كتاب : "نشأة الطب ونوادر أطباء زمان"

[]
أ.د. محمد عبد المنعم عبد العال

تمهيد:

عندما منَّ الله علي وفتح لي باباً من المعرفة اطلعت على ما كتبه الفلاسفة الإغريق أمثال أرسطو وسقراط وأرسطاطاليس وجالينوس وأبقراط ولقد هالني ما قرأته عنهم ومن كتاباتهم ، لقد رفض بعضهم عبادة الأوثان التي كانت سائدة في زمانهم وتعرضوا نتيجة لذلك لكثير من التعذيب والحكم بإعدامهم وقتلهم بالسم، هالني أن كل من اشتغل بالفلسفة اشتغل بالطب وكأن الطب والفلسفة جناحان لمهنة واحدة لذلك لا تعجب إذا علمنا أن أجدادنا إلى حين قريب كانوا يسمون الطبيب "الحكيم" أي أن الطبيب لا بد أن يكون حكيماً. عرفت أيضاً أن الطب لا دين له ولا وطن له أيضاً فكثير من أطباء الخلفاء المسلمين كانوا مسيحيين أو يهود والطب لا وطن له وحمداً لله أن الطب هكذا. عرفت أن الطب ومنذ زمن الإغريق إلى يومنا هذا لم يحل كل مشاكل الأمراض وما زالت أمراض كثيرة ليس لها علاج ولكن الله يمن على البشرية ببعض أنواع العلاجات الناجحة كل فترة معينة وبذلك فإن كل زمن يشهد مولد علاج معين لمرض معين.

كيف نشأت صناعة الطب؟
هذا سؤال يصعب الإجابة عليه وذلك لعدة أسباب منها بعد العهد به وكل ما بعد عهده كان من الصعب النظر فيه. بعض الناس يقولون أن الطب خلق مع خلق الإنسان لأن الطب فيه صلاح الإنسان وبعض الناس يقول أن صناعة الطب نشأت بعد ذلك بعض الناس يقولون أن صناعة الطب إلهام من الله تبارك وتعالى إلى بعض الناس ومنهم جالينوس وأبقراط لقد قال جالينوس إنني على يقين من أن الله تبارك وتعالى هو الخالق لصناعة الطب ثم ألهمها الناس وذلك أنه لا يمكن في مثل هذا العلم الجليل أن يدركه عقل إنسان لكن الله تبارك وتعالى هو الخالق الذي هو بالحقيقة فقط يمكنه خلقه. وبعضهم يقول أن الناس استخرجوا صناعة الطب عن طريق التجربة

الطب في القرآن الكريم:
يقول تعالى: { والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة} {وفصاله في عامين}
حث القرآن الكريم منذ أربعة عشر قرناً على إرضاع الطفل من ثدي أمه وأعطى توجيهه الكريم بأن يكون ذلك قرابة العام ونصف العام....لكن اندفاعنا وتقليدنا الأعمى للغرب جعلنا نبتعد عن هذا التوجيه السامي الذي يحرص على مصلحة الرضيع بتفضيل اللبن الصناعي على لبن الأم بتبرير ضعيف لا سند له هو أن الرضاعة الصناعية تحفظ للمرأة قوامها وصحتها ثم جاء العلم الحديث ليثبت أن الرضاعة الطبيعية من لبن الأم أمر ضروري يجب المحافظة عليه لما له من فوائد عديدة تعود على الأم ووليدها.لقد اكتشف العلم الحديث أن هناك خلايا معينة تهاجر من الأمعاء عن طريق القنوات اللمفاوية حتى تصل إلى الثدي ، هذه الخلايا وظيفتها إفراز مواد مناعية في لبن الأم تقي الطفل من الإصابة بالنزلات المعوية والجراثيم المعدية.
ومن المعروف أن مرض الحساسية الوراثية يكون قليل الحدوث في الأطفال الذين يحظون بالرضاعة الطبيعية ذلك لأن المواد المناعية الموجودة في اللبن الطبيعي تمنع امتصاص المواد المسببة للحساسية في هؤلاء الأطفال هذا بالإضافة إلى أن لبن الأم خال من الجراثيم مثل اللبن المبستر تماماً مما يقلل من الإصابة بالنزلات المعوية التي تؤدي إلى الجفاف .
و لبن الأم يحمي من التهابات القولون بمعدل ستة أضعاف الأطفال الذين يتعاطون اللبن الصناعي، والعجيب أن الطريقة التي يحمي لبن الأم من التهابات القولون غير معروفة حتى الآن والحقيقة أن الأطفال الذين يتعاطون اللبن الصناعي أسرع من الأطفال الذين يتعاطون لبن الأم ذلك في الشهور الأولى ولكن بعد مضي تسعة أشهر تقريباً فإن درجة النمو تكون واحدة في كلا الفريقين ولكن هناك فرق جوهري وهو أن معدل الذكاء في الأطفال الذين يتغذون على لبن الأم يكون أعلى من الذين يتغذون باللبن الصناعي...والرضاعة الطبيعية تحمي الأم من الإصابة بسرطان الثدي وكلما طالت مدة الرضاعة كانت الحماية أكثر.....فلا نملك إلا أن نقول:
سبحان الله.........

