السبت 21 / 3 / 1998
أنا يحب بابا....
أنا تحب ماما....
أنا ياسمين ... 8 سنة
الأربعاء 11 / 1/ 2000
اليوم ، ضحكنا كثيراً في صف الإشارة، فعبثاً حاول الأستاذ أن يفهمنا معنى كلمة "موسيقى" ، فرأيناه يرقص ويتمايل ويصنع أمواجاً بيديه ويحاول الغناء متمايلاً وهو يحمل منديلاً بيديه، ولكن كل ما استطاع فعله هو إضحاكنا.
تعلمت اليوم أن أكتب كلمة موسيقى وأن أقولها بلغة الإشارة ... ولكن لم أستطع أن أفهم ما هي!
الجمعة 21 / 7 / 2001
أنا حزينة ... عيد ميلادي اليوم ... لم أحتفل به منذ كنت في السابعة... يومها حاولت أن أذكّر أهلي أني في مثل هذا اليوم ولدت، ربما هو ليس بالحدث المهم كي يعرض على التلفاز، ولكنه على الأقل مهم لي، فحاولت أن أخاطبهم بكل الإشارات الممكنة، وبكل الأصوات التي أستطيع أن أصدرها، لكن أحد ما لم يفهم علي، وقد عوقبت في ذلك النهار لأني كنت مزعجةً لهم.
أشعر بالوحدة، ترى هل ستشعر عائلتي بي في يوم من الأيام؟
السبت 11 / 10 / 2001
اليوم أمسكت كتاب أختي الصغيرة "منى"، وبعد ساعات مضنية لفك طلاسم الكلمات وبمساعدة بعض الإشارات المبهمة منها... اكتشفت مذهولةً شيئاً جديداً لم أكن أعلمه... اكتشفت أن المطر، ليس دموع الله كما اعتقدت دائماً ... لماذا لم يخبرني أحد بذلك قبلاً .. هل لأني أحتاج بعض الوقت الزائد لأفهم .. أم لأني لن أنفع بشيء إن تعلمت ؟!.
أشعر بالظلم!
الجمعة 1 / 7 / 2005
استطعت من حركة يديه ومن قراءة شفاهه أن أتبين ما قاله "طيب، أخبرينا أنك خرساء"، كان هذا جواب سائق الحافلة بعد أن تجاوز منزلي عدة أميال وأنا أحاول أن أعلمه بأني أريد النزول.
اليوم أنا غاضبة!
الخميس 11 / 3 / 2006
عندما علم أني صماء بدا عليه التردد، وارتسمت في عينيه نظرات الارتياب ثم أعاد الوصفة الطبية إلي. "اذهبي ..أريد شخصا واعياً لأعطيه الوصفة" - من الغريب كيف أن باستطاعة بعض الأشخاص افتعال جرح كبير ببعض الإشارات الصغيرة.
وبتصميم وغضب أعدت له الوصفة ،وأخبرته بإسهاب بأني لست غبية ولا أعاني من أي خلل عقلي ولا مسٍّ من الجنون، و بأني لا أختلف عنه بشيء عدا أنني صماء، ثم تكلمت عن حقوق الصم ومشاكلهم وعدم تقبل المجتمع لهم و .......
في النهاية اكتشفت أنه لم يفهم أي إشارة قلتها له!!!
الاثنين 15 / 7 / 2006
ألست إنساناً؟
أليس لي الحق أن أعبر عن نفسي كما الآخرون؟
اليوم خرجت مع أمي وأختي في زيارة ... وعندما حاولت أن أخبر أختي عن أمر ما, نهرتني أمي, وقالت : اصمتي! - وكأنني تكلمت أصلاً !!- لا تستخدمي يديك, لا تستعملي لغة الإشارة في الشارع ...هذا عيب !؟ عليكِ أن تكوني هادئة ورصينة.....
سأنفجر ! أريد أن أعبر عما في داخلي ....أن أخبر الجميع أني صماء ... وأني أحبهم ... فقط لو يقبلوني ... كما أنا ؟.......
الأحد 1 / 2 / 2007
"هل أنا حقاً لا أستحق الحب؟"
بعد أشهر من النظرات والابتسامات الخجولة، وانتظاره لي كل يوم، حتى في الأيام الماطرة...اقترب مني أخيراً..ألقى التحية متلعثماً، منتظراً جوابي ...دون تردد أجبته بالإشارة "أنا صماء"، وقف مذهولاً غير مصدق، ثم همس بصوت مرتجف "أنا آسف" و ابتعد مسرعا دون أن ينظر خلفه.
الثلاثاء 29 / 11 / 2007
ستكون هذه آخر مدونةٍ لي في دفتر المذكرات هذا ...لقد قبلت في مشروع تعليمي للصم، تقوم به مجموعة من المتطوعين الشباب، وغداً سيكون أول يوم لي في الدراسة... سأعمل ليل نهار، دون ملل، دون استراحة ...أريد الحصول على الشهادة الثانوية ... أريد الدخول للجامعة .
أحلم أن يسمعني العالم ...كيف؟... سيسمع صوت قلبي وليس لساني ،سأخاطب قلوبهم وليس آذانهم.
وقد أعود لكتابة مذكراتي في يوم من الأيام ، لعلها...لعلها ستكون أفضل
يالله كم أنعمت علينا من نعم لا تعد ولا تحصى ...
يالله سامحنا على تقصيرنا وألهمنا شكرك آناء الليل وأطراف النهار..