علاء و الحصوات

موضوع: علاء و الحصوات الأحد 27 يونيو 2010, 3:11 am

علاء و الحصوات

في يوم من الايام .....وفي احدة القرى الصغيرة كان علاء يسكن مع اسرته الصغيرة داخل كوج جميل تحيط به غابة جميلة مليئة بالشجار والزهور والحيوانات الاليفة
لقد كان علاء في العاشرة من عمره ؟؟ وكان يدرس في الصف السادس في مدرسة تشمل كل العلوم المختلفة فكان علاء فتى متفوق في كل هذه العلوم ...يحصل دائما على نتائج مرضية جدا دائما مما جعل كل من يعرفونه يقرون له بالنبوغ والذكاء الكبير...
فكان يقضي وقته ما بين العبادة والحفاظ على الفرائض وبين المطالعة المستمرة واكتشاف كل ما هو جديد ولا ينسى علاء دائما الاهتمام
بتنظيم غرفته وتنظيفها

فقد علمه جده احمد ان النظام اساس الحياة المستقرة وصفاء للذهن من كل تشويش..
ااااه هاهو الجد قد أتى مبتسما كعادته ليتفقد احوال حفيده النجيب
قائلا : مرحبا علاء كيف حالك

يجيبه علاء بخفة ونشاط : بخير ياجدي وانت كيف حالك
الجد : لا تسألني عن حالي فأنا كما تعلم صحتي والحمد لله لازالت قوية الا ترى أنني العب رياضة الجري كل صباح
علاء : نعم نعم يا جدي الحمد لله على الصحة والعافية
الجد : حسنا ياولدي وداعا ولا تنسى ان تخبر والدك باننا غدا سوف نذهب في نزهة داخل الغابة علاء : سافعل ان شاء الله

..... تمضى الايام والسنين وعلاء فتى لا يزداد الا اصرارا وعزيمة على التفوق والنجاح وحسن الخلق ...لكن فجأة بدأت تحصل لعلاء تغيرات كبيرة في حياته... لقد مات جده الحكيم الذي لطلما علمه القيم الجميلة والاخلاق الفاضلة ...فتركت في نفس علاء حزنا شديد ....وبعد ذالك أيضا أصابت الاسرة ضائقة مالية بسبب مرض أبيه المتفاني في العمل
وحتى الغابة الجميلة لم تعد
كذالك بسبب قطع
الناس لاشجارها العملاقة....
وهكذا بدأ علاء ينتابه نوع
من الاحباط..فلم يعد انسانا مبدعا ونشيطا ومتحمسا لكل نجاح كما كان...
فتصرفاته بدت ملحوظة لكل من يعرفه ... لقد دهشت
الأم لحالته وتعجبت لحالته التي بدأت تتدهور يوما بعد يوم..

ولكنها أم فطنة وذكية ...فكرت
في خطة ما تعيد ابنها الى طموحه ونجامه واصراه فحديثها معه لم يعد يجدي نفعا..
وفي الصباح الموالي ذهبت الأم مع ابنتها الصغيرة الى الغابة حيث يوجد كوخ صغير ....

يسكنه صديق جد علاء المتوفي لقد كان رجلا معروفا بالحكمة والعقل الكبير ...اخبرت الأم ذالك الرجل الحكيم بحال والدها علاء وبكل ما حصل له ,,
فكر الرجل الحكيم جيدا ثم..مكث في صمت وتفكر وقال لها : حسنا يام علاء لاتقلقي دعي الامر لي وان شاء الله سوف يعود علاء افضل مما كان عليه سابقا

وفي يوم من الأيام قرر علاء
ان يتمشى لوحده في الغابة ليحاول التخلص من أحزانه المتراكمة.. وهو يمشي بخطوات متثاقلة اذا بالرجل الحكيم يناديه باسمه ...اقترب علاء في دهشة سائلا اياه هل تعرفني

اجاب الرجل الحكيم : نعم انا
صديق جدك العزيز رحمه الله
تبسم علاء : قائلا له حقا سعدت بلقائك لكن كيف عرفتني باني حفيد صديقك

اجابه الالرجل الحكيم : لقد اخبرني جدك عنك كثيرا وذات يوم أراني صورتك عندما زرت منزله
علاء مبتسما : تشرفت بمعرفتك سيدي

