حافظي زهير
شهدت طريقة حفظ الوثائق بأشكالها المتعددة نقلة نوعية, خاصة بعد التطورات الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات. و تعتبر الرقمنة شكلا متطورا من أشكال التوثيق الإلكتروني في هذا المجال, و خاصة فيما يتعلق بتوثيق المخطوطات, بحيث تتم عملية الرقمنة بنقل الوثيقة على وسيط إلكتروني, وتتخذ شكلين أساسين، الرقمنة بشكل صور والرقمنة بشكل نص, أين يمكن إدخال بعض التحويلات والتعديلات عليها, وذلك بعد معالجة النص بمساعدة برنامج خاص بالتعرف على الحروف OCR.
وانطلاقا مما سبق فتعد المخطوطات من بين الأوعية المكتبية التي ستشملها عملية الرقمنة, نظرا لقيمتها العلمية والتاريخية، وكذلك إتاحتها وجعلها في متناول الباحثين والمؤرخين الذين يهتمون بالمخطوطات, ويعملون على نشرها, وذلك إسهاما في نشر التراث المكتوب, وجعله في متناول الدارسين, باعتبار أن المخطوطات لها من الأهمية وخاصة المعاصرة للأحداث, ما يضفي قيمة علمية هامة على الأبحاث والدراسات.
تكمن أهمية الرقمنة و بخاصة في المكتبات الجامعية فيما يلي:
- إتاحة الدخول إلى المعلومات بصورة واسعة, ومعمقة بأصولها و فروعها.
- طباعة المعلومات عند الحاجة, و إصدار صور طبق الأصل.
- سهولة وسرعة تحميل المعرفة والمعلومات.
- الحصول على المعلومات بالصوت, والصورة, و بالألوان.
- تطوير البحوث العلمية.
إن عملية الرقمنة مهمة جدا للمكتبات في وقتنا الحاضر, حيث تسهل عمليات كثيرة تقوم بها المكتبات في مجال حفظ الوثائق بشكل عام, والمخطوطات, والكتب النادرة بشكل خاص, ومن ثم تساعد في عملية إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين و تتركز أهمية الرقمنة بالنسبة للمخطوطات في المجالات التالية:
- حماية المخطوطات العربية بشكل خاص, والتراث العربي بشكل عام من الزوال.
- حماية المخطوطات من التلف والضياع, حيث تمكن تكنولوجيا الرقمنة من نقل جميع المخطوطات على وسيط إلكتروني, يساعد المستفيد على الإطلاع على المخطوط دون الحاجة للرجوع إلى المخطوط الأصلي إلا في حالات خاصة, و هذا يقلل من إمكانية تعرض تلك المخطوطات للتلف والضياع, و خاصة المخطوطات القديمة المكتوبة على ورق البردي أو الرق.
- إن وضع المخطوطات المرقمنة على شبكة الإنترنت, يساعد الباحثين للوصول إليها عن بعد بدون جهد و بأقل تكلفة.
- إن الوسائل التكنولوجية الحديثة في مجال تكنولوجيا المعلومات والتوثيق الإلكتروني, يسهل كثيرا إستخدام نسخة إلكترونية من المخطوطات بدلا من النسخ الأصلية, وخاصة أن طبيعة المخطوط نفسه يتطلب التعامل معه بالكثير من الحذر خوفا عليه من التلف.
- تساعد عملية الرقمنة على حفظ و صيانة المخطوطات الأصلية, و ذلك بتخزينها على الأقراص المكتنزة ( CD-ROMS ) و بالتالي تساهم في زيادة دخل المكتبات عن طريق بيع هذه الأقراص التي تحتوي على المخطوطات، و من خلال الاشتراك مع قواعد بياناتها.
متطلبات رقمنة المخطوطات
تتطلب عملية رقمنة أرصدة المخطوطات عدة عوامل أساسية يمكن التعرض لها فيما يلي:
1- الموارد البشرية
يعتبر العامل البشري مهم في معادلة رقمنة الأرصدة الوثائقية, وخاصة العاملين المؤهلين في ميدان الرقمنة، وكذلك الإمكانيات المادية التي تمتلكها المكتبات لتأهيل أو انتداب عاملين لإنجاز مشاريع الرقمنة، و هذه المشاريع تتطلب عددا كبيرا من العاملين, بقدر ما تتطلب عاملين أكفاء, فعلى سبيل المثال تضم مصلحة الرقمنة بالمكتبة الوطنية الفرنسية 22 عاملا مكلفين بإنجاز الرقمنة, ويقدر العدد المتوسط والمخصص لعمليات الرقمنة داخل المكتبات الجامعية 7 أفراد.
