عزاء وأمل إنا لله

تزوجت وعمري ثلاثة عشر عاما
من لعبتي إلى المطبخ
لولا الخجاةالتي كانت تأتي لبيتنا لما كنت تعلمت القراءة
يكبرني بعشرين عاما
بعد فترة .............صرخت بصوتي الخافت
لا حول ولا قوة إلا بالله
مات أبي بعد أن عاش نصف عمره مشلول ومع ذلك
صبرت ولم أتكلم هذه هي عادتي في أغلب الأحيان أو كلها صامتة ربما تعودت أو أنه لم يتاح لي مجال للتكلم
ريما أول فتاة لي ماتت بقصور كلوي في عمر السابعة عشر نازعت بين يدي وبكيت بدون صوت وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله
ظافر ابني الثاني مات بنوبة صرع مات أمام ناظري ولم أستطع أن أضمه وبكيت بصمت وقلت لاحول ولا قوة إلا بالله
وبعدها زوجي أبو ياسر مات بنوبة قلبية وبكيت بدون صوت وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله
وبعدها أخي شاكر مات في الغربة طبيب كان يعمل في السعودية مات وبيده كتابه وكان يرفع إلى لسانه حبة الدواء لكن الردى أودى به صريعا قبل أن تصل
مات بعيدا عني ولم أستطع أن أراه وبكيت بدون صوت وقلت لا حول ولا قوة إلا بالله
أما بعد .........أن تظروا رجائا فحكايتي لم تنتهي مع أنني ياما تمنيت أن أنتهي قبل أن تنتهي
رحاب ابنتي الثالثة ماتت بسكتة دماغية وهي تصلي الفجر لم أستطع أن أراها لانني لم أستطيع أن أمشي ولم يقبلوا بأن يحضروها إلي
وبعدها لا أريد الحياة سئمت الأحزان توقفوا لا تذهبوا
ابقوا عندي أو أذهب أنا
وبعدها صرعت بأختي نهيدة ماتت بعد أن عاشت خرساء ومشلولة وقلت ريحها الله وطلبت منه أن يريحتي
ولم يخبروني أن أبني سامر أصيب بجلطة ولكنه الحمدلله مازال حيا
ولم يخبروني بأن أبني ياسر أجرى عملية لقلبه ولكنه الحمد لله مازال حيا
ألا يحق لي بعد ذلك أن أصاب بالكآبة
أن أكره الحياة وأدعو الله في كل وقت أن أموت
لقد سئمت الحياة أعيش ولا أعيش أموت ولا أموت محمولة من طبيب إلى طبيب ومن مشفى إلى مشفى
أصبحت عالة أراهم مرتبكون مني
لا يعلمون مايفعلون وكأني بانتظار أجلي
فسألت الله أن يعجله لي
هذه حياتي
ومن بعد ذلك أقنعت نفسي أنني لا أريد أن أحيا ومن وقتها وحالي من سيء إلى أسوء
وقررت أن لا أتكلم ولم أتكلم حتى أنني أصبحت عاجزة عن الكلام
وبعدها زارتني أختي وبناتها وهم من الأتقياء ومن حفظة القرآن

وبدءن بقراءة القرآن لي فشعرت بالأمان ووضعت برأسي على صدر إحداهن وبكيت وعصرتها بيدي لكي تكمل القراءة ومن بعدها .........لساني لم يعد ينطق إلا بلا إله إلا الله وأستغفر الله
وبها لم أرد أن أرى أحد أمامي وأغمضت عيوني
وتردى حالي وقلبي حتى لم ينبض وصار ضغطي صفر وصليت آخر فرض لي بقلبي
ودعوت الله ولبى الله دعائي
تجمعوا حولي وأنا أحتضر
أحضروا الطبيب وقال لايوجد أمل لقد أصيبت بالكآبة القاتلة
أشعر بهم وهم يبكون وتذكرت كم بكيت
هذه أنا وهذه حياتي ثمانين عاما أفنيتها بتربية أولادي والفرح بهم تارة و البكاء عليهم في صالات العزاء تارة أخرى .

كتبت هذه على لسان المرحومة بإذن الله رفية عرقسوسي خالة أمي أرجوكم أن تترحموا عليها وتقرؤا الفاتحة لروحها فهي كانت تنازع و
أنا أكتب هذه المقالة وتوفيت في نهايتها آية الصباغ

إنا لله وإنا إليه راجعون

لا حول ولا قوة إلا بالله

إنا لله و إنا إليه راجعون .. ولا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم

إنا لله و إنا إليه راجعون أسكنها الله فسيح جنانه

لا حول و لا قوة إلا بالله رحمة الله عليها و أسكنها الله الجنة