هل تعلم أن: 80% من الموظفين يتركون أعمالهم بسبب النقد (الغير بنّاء).
هل تعلم أن: 70% من النساء تطلّق بسبب النقد (الغير بنّاء).
هل تعلم أن: 60% من طلاب المدارس يتركون مدارسهم بسبب النقد (الغير بنّاء).
والآن..
ماذا عنك؟
هل طلب منك أحدٌ عزيز أن تقوم بإعطاءه بعض الملاحظات عن أسلوبه في العمل أو الدراسة مثلاً؟
هل نقدته بشكل صحيح وطريقة فعّالة؟
طريقة النقد البنّاء وتعزيز الإيجابيات طريقة الشطيرة –
هيا لنتخيل شطيرة الهمبرغر هذه مقسّمة إلى ثلاثة أقسام:
1- القسم العلوي: بنسبة 70% من حجم الشطيرة.
2- القسم المتوسط: بنسبة 15% من حجم الشطيرة (يحوي قطعة اللحم)
3- القسم السفلي: بنسبة 15% من حجم الشطيرة.
مهمتنا الآن تكمن بوضع النقد الذي نريد توجيهه مكان قطعة اللحم (مكمن الفائدة) وأن نغلّفها بقطعتي الخبر حتى لا تُأكل قطعة اللحم وحدها, فتكون ثقيلة على المعدة.
ما الذي سنضعه مكان قطعة الخبر الكبيرة؟
سنضع مكان القطعة الأولى كلاماً إيجابياً عن الشخص الذي نوجّه إليه ملاحظة معيّنة بشكل مفصّل, وليس بشكل مقتضب, ويمكن أن نذكر في كلامنا بعض الأمثلة الإيجابية التي قام بها هذا الشخص لزيادة التفصيل في الأمر.
ثم يأتي دور قطعة اللحم, فنستبدلها فالملاحظات التي نريد توجيهها لهذا الشخص, لكن! بطريقة مختصرة قدر المستطاع (حتى لا يشعر بوجودها).
ويوجد بعض أنواع البهارات التي يجب أن نتجنبها قبل وضعنا لقطعة اللحم تلك وهي: “لكنْ”, “أنا أرى”, “برأيي”, .. فهذه الكلمات تُلغي مفعول الكلام الإيجابي السابق, ويُبقي العقل على الكلام الحالي (السلبي ربما) وبالتالي فقدنا أحد أهداف هذه الطريقة بالدعم الإيجابي.
يمكن أن نستبدل تلك الكلمات بكلمات مشابهة لهذه:”الأفضل”, “من المستحسن أن تفعل كذا”, “ستتميز إن قمت بكذا”, “ما يحتاج إلى تغيير”, “حبذا لو قمت”, ..
وهكذا سيبقى العقل يستمع إلى كلامك وهو مدركٌ لأن ما يسمعه هو كلام إيجابيّ كتكملة للبداية الإيجابية.
أما بالنسبة لقطعة الخبر المتبقية (15%) فهنا سنضع أيضاً كلاماً إيجابياً أيضاً, لكن هذه المرة بشكل مختصر حتى نمنع العقل من أي محاولة لأخذ فكرة سلبية من خلال الحديث.
ومن الأفضل أن نميّز بين الشخص وبين سلوكه, فلا نقول: فلان كذّاب, بل قل لقد تكلّم بكلمة غير صحيحة, أو لقد كذب).
في النهاية سأختم بهذا المثال وتعليق بسيط عليه عسى أن تصل الفكرة بأجمل صورة:
خالد (الابن) يتأخر دوماً في القدوم إلى المنزل ويأتي في ساعات متأخرة من الليل علماً أن لديه واجباته المدرسية ليقوم بها بالفحص قد اقترب.
يمكن لأبي خالد أن يقوم بالتالي:
لماذا تأخرت يا خالد؟!! أنت دائماً تتأخر في العودة إلى المنزل وتجعلنا نقلق عليك, وأنت لا تهتم بواجباتك المدرسية, وستصبح كسولاً جداً بهذا الوضع, وستعاقب بتقليل مصروفك اليومي حتى لا تتأخر مرة أخرى.
ويمكن لأبي خالد أن يقوم باستخدام هذه الطريقة:
بني, أنت بارّ جداً بوالديك ومحب لأخوتك , ولا أنسى أبداً عندما ساعدت والدتك في عمل المنزل عندما كانت مريضة وبحاجة إلى المساعدة, وأنا أعلم أن الشباب في هذه المرحلة العمرية يحبون أن يشعروا بشيء من الإستقلال, فأنا كنت في مثل سنّك وأشعر بما تشعر به, وهنا أحب أن أقدم لك نصيحة كنت أحب أن يقدمها لي أحد عندما كنت في مثل سنّك, وهي أن الأهل يقلقون كثيراً على أبنائهم فهم جزء منهم وجزء من هذا البيت, فإن استطعت أن تأتي أبكر قليلاً من الآن فهذا الشيء سيخفف من قلقنا عليك, وأيضاً سيتسنى لك وقت إضافي لتحاول إكمال واجباتك المدرسية حتى تصبح من المجتهدين في دراستك وفي مدرستك.
ورغم هذا فنحن نحبك كثيراً ونقدر كثيراً مواقفك الإيجابية من إخوتك ومن أبويك, وأعتقد أنك ستجعلنا مسرورين وفخورين بك دائماً.
بالله عليكم.. ألن يؤثر القول الثاني في خالد أكثر من القول الأول بأضعاف كثيرة؟
إن أبا خالد قد أعطى ابنه النصائح ممزوجة بالعطف والحنان الأبويّ, وبالتالي فإن خالد سيجد نفسه منساقاً إلى طاعة والديه دون تفكير منه, وقد أخذ صورة إيجابية من والده على أنه إذا اجتهد في الدراسة فسيصبح من المتفوقين, وشعر بأن والده لم ينس تصرفه عندما ساعد أمه في أعمال البيت, وأحسّ أن والده قريب منه عندما أخبره بأنه قد شعر بما يشعر به خالد في هذا العمر.
ثم قام أبو خالد بتأكيد ارتباطه بولده برغم أنه قد تأخر على المنزل في ذلك اليوم.
أرجو أن تستفيدوا من هذا الموضوع, وأرجو أن نقوم باستخدامه كلما سنحت الفرصة لتوجيه ملاحظة أو انتقاد إيجابيّ معيّن