تعجبين من سقمي ! .. أمتي هي العجب ..

تعجبين من سقمي ! .. أمتي هي العجب ...


يوسف بحصاص - مفكرون



اسبانيا ... ذكرى العرب
ذكرى انهيار الأمة العظيمة
ذكرى بداية نحيبنا على أنفسنا
" أبك مثل النساء ملكا مضاعا "
ذكرى شكوكنا حول تاريخنا وحضارتنا وجغرافيتنا ....
في مدن اسبانيا نقف ونتذكر صقر قريش وابن زيدون وابنة المستكفي
وفي قرية وادعة تطل على جبل طارق وبلحظة صفاء نتساءل ماذا حدث لنا
هل تآمر علينا أحد , أم تآمرنا على أنفسنا ؟
هل زُرعت الخلافات بيننا , أم نحن من سعى إلى تلك الخلافات ؟
هل فرقونا ليسودوا علينا , أم نحن من تفرق فسادوا علينا ؟
وعلى شاطئ تلك القرية الوادعة تمتد لحظة صفاؤنا إلى حاضرنا المهين
من جبل طارق وحتى خليج العرب , أمة تقسمت إلى دول ودويلات
وصراعات وتصفيات
والشعب أصبح شعبان ( عبد الرحيم ) , بل شعوب يجمعها سوبر ستار , ويفرقها مباراة كرة قدم
نتساءل كل صباح عن الأخبار , وفي الجواب نحار
وننكسر كل ليل وكل نهار
وطن يذبح كل يوم بل كل ساعة
مجازر تتكرر على شاشاتنا نشاهدها كل يوم كما يشاهد الإسبان مصارعة الثيران
أمريكا .. مرورا بميكرونيزيا وكوستاريكا ووصولا إلى.. الترويكا
حائرة بالثلاثي الذي يحكم العالم ... نتنياهو .. وليبرمان .. وباراك
كيف نرضيهم , وكيف لا نزعجهم , وكيف نكافئهم , وكيف لا نعاقبهم ؟
أما نحن نتفرج على من يقرر مصيرنا كما الخراف تتساءل : متى سنذبح ومن سيذبحنا ؟
وإن اعترضنا نعترض بلباقة الضعفاء
ستصبح منذ الآن القدس ...يروشلايم ...
وستصبح الخليل ... حيفرون...
وستصبح الناصرة .. نتسرات ...
نعم أيها السادة تفرغ الإسرائيليون من عرب " الخارج " ليبدؤوا الآن في عرب الداخل
صمتنا عن تهويد القدس فبدؤوا بتهويد كل الأرض المحتلة
لم يعد هناك من العرب من كان يهدد أمن إسرائيل
فاستراحت وبدأت تلتفت إلى ما يمكن أن يهدد أمنها من الداخل
وبانتظار الانتهاء من هذا ... ستبني هيكلها المزعوم على أنقاض الأقصى
ظلت إسرائيل تتاجر بأمنها حتى بتنا غير آمنين منها
صورت للعالم أنها في صراع مع الناس
والمحيط
والكون
والقيم
والأيديولوجيات العربية
حتى أسقطت منظمة التحرير من ميثاقها البندين 19 و22
وبدأ عهد الابتزاز منذ كامب دايفيد حتى الآن
وفي كل يوم نتبارى لتقديم تنازل هنا وتطبيع هناك
وجوائز العالم لنا مزيدا من الخطب العصماء ومد الأيادي الملساء
إلى هذه الدرجة نحن بلهاء ؟؟
أمن إسرائيل أيها السادة يعني
أن لا يكون لنا أمن في بيوتنا وأملاكنا وأوطاننا
أن لا يكون لنا رأي وموقف في حياتنا ومستقبلنا ومصيرنا
أن لا يكون لنا قرار في التصرف بثرواتنا
وبعد ذلك يحدثوننا عن تهديد أمن إسرائيل ... عفوا .. لم نعد نحن من يهدد أمن إسرائيل
ماذا حدث لهذه الأمة ؟ لماذا حدث لها ما حدث ؟
إنه من وجه الغرابة أن لا يحدث ما حدث , ونحن على هذه الشاكلة
في كل مرة كان العرب يتفقون على أن الوضع لا يمكن أن يصل إلى " أسوأ " مما هو علي
ولكن هذه المرة حتى على ذلك لم يتفقوا لأن الأمور باتت عادية لديهم
أوقف الاستيطان أم لم يوقف
هودت المدن وأسماءها أم لم تهود
حلت قضية اللاجئين أم لم تحل .......
كانت تصريحات رؤساء وزراء إسرائيل بشأن الاستيطان في الماضي تزيدنا مقاومة وإصرارا على الكفاح
فأصبحت تصريحاتهم بشأن هذا الاستيطان الآن ,تزيدهم ابتزازا , وتزيدنا تنازلا
حمل إلينا أوباما في كلامه كل جميل كما حمله إلينا سلفه الديمقراطي كلينتون
وحمل يوما إلينا كلينتون كلامه المنمق كما حمله إلينا سلفه الديمقراطي كارتر
وكلهم كانوا يسعون إلى تدفق نفطنا إليهم
ورضى إسرائيل عليهم
وإنشاء قواعد عسكرية في أراضينا لخدمتهم
وجميعهم ( هؤلاء المتفهمون لحقوقنا )
لم يضغطوا على إسرائيل, بل يمدونها بأسباب القوة
ولم يعاقبوا إسرائيل , بل يعاقبوا من يقاطعها أو يتعرض لها
ولم يطلبوا من إسرائيل " الانصياع " لرغبات أمم الأرض بل يقهرون من يطالبها بحقوقه المسلوبة
ونحن ننظر ونتفرج لأننا تعودنا أن نخاف ولا نخيف
فالفرق بين الألف والياء هو الفرق بين الكرامة والذل
بين القوة والضعف
من الأندلس إلى القدس وأمام لحظات التأمل في تلك القرية الإسبانية الوادعة نكتشف أنه يجب أن يحدث لنا ما حدث
تعجبين من سقمي ... أمتي هي العجب
و" لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

آآآآآآآآآآآآآآه على ما جرى و ما يحدث

و الله إن هذا الكلام ليفطر الفؤاد

أعاننا الله على نصر أمتنا و بارك في أجيال قادمة عسى أن يكون وعيها قد نضج فنستطيع جميعا تحقيق ما نصبو إليه

آآآآآآآآآآآمييييييين