من صفات الطبيب:
يقول الطبيب علي بن رضوان
الطبيب هو الذي اجتمعت فيه سبع خصال:
1. أن يكون تام الخلق صحيح الأعضاء حسن الذكاء جيد الرؤية عاقلاً خير الطبع
2. أن يكون حسن الملبس طيب الرائحة نظيف البدن والثوب
3. أن يكون كتوماً لأسرار المرضى لا يبوح بشيء من أمراضهم
4. أن تكون رغبته في إبراء المرضى أكثر من رغبته فيما يلتمسه من الأجرة ورغبته في علاج الفقراء أكثر من رغبته في علاج الأغنياء
5. أن يكون حريصاً على التعليم والمبالغة في منافع الناس
6. أن يكون سليم القلب عفيف النظر صادق اللهجة
7. أن يكون مأموناً ثقة على الأرواح والأموال لا يصف دواءً قتالاً ولا يعلمه لأحد يعالج عدوه بنية صادقة كما يعالج حبيبه

أوائل المشتغلين بصناعة الطب وبالحكمة:

1. اتفق كثير من قدماء الفلاسفة والمشتغلين بالطب أن أسقليبيوس هو أول من ذكر من الأطباء وهو إمام الطب وأبو أكثر الفلاسفة وأبقراط هو السادس عشر من أولاده ومن حكمه:
من عرف الأيام لم يغفل الاستعداد
كم من دهر ذممتموه فإذا صرتم إلى غيره حمدتموه
المتعبد بغير معرفة كحمار الطاحون يدور ولا يبرح ولا يدري ما هو فاعل
ترك الحاجة خير من طلبها إلى غير أهلها
إني أعجب ممن يترك الأكل الرديء مخافة الضرر ولا يترك الذنوب مخافة الآخرة

2.أبقراط هو الذي نشر صناعة الطب في جميع بلدان الأرض وعلمها للمستحق حتى لا تبيد وقال :"إن الجود بالخير يجب أن يكون على كل من يستحقه قريباً كان أو بعيداً" وعهد بالقسم الطبي ومن حكمه:
الطب قياس وتجربة،
كل مرض معروف السبب موجود الشفاء
إنما نأكل لنعيش لا نعيش لنأكل
لا تشرب الدواء إلا وأنت محتاج إليه فإن شربته من غير حاجة ولم يجد داء يعمل فيه وجد صحة يعمل فيه فيحدث المرض
العافية ملك خفي لا يعرف قدرها إلا من عدمها
ودخل على مريض فقال: أنا والمرض وأنت ثلاثة فإن أعنتني عليه بتنفيذ ما أقوله لك، صرنا اثنين وانفردت العلة فكنا أقوى منها فإن الاثنين إذا اجتمعا على واحد غلباه
العلم كثير والعمر قصير فخذ من العلم ما يبلغك قليله إلى كثير
استدامة الصحة تكون بترك التكاسل عن التعب وبترك الامتلاء بالطعام والشراب
الإقلال من الضار خير من الإكثار من النافع
من أحب أن يكون حراً فلا يحب ما ليس له وليهرب منه وإلا صار له عبداً

3. فيثاغورس
كان قد أخذ علم الهندسة عن المصريين ثم رجع إلى اليونان وأدخل عندهم علم الهندسة وعلم الطبية واستخرج بذكائه علم الألحان وتأليف النغم
وكان نقش خاتمه " شر لا يدوم خير من خير لا يدوم"
ومن حكمه
ما لا ينبغي أن تفعله احذر من أن تخطره على بالك
الإنسان الذي اختبرته بالتجربة فوجدته لا يصلح أن يكون لك صديقاً احذر من أن تجعله لك عدواً

