الممرات العقلية في عالم الذهن طريق يمشي به العباقرة

الممرات العقلية في عالم الذهن

يجب أن ندرك بأن هناك عدة ممرات فهناك ممر طبيعي يمشي به كل إنسان طبيعي وهناك ممر غير

مألوف يمشي به كل إنسان فوق الطبيعي لا يدركه ولا يعلمه الطبيعيون لأنه ممر جديد يختصر النتائج

ويحقق الانجازات من يمشي به يأتي بكل شي غير مألوف وجديد على الناس وفوق مستواهم وهذا ما

جعل هذا الإنسان الذي هو فوق الطبيعي بالنسبة للطبيعيين غير طبيعي

فكر معي

ما الفرق بين الطبيعي والغير طبيعي وفوق الطبيعي

الطبيعي هو كل إنسان لا يلفت النظر أو لا يدهش الآخرين ولا يتعجب منه أحد لأن كل أقواله وأفعاله

عادية غير مثيرة غير جديدة قد سبق أن طبقها الآخرين فهو يكرر وينسخ ما هو مألوف وما هو موجود أما

الغير طبيعي هو إنسان متخلف عن الطبيعة متأخر عنها تنقصه صفات الإنسان السوي لا يدرك ينسى

يغفل يحتار يتشتت يتكلم بالغير معقول يعيش في عالم الطفولة وهو بسن المراهقة أو يعيش بعالم

المراهقة وهو بعالم الرجولة لا يهتم بنفسه لم يجد تعليم كافي لهذا أصبح مستواه أقل من الطبيعي أو

العادي الذي أعتاده الناس بمعنى هو لا يعتمد على نفسه وغير قادر على التأثير والإقناع والإنتاج

والإبداع ويحتاج دوما للرعاية لأنه متخلف عقليا أم جسديا أم تعليميا أما الإنسان الذي في مستوى فوق

طبيعي هو إنسان أعلى من الطبيعي وهذا ما جعل الطبيعي لا يعرف من أين جاء في الأفكار التي قد

تكون سابقه العصر ومتطورة وجديدة ومؤثرة ومغيرة من حال لحال أفضل فهذا جعله

غير واضح وغير معلوم بعقول الطبيعيون لأنه يزيدهم مستوى وعلم وقدرات فهنا تم تقييمه غير طبيعي

لأنه متخلف عنهم لكن ليس للأسفل إنما للأعلى فمن لا يفهمه أحد قالوا هذا غير طبيعي وهنا قد يكون

سابقهم مستوى لأنهم لم يفهموه بسبب إنهم متأخرين عنه عقلا وعلما أو إنه هو متخلف عنهم عقلا وعلما

هذا إن كان غير طبيعي وفي الحقيقة المفترض أن يكون ذا المستوى فوق الطبيعي هو من يقول أن

الطبيعيون هم متخلفين عنه لأنه هو من سيتكفل في تطوير العالم من اكتشافات وإبداعات واختراعات

وانجازات لكن الكثرة هي من جعلت هذا التقييم عام لأنه نادرا في الوجود ودائما الذي يقال له أنت غير

طبيعي ليس معناها أنه متخلف إنما متفوق لأنه أنجب شي غير طبيعي يغير من طبيعة التفكير الاعتيادية

وينجب ما يجعل الجديد قديم ويطور العالم لشكل ومحتوى أفضل وبسبب أن الطبيعيون لا يفهمونه أطلقوا

عليه هذا الاسم غير طبيعي وهو فوق الطبيعي الذي لم ولن يتطور العالم إلا بهم لأنهم لا يفكرون كما

يفكر الإنسان الطبيعي إنما يفكرون فوق هذا المستوى الذي مسلكه ممر فوق الطبيعيون طريق الغير

مألوف الذي ينجب كل جديد ومثير ومؤثر يجعل الآخرين يندهشون ويعجبون ويحكون رؤوسهم ويقولون يا

الله هذا غير معقول ؟ هذا غير طبيعي ؟ وأنا أقول لهم لا هذا معقول لأنه فوق الطبيعي

ما الفرق بين غريب الأطوار و الاعتيادي

هناك الكثير من الذي قلنا وقالوا لنا غريب الأطوار أو غريبة الأطوار

لماذا ؟

غريب أو غريبة الأطوار هم ذا فكر غريب على الناس العاديين فدائما تجد أفكارهم غريبة وعاداتهم غريبة

وطرق تفكيرهم غريبة واهتماماتهم غريبة وهواياتهم غريبة السبب إنهم سلكوا ممر غريب عن الممرات