الرجل الحكيم :قلي يا علاء كيف حالك
علاء : الحمد لله

فرح علاء جدا بلقاء هذا الرجل الحكيم وكان مندهشا من طريقة حديثه وتصرفاته الغريبة

ثم قال له الرجل الحكيم هل تعلم لماذا ناديتك ؟؟؟
يا ولدي علاء انني اريد منك ان تحمل هاته الحصوات معك اينما ذهبت ... خذ انهما حقيبتان الاولى بها خمس حصوات والثانية كذالك ...
ولا تنسى يا علاء أينما
ذهبت خذهما معك ثم اتني
بعد ثلاثة ايام وقل لي ما هو
شعورك من جراء هذه المهة ...
اتفقنا!!
علاء مجيبا حسنا ياسيدي... سافعل ان شاء الله
ظل علاء طوال الوقت وهو في طريقه الى العودة يفكر مالذي يريده مني هذا الرجل الحكيم من جراء هذه المهمة الشاقة
فالحجارة تبدو ثقيلة علي .... وما يزيد الامر سوء انني سأحملها معي في كل مكان اذهب اليه ياربي اعني ؟؟

.....واخيرا وصل علاء الى
منزله الصغير وما ان دخل حتى
سلم على من في البيت ونظر
الى والد المريض بنظرات حزينة...
فقالت الام والاب معا لعلاء اين
كنت ياوالدي وما الذي تحمله في يدك
اجاب علاء انها العشر حصوات يا امي وسأخبركي لاحقا بكل التفاصيل انا الان ساذهب لكي اصلي وانام فانا متعب اليوم
..........

ظل علاء يحمل الأحجار اينما ذهب والمشقة تبدوا على محياه ...وظل يسأل نفسه ماالذي يريده الرجل الحكيم مني ..
ظل علاء كذالك في حيرة من أمره الى ان جاء الموعد....حمل "الحصوات العشر" التي في الاكياس فذهب علاء مسرعا والجهد غامر جسده الفتي
وهكذا وصل علاء اخيرا
والكثير من الاسئلة المبهمة تدور في رأسه
تكلم علاء قائلا : السلام عليك ياسيدي لقد أتيت في الموعد المحدد اليس كذالك
اجابه الرجل الحكيم مبتسما : اجل ياولدي فانت فتى منظبط وتحترم المواعيد جيدا لقد حكى لي جدك عنك كثيرا وعن حسن اخلاقك الطيبة لكن قل لي ياولدي ألم تحاول ان تعرف سبب اعطائي لك لهذه الحصوات
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

علاء : في الحقيقة لا ياسيدي
فانا لم اعد افكر كما في السابق
لقد فكرت كثيرا في سبب اعطائك لي للحصوات وبان احملها اينما ذهبت فلم استطع معرفة سبب ذالك ابدا
بل حتى تفوقي بدأ يتناقص داخل المدرسة وتركيزي مشتت..انني محبط جدا يا سيدي
نظر اليه الرجل الحكيم في دهشة قائلا : لهذا السبب ياوالدي طلبت منك ان تحمل هته الحصوات العشر
قلي يا علاء اذن بماذا
احسست طوال حملك لها وأينما ذهبت
علاء : أمم في الحقيقة يا سيدي لقد احسست بالتعب الشديد واحسست بانها تعيقني عن التحرك بشكل جيد فكنت اصوب كل تفكيري وتركيزي في حمل الحصوات
اجاب الرجل الحكيم : بكل تقة هذا ما اردتك ان تعرفه وتعيه جيدا يا علاء
ان الحصوات العشر التي كنت تحملها طوال الوقت واعاقتك عن الحركة والتفكير الجيد بمثابة الهموم التي تحملها في صدرك وترسخها في ذهنك ..هي كذالك تعيقك الان عن النجاح والتفوق والنبوغ الذي كان يميزك عن اقرانك بل حتى عبادتك لله يا علاء وتنظيمك لاغراضك لم يعد كما كان
علاء مندهشا : نعم يا سيدي معك حق لقد أثقلت علي الهموم والاحزان واعاقتني عن التفوق والنجاح كما اعاقتني تلك الحصوات العشر تماما

قصة أكثر من رائعة..ومؤثرة وتدعونا لأن نبعد الأوهام عن رؤوسنا
ألف شكر لك ياآ.أمل حقا أشعر أن هذه القصة سيكون لها أثر كبير في حياتي...