ربي يربيني و أنا أربي ابني..

عاملان يحثان الإنسان ليسير في دربه : الخوف و الشوق
إن خاف الإنسان من أحد يتبعه سار بسرعة في طريقه ، و إن اشتاق لأحد في نهاية الطريق لحث الخطا إليه و أسرع في سعيه ..
كذاك الطريق إلى الله ، أحياناً يشعر الإنسان أن ذنوبه حمل ثقيل لا بد مهلكته ، و ينتابه الفتور و الملل ، و يمتزج الشعوران ليولدا خوفاً في النفس البشرية من غضب الله و عقابه فيدفعها لمزيد من العمل عل الله يعيد عليها وده و صفاءه .
و حينما يرى الرب عبده قد وقف في مقام عبوديته مستشعراً عظمة الجبار القهار خائفاً من هول ذنوبه منكسراً على بابه آيباً إليه ، ينسم على قلبه من معاني لطفه و يصل حبله بحبل رضاه ، فتنتعش الروح و يتقد الشوق و يتأجج الحب في قلب ذاك العبد دافعاً إياه في خطوات سريعة و أعمال تقربه أكثر من محبوبه .
(و ليجتهد العبد لأن يراه مولاه في هذه الحال عارفاً لعطاء الله ناسباً نسيم الوصل الذي حيي به إلى المنعم جل جلاله عارفاً أنه عطاء منه يعطيه من يشاء و يمنعه ممن يشاء و ليحذر أن ينسب هذه النعمة إلى نفسه و عبادته و شطارته و ..فيخسر بذلك ..)
و في كلا الحالين فالرب يربي عباده و يسوقهم إليه بالخوف و الشوق ، فهو أعلم بما يصلح لهم في ساعتهم ، أستكبرت نفسه فيشعرها بالانقباض لجلاله ، أم انكسرت حتى كادت تقنط فيشعرها بالبسط لجماله، هو أدرى بهم..و هل يربيهم إلا ليأتي بهم إليه ؟
هو ذا الرب جل و علا يربي عباده ، فلم لا تتأمل كل أم في هذه التربية و تستنتج منها طريقة لتربي أبناءها؟
حبذا لو تزودت بالطريقتين معا،ً فيرتدع الابن عن الخطأ خوفاً من شدة أمه ، ويندفع للسير قدماً في طريقه بدفع من رسائل أمه المحبة بإعطائه أحياناً ما يريد ، فلا العبوس الدائم يجدي و لا التفلت من القيود ينفع الابن مستقبلاً .
و إذا كنا نحلم كل يوم بالجيل الذي سينصر الأمة و يعيد إلها ألقها ،فلنتبع في سبيل ذلك طريقة صحيحة للتربية تنتج جيلاً متوازناً يحول الحلم إلى الحقيقة المنشودة .

-منقول-

» أمي أم ابني ....... أيهما نختار