في حضن صفحتين من الورق

في الصفحة القديمة التي بالكاد أستطيع قراءتها تجد قصصاً لأناس كثيرين وتجد هذه القصص المفرح منها والمحزن تتشابك مع بعضها وتنسج لوحة شفافة لا تقرؤها العيون وتقرؤها القلوب فتتألم سطوراً وتنتشي سطوراً أخرى
فلكل سطر لون يشد بصرك ورائحة تتغلغل في شهيقك، تلج روحك قبل جسدك
وعندما تلمس الحروف تتسرب لنفسك أحاسيس شتى وكل سطر يعزف لك لحنه الخاص
علك تفهمه...
حواسك كلها ، جوارحك وعقلك وعاطفتك، ستجتمع يومها لتفك شيفرة الأحداث، الآن اتضحت معالم الصفحة وتضاريسها، إن كل ما فيها ساقك للذي هو أنت فيه والذي هو الخير المطلق.......
شعرتٌ أنهم أعطونا الجلاء كانوا قد طووا تسعة شهور بغمض العين في حضن صفحتين من الورق مع أن تلك الأرقام ليست بالكثير في بحر هائج كنا نستمتع بالسباحة فيه
ظن البعض أنهم غرقوا مع أن أحداً لم يغرق، فنحن ما زلنا على مقربة من الشاطئ
وفرح آخرون على أنهم قد وصلوا للنهاية ، وأين منهم النهاية والبحر قد تحدى الأفق وغاب وراءه؟؟؟
وادعى البعض أنهم لم يمضوا ولو بخطوة واحدة ......ولكن لا ثبات في هكذا بحر..
وأما الذين عادوا للشاطئ منسحبين فقد صمتوا......ثم صمتوا.......
ولكن الفرصة تبقى مفتوحة للكلام والعودة من جديد فلم الانسحاب والصمت؟
الاستسلام للأمواج هو إضاعة العمر حيث لا نصل إلى حيث تشرق الشمس أبداً.....
والأرقام لا دخل لها فيما أعني فهي النجاح الشكلي المعترف عليه،
وللنجاح الحقيقي معاني.....
ومع كل هذا وذاك فكلنا نطوي عامنا الفائت في حضن صفحتين من الورق
وهنيئاً لكل بما في الصفحتين

جميل جداً يا جمان..

أسلوب ممتاز .. مقدمة رائعة ..

أتمنى ألا تبخلي علينا بخواطرك

sunny

» الورق الالكتروني....
» قريباً ..طباعة الجسم مثل الورق!!!