الاستعداد النفسي لحفظ القرآن الكريم

الاستعداد النفسي

قد يقول أحدنا الحفظ صعب أو أنا كبرت على الحفظ… لا أستطيع. أنا أنسى كثيراً. كل ذلك غير صحيح. ليس هناك شيء صعب مع الإرادة والقدرات الذهنية لا تقل مع تقدم العمر بل تزيد. وفيما يلي يمكننا استعراض الحل:

قم بعملية حسابية إحصائية لمدة أسبوع. كم ساعة خصصت للحفظ؟ كم تستطيع الحفظ في الساعة الواحدة بالطريقة التقليدية. ربما أول يوم يختلف عن اليوم الثاني. اجمع ذلك لمدة أسبوع احسب عدد الصفحات واقسم على 7 لتصل للمعدل اليومي الوسطي. لا تكلف نفسك أكثر من استطاعتها وتذكر (“لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” و “لا يكلف الله نفساً إلا ما آتاها”). في الأسبوع الذي يليه جرب الطريقة التي ذكرناها والمؤلفة من 10 مراحل في الزمن الصحيح والمكان الصحيح واحسب الوسطي ستجد أن منسوب الحفظ ازداد.

90 يوم هو عدد أيام العطلة الصيفية. 8 صفحات في اليوم. طبعاً لمن كان متفرغاً ليس لديه أعباء أو أعمال أو مسؤوليات أخرى. أما من كان لديه عمل ونشاط هام فيمكنه خفض الكمية بما يناسبه شرط الاستمرار فأفضل الأعمال مادام ولو قل وكل جهد منظم له عائد مضاعف. يمكن مثلاً أن نفكر في صفحة كل يوم أو عدد من الآيات 7 أو 5 أو حتى 3 آيات مع المرور بها في دورة كاملة (10 مراحل) من التلاوة إلى الحفظ. فبحفظ 7 آيات كل يوم يمكن ختم القرآن في سنتين، وبحفظ 5 آيات وهو أسلوب الصحابة مثل عبد الله بن مسعود رضي الله عنهم حيث كانوا لا ينتقلون إلى ما بعدها حتى يطبقوها يمكن الختم في ثلاث سنوات تقريباً، بينما بحفظ 3 آيات نحتاج إلى 5 سنوات. وما المشكلة في ذلك؟ المسألة ليست مسابقة بين البشر بل مسابقة إلى جنان الخلد وطلب رضوان الله تعالى، وحتى إن توفي المرء ولم يكمل الحفظ فله الأجر لأنه همَّ بذلك وبذل جهده واستطاعته (نية المرء خير من عمله، من هم بحسنةٍ فلم يعملها كتبت له حسنة). المهم هنا هو النية والعزم الصادق على الحفظ.

هنالك علم اسمه سيمياء الأرقام وهو كسيمياء الحروف يربط كل رقم بمجموعة من المعاني. لوحظ في جميع الحضارات القديمة المكتشفة قديماً أو حديثاً أن للأرقام المعنى نفسه. فالرقم 3 يرتبط بالروحانية والربانية (لا نناقش هنا صحة أو خطأ ما قالوه فكتبهم جميعها محرفة وملفقة لكن نتحدث عن الربط)، واليوم وبعد أن استدار الزمان نرى أن السنة 12 شهر (2+1=3) و 4 منها حرم (الثلث) والشهر 30 يوماً، والليل بالنسبة للقيام أثلاث، وصلاة المغرب 3 ركعات والتسبيح في الصلاة 3 مرات، وأوصاني خليلي بثلاث، وصيام ثلاث أيام من كل شهر (الأيام البيض) … وهكذا. أما الرقم 5 فهو يحفظ نفسه ويحفظ غيره لأن أي عدد نضربه بـ 5 يبقى في النتيجة الرقم 5. أما العدد 7 فهو رمز للبركة والزيادة والتمام والتوازن والاتزان فالله عز وجل خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش في اليوم السابع، والسموات سبع والأرضين سبع، ويتم تكوين الجنين في الشهر السابع والألوان سبع والأصوات سبع. وأمرنا بالسجود على سبعة أعظم ومن تصبح بسبع تمرات لم يصبه أذى، أما إذا اجتمع 7 مع 3 فتلك عشرة كاملة والطواف 7 أشواط 3 منها فيها رمل والرمي بالجمرات السبع وفي كل يوم 21 (1+2=3) وأيام التشريق 3. وهنالك المزيد والمزيد في علم الهندسة الرقمية.

النسيان

ليس هنالك نسيان بل هناك ذاكرة قريبة وذاكرة بعيدة. ما لا نتذكره في لحظة معينة يكون في الذاكرة البعيدة لكن يمكن أن نتذكره في يوم ما أو بطريقة ما. كل المعلومات موجودة منذ عمر الجنين 7 أشهر وهنالك من يستطيع بطرق معينة استعادتها. الذاكرة هي ترابط بين خلايا في الدماغ لا ينفصم إلا بالتعرض لصدمة قوية أو بعملية جراحية لا سمح الله. وعمل هذا الجهاز لا علاقة له بالعمر بل إنه يتحسن ويقوى مع تقدم العمر. يمكن أن يكون النسيان بقرار من الإنسان فيقرر في لحظة ما مثلاً أنه لا يريد تذكر أسماء الأشخاص فلا يعود يهتم بها ولا يتذكرها. أو عندما يقرر أن المعلومات التي يضعها في ذهنه هي للاستخدام الآني أو المؤقت وتنتهي حاجته لها بعد استخدامها (كما يجري عندما يصب الطالب معلوماته على ورقة الامتحان وينساها بعد ذلك).

حمزة الحمزاوي

» أسماء الماء في القرآن الكريم
» موقع القرآن الكريم
» لننظم وقتنا بصحبة القرآن الكريم