السابقة وهذا الممر في مدينة الذهن بمعنى تم اكتشاف طريق جديد متواجد بعالم الذهن بواسطة فتح

خلية جديدة أصبحت تنظر لها الخلايا المستهلكة الاعتيادية السابقة بدهشة وغرابة وهذا هو طريق

الإبداع والتنوع وإنتاج الجديد من الأصناف والمصطلحات والمواد العلمية والإبداعية والعملية فمثلا تخيل

إنسان أجنبي سافر من بلدته الأجنبية إلى مدينة عربية وسكن وسط هذه المدينة ستكون طبائعه

بالنسبة لأهل المدينة غريبة لماذا ؟ لأنها جديدة عليهم ولم يعتادوا عليها لكن حينما يمر وقت كافي

ستصبح هذه الغرابة طبيعية فكل فكرة جديدة بدأت غريبة لأنها تكتشف مسلك جديد وغريب عن العامة

فالإبداع الجديد غريب

بالنسبة للمبدعين القدامى وفكرة التجديد بدايتها غريبة لهذا غريب الأطوار هو من سلك ممر جديد غريب

عن العامة مما أصبحت أفكاره غريبة لأنها تكسر حاجز الاعتيادي والمألوف وهي ضد العادات

القديمة المستهلكة فدليل إنك مبدعا متجدد هي غرابة الأطوار بالنسبة للآخرين وهذه هي من تكون

كلمة ميزة أو مميز أو مميزة لأن هذه القدرات تختلف من إنسان متجدد وإنسان اعتيادي أو إنسان غريب

أطوار وإنسان عادي فالغربة هي الابتعاد عن ما أعتدت عليه والغرابة هو سلوك ما لم يعتاده الناس فهذا

غريب لأنه جديد وذا غريب أطوار لأنه متجدد في الأفكار

ما الفرق بين العبقري والمجنون

حينما يقال لإنسان ما أنت مجنون ليس معناها إنه مجنون لأن السبب هو لأن القائل لا يفهمه يسمع كلام

أكبر من وعيه فالطفل الصغير حينما يخاطبه رجلا كبير عن موضوع سياسي سيعتقد الطفل بأن هذا الذي

أمامه مجنون لأنه لا يعي هذا المستوى فدائما ما نسمع هذه الكلمات هذه فكرة مجنونة هذا جنون

العقل لا يستطيعها إلا مجنون وتم قياس تلك الكلمة التي قيلت لجميع العباقرة والعظماء بسبب امتهانهم

للمهمات الصعبة الجنونية ومن لا نفهمه نقول عنه مجنون لأن مستواه العقلي أعلى من العادي

والطبيعي فالعبقري هو من أنتقل من مستوى إلى مستوى أعلى طور قدرات عقله وأستطاع أن ينظر

بعين جديدة لكل ما هو قديم وكأنه أكتشف ممرا جديدا داخل عقله جعله يجدد ما في الحياة من منتجات

وإبداعات ومواد وأفكار وأعمال أما المجنون هو من فقد عقله وأصبح يسبح في العالم بروحه وما

يستشعر به بداخله وقد يقول كلاما عاقلا أحيانا لكن الفرق بين العبقري الذي أفتتح قدرات بعقله

والمجنون الذي فقد عقله هو أن المجنون يقول كلاما لكن لا يفعله لهذا هو مجنون أما العبقري يقول كلامه

لكن بفعله يؤكده لهذا قالوا إنه عبقري وما يجمع العبقري والمجنون هو قدرتهم على التجول في عالم

الروح ما يعتقدون ويشعروا به ويحسوه بداخلهم وما ميز العبقري عن المجنون هو أن العبقري تمسك

في عقله وحول كل ما لا يعقل من أفكار وكلمات إلى أفعال واكتشافات وابتكارات وإبداعات أما المجنون

فقد عقله وأستسلم لعالم الروحي مما أصبح مجرد ناطقا غير عاقلا لا يدرك ما يقوله فالعبقري يتجول بين

عالمين العالم المجهول الغريب الروحي (ما يحسه ويعتقد ويشعر به) + العالم الواقعي (المنطق

والإدراك والفهم والوعي) أما المجنون ترك العالم الواقعي وعاش في عالم واحد هو عالم المجهول

الغريب الروحاني (ما يحسه ويعتقد ويشعر به) والطبيعي والعادي هو من عاش في عالم واحد هو