2- الموارد المالية
تختلف تكلفة رقمنة الأرصدة الوثائقية باختلاف مشاريع الرقمنة, و هي مرتبطة بممولين لهم تجارب سابقة في هذا الميدان، و هذا ما يصعب على المكتبات حصر تكاليف الرقمنة, و تبقى تقديرات تقريبية تختلف التكاليف حسب الأرصدة المرقمنة, فمثلا تتطلب عملية رقمنة كتاب بالمكتبة الوطنية لكوريا الجنوبية 154 دولار, بينما يتكلف الكتاب نفسه بمكتبة نيويرك العامة سوى 28 دولار, و متوسط تكلفة رقمنة كتاب لدى كثير من المكتبات و مراكز الأرشيف بالولايات المتحدة الأمريكية 70.66 دولار و متوسط تكلفة رقمنة الصفحة الواحدة هو 7.72 دولار.
تقدر تكلفة تحضير 100 مخطوط لعملية الرقمنة 2654 دولار, وتتمثل هذه التكلفة في العمليات الفنية, لكل مخطوط، وتحديد الواصفات التفصيلية للمخطوط، وتكلفة البرامج لإدخال الواصفات، أما عملية الرقمنة في حد ذاتها فتقدر تكلفتها ب 2975 دولار, وتتعلق بالأعمال التقنية، الماسح الضوئي، دقة الصورة، المعالجة و المراقبة, هذه التكلفة التقديرية لرقمنة 100 مخطوط أو ما يعادل 20000 صورة, قابلة للتغير والتعديل.
3- التجهيزات
- الماسح الضوئي
تتمثل مهمة جهاز الماسح الضوئي SCANNER بالأساس في تحويل صورة موجودة على الورق أو على فيلم شفاف إلى صور إلكترونية, بهدف إحكامية معالجتها ببرامج خاصة مثل فوتوشوب PHOTO SHOP, ثم إخراجها في صورة منتج نهائي إما مطبوعا لأغراض النشر المكتبي أو مقدما على الإنترنت.
يتصل الماسح الضوئي بالحاسوب عادة من خلال منفذ VSB, أما من حيث البرامج فإنه يتم من خلال برامج تشغيل محركات DRIVERS, و أشهرها برامج TWAIN ( معيار قياس صمم ليسمح لبرنامج الصور الذي تتعامل معه بالتواصل مع الماسحة الضوئية ), و تنقسم الماسحات إلى عدة أنواع منها الماسحات أحادية اللون والماسحات الملونة، والماسحات اليدوية، والماسحات الأسطوانية.
أ- الماسحات أحادية اللون:
مجرد أجهزة تتعامل بالأبيض والأسود، بمعنى أنها تحول أي صورة تمسحها إلى مناطق ذات لونين أبيض وأسود، وقد تتمكن من تسجيل مستويات متفاوتة من كثافة الضوء تتراوح بين 32-46-256 مستوى، وهذا النوع الأخير من الماسحات أحادية اللون يعرف عموما بالماسحات الرمادية، تسمح أيضا بقراءة الصور الفتوغرافية وغيرها من الصور التي تحتوي درجات متغيرة من الكثافة الضوئية.
ب- الماسحات الملونة:
ظهرت الماسحات الملونة بعد أن توفرت البرامج والطابعات المناسبة لإخراج نواتج هذه الماسحات بأسعار مناسبة، وتتوافر كل من الماسحات الملونة والرمادية على شكل FLATBED أو يدوي HAND-HELD.
ج- الماسحات اليدوية:
تتطلب قيام المستخدم بتمرير الجهاز فوق الصفحة بنفسه، يقتصر هذا النوع على مسح الوثائق والصور الأكبر حجما بواسطة الماسحات اليدوية من خلال عملية تسمى تجميع الغرز STITCHING.
د- الماسحات الأسطوانية:
هذا النوع من الماسحات شائع داخل دور الإخراج والتصميم المحترفة، يتميز بتكلفته العالية.
- الحواسيب
- حاسوب SERVEUR لوضع قاعدة البيانات المرقمنة يعمل بنظام WINDOWS.
- حاسوب خارجي لطباعة الوصفات الخاصة بكل مخطوط.
- طابعات لإستخراج المعلومات اللازمة.
- ناسخ الأقراص المليزر GRAVEUR لإسترجاع البيانات المرقمنة, و تسجيلها على أقراص مليزرة قابلة للتسجيل.
لمزيد من المعلومات والتوسع في ذلك يمكنكم تحميل الكتيب (ملف word)
من الرابط التالي وهو المرجع الذي اقتطفت منه هذه المعلومات التعريفية
doc.abhatoo.net.ma/IMG/doc/28_mars_4.doc