الحياة مبدأ

عدد المساهمات : 445 تاريخ التسجيل : 22/02/2010

على قدر ما نخوض مصاعب الحياة، ونعطيها من الصبر ومن ثمرة الجهد والوقت ، على قدر ما نأخذ منها من خبرات ونجاحات تضافُ إلى أرصدتنا الخاصّة.
كلما صعدنا سلّمها كلما ازداد شعورنا بفرح الارتقاء، وازدادت رغبتنا بالوصول أسرع إلى الهدف المنشود الذي رصدناه لأنفسنا .
كثيراً ما تضيع الأهداف وتتساقط على الطريق، وتبقى هياكلها الفارغة، لتشعرنا بالطمأنينة لوجودها إن هزّنا وازع الضمير في البحث عنها. ننظر اليها من بعيد ونبتسم كونها موجودة في حال سُئلنا عنها، ونكمل سيرنا وقد أغرقتنا مشكلات الوصول وعقباته وحواجزه، لتلهينا وتشغلنا بفتات النجاح، عن حقيقته وجوهره !

لكن الاكتشاف لحقيقة الذات ومعدنها لا يكون إلا عبر اختبارٍ قاسٍ نخضع له..

ذلك الاختبار قد يظهر لنا عبر صورة ساحرة، أو عرض مغرٍ يسحر القلب، ويغري العقل، عرض لا يمكن مقاومته، ولا حتى رفضه، لأنه لا يوجد أحد عاقل أبداً قد يفكر برفض شيء مثله ..
في تلك اللحظة يقع الصراع ..
نفسك تشدّك بقوة صوبه، تصرخ بك كي تكمل مسيرك معه ، وأنت حائرٌ قد وجدت نفسك فجأة أمام أمر لم تتوقعه، تكاد تستسلم، تتجه خطوات نحوه، فتتبدى خطورته فجأة،فهو يشدك بصورة براقة بعيداً عن مبادئك وقيمك، فتفكر ..

ماذا اقترفت ؟

وإلى أين اتجهت ؟
هل هذا هو طريقك حقاً ؟

هل تمشي نحو هدفك ؟ أم تاهت بك السبل، وتشتت بك الدروب ..

ما تزال نفسك تنادي بك كي تستسلم، لكن وازع الضمير يهزّك، يحركك إلى أن تتخذ قراراً قد يبدو صعباً في بدايته،قد يكسرك لفترة من الزمن ، تفكر ملياً، وتحدق في دربك، تتذكر رفيع أهدافك، وكل ما قامت عليه إنجازاتك من مبادئ، ولا تلبث وأن تحسم أمرك، وتواجه الصعب بشجاعة، لتتراجع بضع درجات في السلم، مقدار مدة التوقف والضياع، تحمد الله كثيراً أن هداك لكي تعود، ولا تلبث وأن تتابع سيرك، بسعادة لا تخفى، وقد فهمت بأن الحياة مبدأ، وسعدت بأن عثرت على نفسك من جديد .
وليعلمك الله درساً جديداً من دروس الحياة فلم يكن يوماً اختفاء الأشواك والأعشاب الضّارة وسط الزهور والنباتات اليانعة دافعاً لأن يكفّ الإنسان عن الغرس والسّقاية ونشر الخضرة حوله...
كل ما في الأمر أنه عندما يكتشف وجودها لابد أن يتجرأ ويمد يديه بثبات لاقتلاعها، وأن يوقف نموها وانتشارها بكثير من وعي وصبر ومثابرة.. إنه اللقاح اللازم والجرعة المطلوبة لتجاوز العقبات التي يستحيل تجاوزها بالانزواء والتقوقع وترقب ذبول الأشواك فجأة، أو قدوم أحد المتطوعين لاقتلاعها في يوم من الأيام، فكأنه إن فعل ذلك يتخلى عن جهد العمر، بل إنه يتخلى عن مهمة الإنسان العظيمة في عمارة الأرض!..

» ما هو علم الحياة؟؟؟
» الحياة
» كم هي الحياة جميلة