أليس كذلك؟
فأنا أعمل ماأستطيع وأثبت إمكانيه الإصلاح فسيقتنع بعضهم ويعملون ويثبتون أيضاً إمكانيه الإصلاح
وهكذا
ببساطة كل منا عليه أن يصلح ما استطاع ويثبت ما استطاع

أرجوا أن يكون فهمي صائباً...

ان أريد الا الاصلاح مااستطعت وماتوفيقي الا بالله

هذا هو الشعار الذي حفرتيه في ذهني منذ زمن يا آنسة أمل

شكرا لك

هذا ماقصدته
شكراً آنسة أمل
=)