أملي يمتلك أجنحة......

فتحت عيناي وكأنني أفحر بئراً عميقاً لا قرار له ،وكأنني أنتشل من أعماق الراحة ليزج بي في بحر الفوضى والتعب والمشقة ،ودّعت هذه البلاد ومررت على أبنيتها مرور الكرام ودّعت هذا النمط الغربيّ من المعيشة ولست آبه له ،ودّعت كل شيء هنا ..وإن كان الأشخاص جزءاً مما هنا فإني ودّعته بصعوبة..بلوعة ..وأسى في الفؤاد ودمعة في المآق ،لكنني لا أريدهم أن يكونوا جزءاً مما عناك فإن لهم في الشام باعاً طويلاً ،لا أريدهم أن أن يكونوا هناك بل هنا ،هنا في شامي ولا يحق للغرب أن يأخذوهم مني ...لا يحق لأحد أن يأخذ أحداً

شعرت بانقباض بل بتهشم في هذه النفس التي أسميها نفسي ،كنت أنأى بها عن الزمان والمكان لأني لم أعد أفهم شيئاً

أصبحت خارج حدود كل شيء ،لم أعد أستطيع وضع حدود لعقلي فإنه قد تعب كم كثرة التفكير فتركته هكذا فليفعل ما يشاء ،كفاه فهذه أول مرة لا أصاب بضيق هكذا في السفر ،لم أكن بنفس الشوق للغيوم التي أتوق لرؤيتها دائماً ،لم أكن بنفس الحماس للارتحال وأنا أعشق المغامرة ،كنت كمن ارتمى في أحضان فقاعة زجاجية يرى ولا يُرى ،وأحياناً تتغبش الرؤيا ويختفي الوضوح فيصبح كل شيء مثل كل شيء ويغدو الغريب معتاداً والمعتاد غريباً وأنا الغريبة التي اعتدت على الأمل فكيف يفارقني الآن وأنا ما بين السماء والأرض ،في مكان جديد عليه ،لذا عليه أن يصاحبني هنا أيضاً ،فابتسمت وقلت :نعم أنا الغريبة فأنا لست مثلهم!!أنا أملي محلق...أملي معلق هنا بين السماء والأرض ،أملي لم أتركهه هناك ولن أصحبه إلى دمشق عند وصولي بل سأتركه هنا يلاعب الغيوم ،يتقارب هو والشمس ليأخذ من ضيائها فيزداد نوره نوراً ،سأتركه عند غروبها ليتعلم أن الوداع لا بد منه حيناً ،سأتركه عند الليل ليتعلم الصبر ويحتمل ظلام الدجى واسوداد الطرق ..صعوبة الشمعة في نهاية النفق ،وعند الفجر سألقي به ليتلذذ بالولادة ويعلم كيف يصنع هذا الفجر وكيف يبدد العتمة رويزداً رويداً دون عجلة ،لأن الصفاء يحتاج هذا الهدوء ...يحتاج السكون ليولد الفجر تقاطراً دون شوائب ..ليأتي النهار دون أية آثار لليل ،وإن أردا أن يأتي هو الآخر فلا مانع ..لا مشكلة أبداً أن يزورنا الليل بين فينة وأخرى ،فنهارنا هزذا إن أطلّ فلن يستطيع أحد كائناً من كان أن يسرقه منا ..لن يستطي أحد ومهما يشأ فليكون أن يسرق أمل ..فأنا أملي يمتلك أجنحة وأنا أمتلك أمل فأقدر متى أشاء أن أحلق معه إلى السماء ..أشقها وأصل إلى السابعة..وأتمنى الوصول حقاً .زأتمنى وكيف لا أتمنى منى القلب والقلب لا يمتلك إلا المنى

تلك الأماني الحالمة التي تحييه بل يحيا بها ..وإن لها في النفس وقعاً لطيفاً حين تعيى..ولا عجب فهي بين يديِ خفي الألطاف ..يأتي لطفه ونحن في انتظار..في قنوط ..يأتي مستتراً ملتحفاً لأنه هبة..هدية من محب....إلى محبوبه



بدأت بها في 3/9/2011

وانتهيت منها في 9/9/2011

11:02 مساءً



هذه أول مرة أكتب بمثل هذا الصفاء والهدوء



قد ششعرت باختلاجه في أعماقي وبين حنايا جسدي وروحي

فأتمنى أن تشعروا به أيضاً

عذبة كلماتك يا ثواب ..
شعرت بالطمأنينة -إن كنت تقصدينها بالهدوء-حينما بدأت التحدث عن أملك المعلق بين السماءو الأرض..و ليس في البداية..
شعرت حينها أن أملك طفل صغير و أنت تمسكين يده و تأخذيه من مكان لآخر تعرفينه على الدنيا ..على الليل حين يدلهم ظلامه و على النفق حين يلفه السواد ..
أقول لك ..
دعيه يعرف البحر حين ينتابه الجنون و يتلاعب بسفينتك كما لو كانت ريشة في مهب الريح..
و حذار حذار أن تنسي تعليمه السباحة و الغوص أو حتى التنفس تحت الماء..
فالدفة ليس لها أمان .. فسيطري عليها بانتباه .. و شدي على خريطتك لألا تضيع منك .. فإن في ضياعها الهلاك ..
و استمري بالتحليق ..
أستمتع و أنا أراك ترفرفين..
فإن فيك شيئاً مما كنت سأكونه لو لم يكن ما كان..

لن أرفرف



حتى تكون لنا أجنحة واحدة

وبها سنرحل نحن الاثنتان نحو أحلامنا في السماء سأمسك أنا بيد أمل هذا الطفل الصغير وتمسكين أنت بيده الأخرى

لأني أخاف عليه من الترنح إن بقي جانبه الآخر دون يد تمسكه

وتربت عليه باطمئنان أني أنا هنا

لن أسمح لك إلا أن تكوني كما كنت تريدين وثقي بأني سأثقل رأسي برأسك إن استطعت يا لين وشكراً لك أن ذكرتني بالبحر فقد نسيت روعة منظره من الطائرة وأنا في قمة الاشتياق إلى رماله وأمواجه

و

شكراً للجميع

هل يوجد إنسان عاقل يستمر في قراءة 5 أسطر لمدة نصف ساعة؟!!!

يا جمان

لو علمت لماذا أبقيت أملي معلقاً بين السماء والأرض لما لمتني أبداً

لكن دعيها في القلب أفضل

لم أكلمك بعد عما شعرت فور وصولي



لم أكلمك عن ألم استمر أسبوعاً ربما وربما إلى لآن

إلى الآن يا جمان وسأكلمكم عنه قريباً بإذن الله



لكن لا تلوموني إن كان فيها بعض الحزن أو الكثير منه

ولن أنسى الأمل بإذن الله