أنت على نهر من ذهب!

هذي أول مقالة صغيرة كتبتها كان عمري 13 عام، وأنا أقدرها كثيراً لأهمية موضوعها

تمر لحظات فأنظر إليها وهي تغيب دون أن أودعها حتى، ودون أن أستقبل غيرها
أشعر وكأن أمامي نهراً من ذهب ولا آخذ من هذا النهر إلا ما اضطر إليه من قطرات قليلةـ فتبقى روحي فقيرة ويبقى عقلي فقيراً، لا غنىً فيه إلا من جانب المدرسة، ومن جانب المطالعة مع صغره،
ونظرتي للدنيا ولست الوحيدة نظرة مادية لا تنعكس إلا هماً من أجل المدرسة والالتزامات البسيطة الأخرى وبدون النظر إلى جوهرها سأبقى فقيرة ما حييت تحتٌّ من عمري رياح الوقت حتى تحين الساعة المنتظرة وأعود تراباً كما كنت
وطالما أني حية لا تزال لدي الفرصة لأصبح تربة خصبة أزرع فيها شتلات الخير والقيم والعلم
وأترك مهمة الحصاد لمن بعدي
مشروع جميل يحتاج إلى وقت طويل فتقفز في وجهي أجسام ليست حقيقة بل هي ليست إلا أوهام وأطياف قادرة على إقناعنا اسمها في دوائر النفوس في عالم اليأس ..."الحجة" ولسذاجتنا نجعل حجتنا ذاتها وقتنا ...
لم لا نغتنم الوقت؟
ليس لدينا وقت..............هههه هذا مضحك
مع أن الوقت للجميع
ومع أننا لا نعتبر قسماً كبيراً منه ونرميه في الحاوية في آخر الحارة ونسمية "الوقت الضائع" و "الوقت الميت" وما هو بضائع ولا ميت ولكننا نحن من أضعناه وقتلناه، مسكين هو هذا الوقت، مع أنه جميل ومفيد ولكن لا أحد يلتفت إليه
لا أنكر أهمية الراحة ولكن أعلم أن لها حدوداً وبغض النظر عن حدودها فيمكن أن تكون مفيدة كالقراءة أو ذكر الله عز وجل أو الاهتمام بالبيت ونعتبر كل هذا راحة إذا ما قورن بالاجتماعيات والقومية .....الخ وما هو أكبر من ذلك في المستقبل

إذا كنت تعتبر الراحة فعل اللاشيء فأنت تتجاهل حتماً أنك لا تعلم متى ينفذ وقتك وتموت والله يرحمك
وعلى الأقل لا بد أن تضمن لنفسك حياة جميلة لا تنتهي بما تفعله في طريق سفرك إليها
على كل إنسان أن يمر في طريقه بلافتات الفرصة ويترك بها بصمته
فإذا كنت عازماً على إحياء روحك فسم بالله وادخل ناسياً ماديات الماضي معتبراً من ذكرياته ولتخرج خبيراً تتمشى على خط الزمن وقد لبست كعباً عالياً يسمع كل البشر صرخاتك اللاهثة التي تحاول أن تنقل لهم معرفتك وخبرتك
وهناك سؤال لا يلتفت إليه الكثيرون.........إنه السؤال عن الهدف
وللوهلة الأولى نربطه بأشياء معينة كالنجاح في المدرسة أو نيل الدرجات العالية في المدرسة وأن يكون أولياً ولا أدري ماذا...
ولكن كل متسابق عليه معرفة خط النهاية وكل متسابق ناجح عليه أن يضع خط النهاية نصب عينيه ويمشي في الطريق بهمة وهو لا ينظر إلا من خلال هذا الهدف تماماً كالنظارات التي يرتديها فوق عيونه فيبصر بالحجم والشكل الذي تهيؤه له هذه النظارات
وكما يجب عليه ألا يجعل مراكز الاستراحة على الطريق غاية له في كل مسافة يقطعها بل يسخرها ليستمد الطاقة مكملاً رحلته نحو الفوز.................ليقول في النهاية.....
الحمد لله ....
ولا يقول يا ليت ويندم ويعض أصابعه ولا بد أننا جربنا جميعاً شعور الندم ولكننا نقنع أنفسنا بالتفاؤل أما الندم في خط النهاية
والذي تأتي بعده اللانهاية فهو ندم لا تفاؤل بعده أبداً ........تخيلوا....يا لطيف!
وكذلك هي الحياة إن المادة التي صنعت منها ليست إلا الوقت وخط النهاية هو الهدف النهائي من الحياة وهو ماذكره الله عز وجل في القرآن الكريم وهو إعمار الأرض لدخول الجنة
وطريقنا هو الصراط المستقيم وأخيراً الاستراحات هي الأهداف البسيطة التي نجعل النجاح فيها فرحة محفزة على تكملة الطريق ولكنها ليست الغاية النهائية وأما أن يضع العبد النهاية نصب عينيه فهذا يعني أن يبتغي من كل عمل رضا الله عز وجل
التفكير في هذا الأمر والعمل به هو القضية والهدف
وهي يفترض أن تكون التربة التي نغرس بها الأفكار والأشجار المثمرة

عدد المساهمات : 172 تاريخ التسجيل : 17/02/2010

عندما أتممتها
امتلكني شعور أن من كتبها لم يكن سوى ناقد متمرس
عاش الحياة بطولها عرضها حتى غرست معاني الحياة في فؤاده
ولم يخطر على فكري أن طفلة ممكن أن تنتقي من الحياة عبارات تجعلها أسمى من أن يكون
أقصى همومها اللعب

بداية موفقة
ما شاء الله
أظن أنك معجزة الزمان ........ يا جمان

بالمناسبة
لازم تدخلي كتاب غينيس للأرقام القياسية بالعبقرية
ولا انيشتاين يا جماعة

مع حبي