العصفور والفأران
كان هناك فأره ولديها فأران صغيران تسعى لتربيتهما حتى يستكملا أشدهما
ولكن كتب على هذه الفأر ان تضحي بنفسها لإنقاد صغيريها.
فقد كانت جالسه معهما وإذا بأفعى تدخل الجحر فطلبت من منهما الخروج
من فتحت الجحر الأخرى وجلست تصارع الأفعى ولكن هيهات فسم الأفعى اقوي
منها وماهي الا لحظات حتى كانت هذه الفأرة طعاما للأفعى.
أما الصغيرين فهربا.. ولكن لا يعلمان الا أين حيث انهما حديثي العهد
بالحياة ويصعب عليهما التكيف مع الطبيعة التي لا ترحم.....
فسأل الأول الأخر إلى اين نذهب ؟؟ فأجاب لا اعرف ولكن لا تخف الله سبحانه سوف ينجينا
( وما من دابة إلا وعلى لله رزقها ) وبعد أن أنهكهما التعب والجوع جلسا تحت شجره
والخوف يأخذ منهما مأخذه.......وكل واحد منهما يشكو خوفه للأخر......وكان فوق الشجرة
عصفور يسمع كلامهما..فحن قلبه عليهما ..فطار الى مكان قريب ثم رجع وهو يحمل
قطعة من الخبز بمنقاره ورماها لهما فنظرا إلى الأعلى وشكرا العصفور..بعد الله (يسبح لله ما في السموات وما في الأرض )واخذ هذا العصفور يحضر الطعام لهما كل صباح ومساء حتى مرت شهور وكبر الفأرين ...
وبعدها توقف العصفور عن إطعامهما ..فسأل الأول الثاني اين العصفور ولماذا لم يحضر لنا الطعام ؟؟
فقال لا اعرف ولكن بالأمر شيء ... فكر الآخر جيدا وعرف السبب وقال للأول اتعلم لماذا لم يأتي العصفور؟؟
قال لا ... قال الأخر لقد كبرنا وعلينا الاعتماد على النفس والى متى يطعمنا العصفور؟ هيا نبحث عن رزقنا وكفانا الاعتماد على الآخرين ....قال الاول لن ابرح هذا المكان وانا متأكد بان العصفور سوف يحضر الطعام
قال الأخر انا سوف ابحث عن طعامي بنفسي ..وحاول إقناع الأخر ولكن دون جدوه
فنطلق بطريقه تاركا الأخر ينتظر العصفور.....
وبينما هو يمشي اذا بكوخ امامه فدخل ووجد به من الشعير والفول الكثير فأكل وشبع وتذكر أخاه وتمنى لو هو معه...
اما الأول فمرت الأيام وهو ينتظر العصفور ليحضر له الطعام ولكن العصفور لم يحضر والجوع اشتد به
فتذكر كلام أخيه وندم على ذلك وعرف ان الاعتماد على النفس هو أساس الحياة والبقاء..........
وان الآخرين مهما ساعدوه سيأتي يوم ولاي سبب من الأسباب سوف يتوقفوا عن مساعدته.
بهذه القصة اسئله....... ..... أين نحن من الرحمة باليتامى..؟.. اين نحن من إطعام المسكين؟
اين نحن من الشكر لله..؟...........الا متى الاعتماد على الغير .؟
متى قدمت ريال واحد ليتيم ؟....متى سألت عن الفقراء والمساكين ؟
أرجو ان يفهم القصد وان يحمد الله سبحانه على النعمة التي نحن بها والأمان الذي نعيشه وان لا ننسى
إخوانا اليتامى والمساكين ونعلم بأنه حق علينا مساعدتهم حتى يكبروا وفي ذلك فضل عظيم من الله سبحانه
ونعلم بان الدنيا بها من العبر فالغني يفقر والفقير يغنى بإذن الله وان نجاهد بالحياة ونترك الاعتماد على الآخرين
فكم من يتيم حصل على الشهادات العليا وكم من فقير استغنى بعرق جبينه وجهده.........وكل ذلك اعتمادا على النفس.........فيجب علينا
الوقوف معهم حتى يعتمدوا على أنفسهم .......
منقول