العالم الواقعي (المنطق والإدراك والفهم والوعي) لأنه لا يريد إدراك العالم الأخر لهذا العبقرية اجتماع

عالم الظاهر والباطن وهو (ما نحس به بداخلنا + ما نهتم به بخارجنا) بتوازن خلوة مع النفس + احتكاك

مع الناس و عالم المجانين هو نسيان الناس والتجول في بحر الأحاسيس والاعتقادات

بلا اهتمام خارجي أو دافع ذاتي والعالم الروتيني العادي هو الاندماج في الواقع والإدمان عليه بلا

اختلاء مع النفس

الحاسة السادسة والحواس الخمس الفرق بين من يمتلك الحواس والاحساس ومن يجمعهم

الذي يمتلك الاحساس يستشعر ويحس ويعتقد توقعا غير مؤكد والذي يمتلك الحواس ينظر يسمع يلمس

يشم يتذوق يلمس بلا تفسير أو تعبير والذي يجمعهم يمتلك الحاسة الذهنية = الحاسة السادسة ما هي

الحاسة السادسة ليست قدرة تسقط من السماء على العقل وتنبت قدرة كما يسقط المطر على الأرض

وينبت زرع إنما هي نتيجة تنمية الحواس الخمس ودمجها مع حاسة الذهن لتستطيع أن تفسر ما تسمع

وتترجم ما تعتقد وتعبر عن ما تنظر له وتحلل ما تشم وتستنبط من ما تلمس وتخبر عن ما تتذوق هنا

ستعرف بما يشعر به من أمامك وما يعتقد بداخلك لأنك دمجت حواسك مع إحساسك وأصبحت حواسك

وسيلة لاستخراج إحساسك فعندما تقول لشخص أنا أعتقد إنك تريد هذا وقال لك كيف عرفت ؟ فعلا كيف

عرفت ؟ عرفت لأنك عبرت عن إحساسك أو حاستك الذهنية التي رافقت إحدى حواسك سمعك أم بصرك

أم لمسك أم شمك أم تذوقك فالفرق بين الذي ينظر وهو لا يمتلك حاسة سادسة مع الذي ينظر وهو

يمتلكها بسيط جدا وهو الذي ينظر شاهد لكن لم يستخرج أي إحساس من مشاهدته إنما نظر للموجود

لكن الذي ينظر وهو يمتلك الحاسة السادسة شاهد وأخرج إحساسه للشي الذي شاهده واستخرج

باطن الشي من ظاهره فأنتي كيف تعرفين أن أختك حزينة في ترجمة إحساسك لما شاهدته حواسك

فعينك نظرت وإحساسك قال لأختك لماذا أنتي حزينة فأنتي نظرت للظاهر لتستخرجي الباطن

فالحزن يتواجد داخل أعماق الإنسان لكن الملامح تظهر بوادره ومن يدمج إحساسه بحواسه سيتقن كل

ما ذكرته

الممرات الثلاث

هناك ثلاث ممرات فكرية متواجدة بعقل الإنسان الممر الأول هو الممر الطبيعي الذي يمشي به كل

العامة وهو طريق واحد إتباع ما هو أمامنا بلا اختصارات أو تغيير وهذا الممر الذي يعتاد عليه كل إنسان

عادي وطبيعي والممر الثاني هو ممر ضعيف النظر أو المتخلف علميا أم عقليا وهو الغير طبيعي أو تحت

الطبيعي الذي يصل دائما متأخرا بسبب تخلفه وانغماسه بأعمال لا تنميه ولا تقويه والممر السري الثالث

الذي اكتشفه الأشخاص المبدعون والمميزون هو ممر فوق الطبيعي المختصر الذي ينجب أشياء جديدة

غير متواجدة بالعالم الواقعي ويقودك لبلدان خيالية ويأتي في منتجات جميلة وبارعة ومؤثرة هذا

تستطيع أن تصل له إن حاولت اكتشافه واختصار الممر الطبيعي لتوجد طريق يوصلك للمكان بأقل

مسافة فكر وسوف تكتشفه قد يكون خلف الجبل أم تحت الشجرة أو داخل الكهف لهذا تجول هنا وهناك

وستجده لكن ليس في قدمك إنما بفكرك

العقل المتحرر

ما تمتلكه هو لتبني ما حولك ليس لهدم ما حولك فالعالم الخارجيلا يتغير إلا بشأن داخلي

» عالم كيف .... عالم من المعرفة
» ماذا ترسم على جوانب الصفحة عندما تكون شارد الذهن؟
» لنمارس ألعاب اللياقة العقلية