اشحن حماسك....................

تُعدُّ مشاعر الإحباط والحزن مِن المشاعر السَّائدة التي سيطرَتْ على ملايين الشَّباب العربيِّ، وبشكلٍ يوميٍّ بما يُؤثِّر سلبًا على أنشطتهم وأعمالهم اليوميَّة.

وتتعدد الأسباب التي تدفع الشَّبابُ العربيُّ إلى الشُّعور بالإحباط، ومن بينها عدم الحصول على فرصة عملٍ، أو الفشل في تحقيق حلم حياتهم بالزَّواج لنقص الإمكانيَّات الاقتصاديَّة، الأمر الذي يهدد المجتمع بالانهيار.
هذا التَّحذير أطلقه خبير التَّنمية البشريَّة الدُّكتور أشرف شاهين في محاضرةٍ له بعنوان بناء الشَّخصيَّة مِن وحي السِّيرة النَّبويَّة، وقال شاهين مُوجِّهًا النُّصح للشَّباب من أجل تلافي الوقوع في براثن اليأس والإحباط: "لابدَّ للشَّباب مِن تحديد أهدافهم ورسم خطَّةٍ واضحةِ المعالم وقابلةٍ للتَّنفيذ، وعليهم متابعتها دائمًا"، موضحًا أنَّ الهدف حينما يكون واضحًا أمام الشاب؛ فإنَّ ذلك يُعطيه دفعةً كبيرةً للانطلاق وتحقيق طموحاته وأحلامه.
وأوضح شاهين أنَّ الشَّباب لديه عنصرَ الحماس، وهذا ما يميزه عن غيره في مراحل عمر الإنسان الأخرى، إضافة إلى الهمَّة العالية والبذل والعطاء والتَّفاني، لافتًا إلى أنَّ هذه الصِّفات "ربما لا تكون موجودةً في أيِّ مرحلةٍ عُمْريَّةٍ أخرى، ولذا نحرص على استغلالها وتوظيفها فى الأحسن والأفضل لخدمة مجتمعاتنا".
وأضاف الدُّكتور أشرف شاهين أنَّ الذين حملوا الدَّعوة الإسلاميَّة في بواكير أيامها على سواعدهم كانوا هم مِن الشَّباب والفتيات أمثال عليٍّ ابن أبى طالب وعبد الله بن الزُّبير وعبد الله بن عبَّاس وعبد الله بن عمر، إضافةً إلى السَّيِّدة عائشةٍ بنت أبي بكرٍ الصِّديق والسَّيِّدة أسماء ذات النِّطاقين، والسَّيِّدة فاطمة الزَّهراء، رَضِيَ اللهُ عنهم جميعًا.
وقال شاهين: "إنَّ النَّبيَّ "صلَّى الله عليه وسلَّم" كان سِنُّه وقت البعثة أربعين عامًا، وأبو بكرٍ "رَضِيَ اللهُ عنه" كان أصغر منه بما يقرُب من ثلاثِ سنواتٍ، وعمر "رَضِيَ اللهُ عنه" كان أصغرَ منهما، وعليٌّ "رَضِيَ اللهُ عنه" كان أصغر الجميع، وعثمان "رَضِيَ اللهُ عنه" كان أصغر مِن رسول اللهِ "صلَّى الله عليه وسلَّم"، وكذك كان عبدُ اللهِ بن مسعود، وعبد الرَّحمن بن عوفٍ، والأرقم بن أبي الأرقم، وسعيد بن زيدٍ، وبلال بن رباح، وعمَّار بن ياسرٍ، رضي الله عنهم جميعًا، وغيرهم، كلُّ هؤلاء كانوا شبابًا حملوا أعباءَ الدَّعوة على كواهلهم وضحُّوا فى سبيلها".
وأشار إلى عظيم الدَّور الذي لعبته السَّيدة عائشةً والسَّيدة أسماءَ رَضِيَ اللهُ عنهما أثناء هجرة الرَّسول الكريم "صلَّى الله عليه وسلَّم"، وهو ما يثبُت حاجة المجتمع إلى دور المرأة، والاستفادة بما لديها مِن طاقاتٍ وخبراتٍ عظيمةٍ.
وفي محاضرته، أوصى شاهين الشَّباب والفتيات بعدَّة وصايا لتحقيق النجاح في حياتهم، وقال: "ضَع النهاية قبل البداية، فإنَّك إنْ استطعتَ أنْ تجعل صورةَ النِّهاية أمام عينَيْك دائمًا؛ ستجعل منك بطلاً في عمَلِكَ"، وأضاف أنَّ الصُّورة الذِّهنيَّة للإنسان عن نفسه تولِّد الحماس، وأوضح بالقول: "إنَّك إنْ تخيَّلتَ نفسَكَ مُحقِّقًا لهدَفِكَ؛ دَفَعَكَ هذا الهدف إلى تحقيق ما تريده".
وقال شاهين: "ادخُل في عملك، إذا لم تجد مفرًّا مِن أنْ تقوم بعملٍ ما لا ترغب في القيام به، وأُجْبِرْتَ على مواصلته؛ فأقبل عليه بحماسٍ، وحبُّه، فإنَّ ذلك يمحو غضبك مِن الاستمرار في هذا العمل.
وختم شاهين توصياته بالقول: "داوم على شحن الحماس داخلك؛ حيث كثيرٌ منَّا لا ينتظر أنْ تفرُغَ سيَّارَتُه من البنزين، ويسرع ليضع المزيد من البنزين فيها"، وقال إنَّ الشَّخصيَّة الإنسانيَّة كذلك بحاجةٍ إلى شحنها بالحماس والهمَّة باستمرار "فالحماس يعني الطَّاقة والإيجابيَّة والنَّشاط والحيويَّة التي تجعلك تُقبلُ على أيِّ عملٍ دون الكسل والإهمال فيه، فالعمل دون حماسٍ كرجلٍ يمشى على الأرض دون قدمَيْه"