ما الذي يجعلك مديراً ممتازاً؟..
دستة مبادئ يؤمن بها كل مدير ناجح
البروفيسور روبرت ساتون
أستاذ علم الإدارة والهندسة بجامعة ستانفورد
ما الذي يجعل المدير الممتاز ممتازاً؟..
إنه السؤال الذي كنتُ أعمل على إجابته منذ سنوات، قدّمت خلالها مجموعةً من التحاليل والمقالات واشتغلت بجدٍ على كتاب " Good Boss, Bad Boss" الذي يوشك أن يرى النور خلال الأسابيع القادمة.
في عملي بمقالاتي وبكتابي اجتهدت في التزامِ منهج الواقعيّة المثبتة بالدلائل قدر الإمكان. تجنّبت إعطاء أيّ نصيحة لا يثبتها تحسّن الكفاءة الملموس، كنت مركّزاً على تقديم التقنيات والسلوكيات المستندة إلى أبحاثٍ جديرةٍ بالاعتماد.
من خلال ذلك العمل كان يظهر لي أنّ اعتناق عادات المديرين الجيّدين واجتناب مسالك السيّئين سيمكّن أيّ إنسان من القيام بوظيفة الإشراف على أعمال الآخرين خير قيام. وفي الوقت ذاته انتهيت أيضاً إلى نتيجة أنّ كلّ تدريب العالم التقنيّ والسلوكيّ لن يستطيع صنع مدير جيّد إن لم يكن لدى ذلك المدير عقليّة Mindset معيّنة.
ومن خلال اطلاعي على الأبحاث المراجعة من قبل الزملاء الاختصاصيين، وكذلك تجربتي الخاصة في دراسة الإدارة وتقديم الاستشارات للمديرين في مواقف متنوعة، توصّلت إلى مجموعةٍ من القناعات الجوهريّة التي يعتنقها كل المديرين الجيّدين ويرفضها أو لا يراها أصلاً المديرون السيّئون.
وفي السطور التالية أقدّم قائمتي:
ما الذي يجعلني مديراً جيّداً؟
1) إيماني بأنّ تفهّمي لتصوّر الآخرين العملَ تحت قيادتي تفهّم لا يخلو من نقصٍ أو خطأ حتماً.
2) نجاحي –ونجاح الناس الذين يعملون معي- يعتمد اعتماداً كبيراً على إتقاني الاهتمام بالأمور الواضحة العاديّة وليس على الأفكار العجائبية المعقّدة أو الأساليب السحرية الخارقة.
3) أن تكون لديك أهداف طموحة مرسومةٌ بعناية أمرٌ مهمٌ جداً، ولكن من غير المجدي الغرق في التفكير بها. إنّ وظيفتي هي التركيز على إنجاز الانتصارات الصغيرة التي تتيح لمن يعملون معي تحقيق خطوةٍ إلى الأمام كلّ يوم.
4) أحد أهمّ وأصعب الأشياء في عملي هو إقرار التوازن الدقيق بين أن أكون قويّ الاعتداد بذاتي وبقيادتي وبين التغاضي عن أمرٍ هنا وأمرٍ هناك.
5) جوهر وظيفتي هو العمل كدرعٍ بشري لحماية من يعملون تحت مسؤوليتي من التدخلات الخارجية، ومن عوامل التشتيت، ومن كلّ ألوان الأفكار الخرقاء، وأن أتجنّب بدوري فرض أفكاري الخرقاء الخاصة عليهم.
6) أسعى بجدّ لأظهر واثقاً ثقةً تكفي لإقناع الناس بأنّني أنا المسؤول، وفي الوقت ذاته أحمل في داخلي من التواضع ما يكفي لأدرك أنّني سأكون المخطئ أحياناً.
7) أجتهد في الالتزام بمسلك المواجهة وكأنّني على حق والإنصات وكأنّني أنا المخطئ، والالتزام أيضاً بتعليم من معي اتّباع المسلك نفسه.
أحد أفضل الاختبارات لقيادتي –ولأسلوب تنظيمي- هو: ماذا يحصل بعد أن يرتكب الناس خطأً؟
9) الابتكار عنصر حيوي في أي فريق أو مؤسسة. لذا فإنّ وظيفتي هي تشجيع العاملين معي على توليد واختبار كل ألوان الأفكار الجديدة، ولكنّ وظيفتي هي كذلك مساعدتهم على إجهاض كل الأفكار الرديئة وإجهاض معظم ما نولّده من أفكارٍ جيّدة أيضاً.
10) الأسود أظهر من الأبيض والسيّئة أقوى من الحسنة، ولذلك: التخلّص من السلبيّات أهمّ من إبراز الإيجابيات.
11) كيف أقوم بالأمور مهمٌّ مثل أهمية بماذا أقوم.
12) إنّ تمتّعي بالسلطة على الآخرين يعرّضني تعرّضاً خطيراً للتصرّف كشخصٍ بغيضٍ ضعيف المراعاة والتقدير دون أن أدرك ذلك.
ما رأيك؟
ماذا ترى؟ هل تغطّي القائمة قناعات وسلوكيّات القيادة الجيّدة؟ وماذا عن القيادة السيّئة؟ نرجو سماع الإضافات التي لديكم. وإن كان هناك غموضٌ في بعض البنود فنرجو سماع أسئلتكم وملاحظاتكم كما نرجو متابعتكم المقالات القادمة التي نتناول فيها بعض بنود القائمة السابقة تناولاً خاصّاً أكثر عمقاً ووضوحاً.