ولدت حياة...........

قالوا: ولدت حياة...

ولدت بعد سنين من الدأب ومشوار طويل لمحاولة جمع قوتٍ يكفي لتكوين عائلة وإعالتها باحترام

ولدت بعد طول انتظار..وأمل لا يمل الوقوف على مشارف الحياة عسى ..أن تأتي حياة

ولدت حياة..فكانت نواة الحياة التي دبّت في روح هذين الأبوين وأشعلت حب الحياة من جديد في قلبيهما

ولدت وولدوا معها..وأخذت الدروب تمضي معهم..وصار لحياة إخوة ،وأصبحت تسير بهم رغم ضعف قلبها مع بداية مسير الشمس..يرعون

الأرض ..يحصدون الزرع..ويسوقون مواشيهم ..يقاسمونها لذة العيش في الفلاء..وكأنهم ينتظرون الشمس حتى تعود إلى خدرها ليعودوا معها..يأكلون

ما يتسنى لهم من طعام لينعموا في النهاية بما يتسنى لهم نوم ..ليجدوا به سلواناً بعد يوم أضناهم فيه التعب

وتبقى حياة تساوم الليل على بعض نجومه وتسأله قليلاً منها..فلربما يضي سماء حياتها اليلية التماع النجوم،تتساءل كيف ستخيط بريق الأمل بثوب

أيامها ؟،لكن الإيمان يأبى أن يتماوت في قبلها ،بل يزداد حباً للغد مع ازدياد الألم ،يدفعها لكي تحيا الغد على أمل أن يغدو أجمل،يدفعها لكي تجعله

بيديها أفضل ،وتغلق جفنيها مخبأة تحتهما عينين تلتمعان طموحاً وتتقدان أملاً ..لكن الأيام لم تجر كما تشتهي تلك العينين والصبح لم ينبلج عن ما

يسكت الدموع ،بدأ الزرع يذوي والماشية تنفق والأرض يزداد ظمأها لماء السماء أكثر ..إلى أن نفذ كل شيء ..وحتى صبرهم على الجوع والجفاف ،فنادوا:أ، لا بد من الرحيل..باعوا كل ما تبقى لديهم وتركوا قلوبهم في أرضهم عطشى ترقب الفرج

ذهبوا حيث يجدون الحياة..لكنها لم تجدهم ..خيم تناثرت أشلاؤها مزقاً هنا وهناك ..وهنا وهناك قد بدؤوا يدفنون ضحاياهم من الجوع ،لم يطيقوا الصبر أكثر من ذلك فرحلوا إلى جنات النعيم،كانت بطونهم قد سكنها الخواء واستمسك بها مع مرور الأيام ..يشغلها حيناً بعض صدقات المتبرعين لكنها لم تصبح بعد كبطونهم ،لم تكفهم تلك اللقيمات القليلة فاتجهوا إلى كتاب الله الذي يقيت قلوبهم رغم كل ما هم فيه ..لم يبتعدوا عن خالقهم لم يسأموا من كل هذا البلاء بل ازدادزا قرباًً وكذلك فعلت حياة...لكن المرض قد ألم بها قبل الجميع ،فقلبها الضعيف قد زاده الألم ضعفاً،فقرر أن يسلم روحها البريئة إلى باريها لكنه أسلم ذاك الأمل في عينيها إلى من تبقى وقوّى بإيمانها إيمان قلوبهم ويقين صدورهم أن الدنيا لم يزل فيها الخير ..لم يزل في المسلمين رمق بالحياة..ربما قد فارقتهم حياة لكن الدعاء لم يتركهم أبداً ..لم يغب عن أرواحهم التي ما زالت تستمد من الله قوتها ..لم يغب عن ألسنتهم التي أخذت تقوله مراراً وتكراراً

قالوا:ولدت حياة.زلكن الكلمات خانتهم عندما أرادوا أن يقولوا :ماتت حياة
فقالوا:إنا لله وإنا إليه راجعون

السبت
13/رمضان/1432
13/8/2011


12:55 ظهراً



رجاء بأنا تبقى قلوبنا تدعو لأهلنا في الصومال



عندما غابت أي مساعدة منا عنهم

موضوع مبك ، و لكنني لم أبك لأنني قاسية القلب ، الله يفرج همنا كلنااااا