4. سقراط
كان من تلاميذ فيثاغورس اقتصر من الفلسفة على العلوم الإلهية وأعرض عن ملاذ الدنيا ورفضها وخالف اليونانيين في عبادتهم للأصنام واحتج على رؤسائهم بالحجة والأدلة الإلهية فجعل العامة تثور عليه واضطروا ملكهم إلى قتله.
وقد تزوج من امرأة سفيهة لم يكون في بلده أسلط منها لساناً وكان هذا طلبه ليعلم نفسه الصبر على سوء خلقها وبهذه الطريقة يتعلم أن يحتمل جهل العامة والخاصة.
وسقراط لم يكتب كتاباً قط أو أملاه على أحد تلاميذه وإنما كان يلقنهم تلقيناً لا غير وقد تعلم ذلك من أستاذ له يدعى طيماتاوس عندما سأله لم لا تدعني أدون ما أسمع منك من الحكم؟ فقال له: "ما أوثقك بجلود البهائم الميتة وأزهدك في الخواطر الحية"
ومرة أرسل الملك إلى سقراط كسوة فاخرة من ديباج {حرير} ومعها جواهر ودنانير كثيرة وكان الملك قد وعده أن يرسل له ما يقيم عليه حياته فقال له سقراط: "أيها الملك وعدت بما يقيم الحياة وبذلت ما يقيم الموت، ليس لسقراط حاجة إلى حجارة الأرض وهشيم النبت ولعاب الدود"
ومن آدابه:
عجباُ لمن عرف فناء الدنيا كيف تلهيه عما ليس له فناء؟
النفس جامعة لكل شيء فمن عرف نفسه عرف كل شيء ومن جهل نفسه جهل كل شيء
ستة لا تفارقهم الكآبة: الحقود الحسود، حديث عهد بالغنى ، غني يخاف الفقر، طالب مرتبة عالية وليس عنده مقدراتها، جليس أهل الأدب وليس منهم.
لكل شيء ثمرة وثمرة عدم اقتنائك الأشياء راحة البال.
من أسرع تكثر كبواته
إذا لم يكن عقل الرجل أغلب الأشياء عليه كان هلاكه في أغلب الأشياء عليه
كن مع والديك كما تحب أن يكون بنوك معك
إذا اقتنيت شيئاً فأنت خادم له ومن خدم غير ذاته فليس بحر.
إنما جعل للإنسان لسان واحد وأذنان ليكون ما يسمعه أكثر مما يتكلم به
اكتم سر غيرك كما تحب أن يكتم غيرك سرك وإذا ضاق صدرك بسرك فصدر غيرك به أضيق
وسئل سقراط لم صار ماء البحر مالحاً؟ فقال إن أعلمتني المنفعة التي تنالك من علم ذلك أعلمتك السبب فيه

5. أفلاطون ومن حكمه:
قيل له : من يسلم من سائر العيوب وقبيح الأفعال فقال: من جعل عقله صديقه وحذره وزيره والمواعظ زمامه والصبر قائده وخوف الله جليسه وذكر الموت أنيسه.
غاية الأدب أن يستحيي المرء من نفسه
عين المحب عمياء عن عيوب المحبوب
ينبغي للمرء أن ينظر إلى وجهه في المرآة فإن كان حسناً استقبح أن يضيف إليه فعلاً قبيحاً وإن كان قبيحاً استقبح أن يجمع بين قبيحين
وقيل له أي شيء أنفع للإنسان فقال أن يعنى بتقويم نفسه أكثر من عنايته بتقويم غيره
وسئل عند موته عن الدنيا فقال خرجت إليها مضطراً وعشت فيها متحيراً وها أنا أخرج منها كارهاً ولم أعلم فيها إلا أنني لا أعلم

6. أرسطاطاليس
ومن حكمه: البخيل ذليل وإن كان غنياً
الكريم عزيز وإن كان مقلاً
الطمع هو الفقر الحاضر
من زاد علمه على عقله كان علمه وبالاً عليه
إذا فاتك الأدب فالزم الصمت
إذا أردت الغنى فاطلبه بالقناعة فإذا افتقد الإنسان القناعة فليس المال مغنيه وإن كثر
العالم يعرف الجاهل لأنه كان جاهلاً والجاهل لا يعرف العالم لأنه لم يكن عالماً
نظر أرسطاطاليس إلى تلميذ صغير يتهاون بالعلم فقال له: إنك إن لم تصبر على تعب العلم صبرت على شقاء الجهل
وقيل له: ما الشيء الذي لا ينبغي أن يقال وإن كان حقاً؟ قال : مدح الإنسان نفسه

7. جالينوس:
هو خاتم الأطباء الكبار المعلمين وقد عاش 87 سنة منها صبي ومتعلم 17 سنة وعالم معلم سبعين سنة، وكان جالينوس من صغره مشتهياً للعلم وكان الأولاد زملاؤه يقولون له: يجب أن تجعل لنفسك وقتاً تضحك فيه وتلعب معنا فكان يقول لهم : محبتي للعلم تغنيني عن اللعب

