قلائد من نور :نحبه......... فلنسر على خطاه

عدد المساهمات : 445 تاريخ التسجيل : 22/02/2010

الحديث عن العظماء يأخذ بمجامع القلوب و تشرئب إليهم الأعناق و تزدان بسيرهم المجالس و تعطر بأخبارهم الأندية و يتوق إلى معرفة سيرهم أصحاب الهمم و عشاق المعالي فكيف إذا كان الحديث عن إمام العظماء و أشرف الشرفاء و سيد النبلاء محمد صلى الله عليه وسلم .
حديثنا سيكونُ حديث المحبّة والاتباع والاقتداء ، حديثُ علاقة بدأت مع إشراقة شمس الإسلام واستمرت وستبقى إلى قيام السّاعة .وكم تفرّعت شجرة الحب في القلوب فتاهت عن الجذور والأصل ، حين ابتعدنا عن الحب الأسمى ، حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

لم نره يوماً وكم اشتاقت نفوسنا لمرآه، ولا عشنا في زمانه الأصيل، وإن تحرّقنا شوقاً لذلك، وما عايشنا بداية انبلاج فجر الإسلام وإن بكينا ونحن نتابعُ السّيرة العطرة، لم نحظ بشرف الصّحبة في الدنيا، ولكننا نطمع بالشفاعة يوم القيامة وبمرافقته في أعلى الجنان...

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (( من أشدّ أمتي لي حُباً ، ناسٌ يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله )) رواه مسلم

نرجو الله تعالى أن نكون منهم، وأن نكون ممن صدقوا في محبّتهم، فانطبع ذلك الصدق على أقوالهم وأفعالهم، واستقرّ في قلوبهم إخلاصاً وإيماناً، عقيدة ومنهجاً.

وكيف لا نحبه، وهو الذي أتى ليضيء العالم برسالة الإسلام، ويرفعها خفّاقة في كلّ مكان، وهو الذي تحدّى العقبات، وتمسّك بالدعوة حتى إن وضعوا الشمس في يمينه والقمر في شماله، ما ساوم ولا تنازل عن هدفه...

هو الصادق الأمين، فتح القلوب بأخلاقه، بحلمه وكرمه، بنبله وشهامته، بشجاعته ومروءته، في كلّ كلمة منه عبرة، وفي كلّ موقف عظة وعبرة، وفي كل حدث بطولة وبصمة.

البسّام دائماً، المتحلي بأروع الشيّم، كيف لا نحبّه وقد أنار لنا الدروب، وكان نجماً أضاء العالم، فأحدث فيه أسمى وأروع تغيير يمكن له أن يحدث.

فكيف كان حاله مع المرأة؟!

أولم تكن وصيته واضحة للرجال حين قال:

" لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ " .رواه مسلم

وهو القائل:

(( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ )) رواه البخاري

أوليس الذي أعلن حبّه للسيدة عائشة رضي الله عنها على الملأ حين سئل: من أحب الناس إليك؟! فقال: عائشة. وهو الذي ظلّ وفياً لخديجة رضي الله عنها حتى بعد مماتها، يكرم صويحباتها، ويتلطف في حديثه معهن. وهو الأب العظيم القدوة، رمز الحنان والعطف والمحبة، يستقبل فاطمة رضي الله عنها أروع استقبال، ويقبلها، ويفسح لها في مجلسه، ويوصيها بالخير...

وهو الذي بسط عباءته لمرضعته حليمة حين زارته بعد البعثة، وناداها... أمي أمي وفاءً لها، وقضى لها حاجتها، وأعادها إلى ديارها معززة مكرمة، وهو الذي خصص يوماً للنساء يتلقين فيه العلم عنه، فأكرمهن وأعلى شأنهن واهتم بقضاياهن ودقائق أمورهن، فكانت للمرأة الكرامة والعزّة في الإسلام ما لا يمكنها أن تناله... حتى إنه كان يتخفف في صلاته شفقة على الطفل الرضيع، يسمع بكاءه فيرق له قلبه الطاهر.

مواقفه العظيمة أكثر من أن يحصرها مقال، وخصاله الكريمة أرفع من أن تظهرها الكلمات، ويبقى الحب أسمى شعور وأرفع عبادة يتقرب بها المؤمن إلى الله..

وكيف لا نحبه ومحبته من صميم الإيمان، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين" اخرجه البخاري

وكيف لا نحبه ونطيعه، وطاعته أمر إلهي جاء به القرآن، فقد قال تعالى في محكم التنزيل: " وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول" .

وكيف تُكتب لنا محبة دون طاعة والتزام، وكيف ننال المحبة إن بخلنا بالصلاة عليه؟!

" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي" صحيح الجامع

وللحب واجبات شتى، فلم يكن يوماً مجرد مشاعر جوفاء، بل إن صدق الحب عملٌ وعطاء...

فلنحبّه باتّباع أوامره واجتناب ما نهى عنه، ولنحبه بتطبيق سنته، والاقتداء بها، والسّير على هديه.. ولنحبه بكثرة صلاتنا وسلامنا عليه، ولنحبّه بطلب العلم، والتثبت من صحة الأحاديث المنسوبة إليه لئلا نقع في ضلالة.

ولنحبه حين نقف مدافعين عنه ضد أعداء الدين كلما فكروا من النيل منه حقداً وضلالاً، ولنحبّه بقراءة سيرته، وتأمل مواقفه فيها، لتنطبع على حياتنا نوراً.

ولنحبه حباً لا غلو فيه، حباً لا نسبغ عليه جهلاً منا صفات الألوهية، فنقع في هاوية الشرك ونحن لا نعلم...

ولنحب آل النبي وزوجاته وصحابته أجمعين، ولنقتدي بهم، وبحسن اتباعهم.

ولنتمثل سنته نبراساً لنا ومنهجاً في كل مواقف حياتنا، ولنتبحر في علم الحديث، نقرأ فنفهم، فنتعظ فنعمل، فتضيء الدنيا بعمل قويم، وهمم عليّة.

ولنحبه بتبليغ سنته للقاصي والداني، فهو صلى الله عليه وسلم القائل: " بلغوا عني ولو آية" رواه البخاري.

وما أجملها تلك الأم التي تحكي لأطفالها كل يوم قصّة من روائع السّيرة، وتعرّفهم بنبيهم الكريم صلى الله عليه وسلم، وبصحابته الكرام رضوان الله عليهم، وما أروعها تلك المعلمة التي تربط كل درس بشواهد من السّيرة، وكم هو عظيم ذلك المربّي الذي ترافقه أخلاق النبوة فيكون لمن حوله قدوة.

هكذا يحلو السّير على خطى الحبيب، وهكذا تثبت الأقدام عند المسير، وهكذا تنجلي الظلمة، وتتضح الرؤى، ويدرك المرء أن لا حياة تطيب إلا بطيب السنة وعطرها...

صلى الله عليه وسلم.

أختي في الله ..
ألا تتمنين لقاء النبي عليه الصلاة والسلام في الجنّة ..؟!

الشرط إتباع هديه عليه الصلاة والسلام . الإخلاص لله وإتباع هديه .. فهو الذي قال :" كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى! "

قيل : ومن يأبى يا رسول الله ؟!

قال :" من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ".. رواه البخاري
* قلائد من نُـور

رائع نورا..

اللهم اجعلنا من اللذين هم أشد الناس حباً لخير البرية صلى الله عليه وسلم..

Wink