وأما الأطباء المسلمين:
أبو بكر الرازي:
من كلامه: الاستكثار من قراءة كتب الحكماء نافع لكل حكيم عظيم
العمر يقطر عن الوقوف على فعل كل نبات في الأرض فعليك بالأشهر
ينبغي للطبيب أن يوهم المريض بالصحة ويرجيه بها وإن كان غير واثق بذلك فمزاج الجسم تابع لأخلاق النفس
ينبغي أن تكون حالة الطبيب معتدلة لا مقبلاً على الدنيا كلية ولا معرضاً عن الآخرة كلية فيكون بين الرغبة والرهبة
إن استطاع الحكيم إن يعالج بالأغذية دون الأدوية فقد وافق السعادة

ابن سينا:
استطاع ابن سينا تأليف عدد ضخم من الكتب خلال عمر قصير 58 سنة يقول:
"كنت أقرأ وأكتب وعندما كان النعاس يداهمني وأشعر بقواي تخور أتناول كأساً من الشراب مع البهرات لأتمكن من الصمود وأعود إلى القراءة وحتى أثناء النعاس كان رأسي مليئاً بالدراسات وأحياناً وحين يقظتي كنت أرى المشكلات الغامضة واضحة وكثيراً ما كان يداهمني النوم وأنا أفكر في مشكلة فأرى حلها في المنام

قصص:
بعض خلفاء المغرب مرض مرضاً طويلاً وتداوى بمداواة كثيرة فلم يشف فلما كان بعض الليالي رأى النبي صلى الله عليه وسلم في نومه وشكا له ما يجده فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "ادهن بـ لا وكل لا تبرأ" فلما انتبه من نومه بقي متعجباً من ذلك ولم يفهم ما معناه فسأل المفسرين فعجزوا عن تفسيره ما عدا شخصاً يسمى علي بن أبي طالب القيرواني فإنه قال: يا أمير المؤمنين إن النبي صلى الله عليه وسلم أمرك أن تدهن بالزيت وتأكل منه فتبرأ فلما سأله من أين لك هذا قال: من قول الله تعالى : {من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار}

بعض الناس يظن أن صناعة الطب قد تحدث من مشاهدة الحيوانات والاقتداء بأفعالها ومثال على ذلك الرازي وهو عالم عربي يسمى جالينوس العرب في كتاب له يسمى الخواص أن هناك طائراً يسمى الخطاف عندما تصاب فراخه بمرض يسمى اليرقان فيجعل لونهم أصفر يذهب ويأتي بحجر يعرفه يسمى حجر اليرقان فيضعه في عشه فيبرأ أولاده الصغار فتعلم الإنسان من الطائر أنه إذا أراد هذا الحجر دهن فراخ الخطاف بالزعفران {والزعفران لونه أصفر} فيظن الطائر أن فراخه قد أصابهم اليرقان فيمضي ويحضر الحجر ليأخذه الإنسان.
عندما بلغ يحيى النحوي {وكان طبيب لملك القسطيطينية لم يعمل سوى ملاحاً ولم يكن يعلم شيئاً حتى حدثت هذه القصة } أربعين سنة قال لنفسه:
إنني لا أعرف غير صناعة الملاحة ولكنني أهوى العلم، وبينما هو يفكر رأى نملة قد حملت نواة مثمرة وهي تريد أن تصعد بها إلى أعلى وكلما صعدت بها سقطت فلم تزل تجاهد نفسها في طلوعها ومكثت كذلك نهاراً بطوله فلما رآها يحيى قال لنفسه إذا كان هذا الحيوان الضعيف قد بلغ غرضه بالمجاهدة، فأنا أولى أن أبلغ غرضي بالمجاهدة.
فخرج من وقته وباع سفينته ولازم دار العلم وبدأ يعلم النحو واللغة وبرع في هذه الأمور ولأنه أول ما ابتدأ به فاشتهر به.

حصل أن مرضت امرأة وأصابها شلل ويدها مرفوعة لا يمكن ردها فطلب الرشيد من وزيره أمهر الأطباء فدله على جبرائيل بن بختيشوع وشرح له حالها فقال له جبرائيل إن لم يسخط علي أمير المؤمنين فلها عندي حيلة فقال له: وما هي؟ قال: تخرج إلى القاعة التي بها الاجتماع حتى أعمل ما أريده وتمهل علي ولا تعجل بالسخط فأمر الرشيد بإحضارها فخرجت وحين رآها جبرائيل اتجه نحوها ونكس رأسها وأمسك ذيل ردائها كأنه يريد أن يكشفها فانزعجت ومن شدة الحياء بسطت يدها إلى أسفل حتى تمنعه من كشفها فقال جبرائيل: لقد برئت يا أمير المؤمنين فقال الرشيد لها ابسطي يديك من جهة اليمين واليسار ففعلت وعجب الرشيد وكل من كان بين يديه

أرجو لكم الفائدة والمتعة
study

[/font]

» أجوبة امتحان اخر زمان
» جولة في كلية الطب
» منتدى طلاب الطب البشري ودليل الكلية